قلب جريء

الجوائز لمن حضر

خيرى الكمار
خيرى الكمار

أعتقد‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬تشهد‭ ‬عدد‭ ‬الحفلات‭ ‬التي‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬مهرجانات‭ ‬لتكريم‭ ‬الفنانين‭ ‬عن‭ ‬أعمالهم‭ ‬الفنية‭ ‬مثل‭ ‬مصر،‭ ‬فأصبح‭ ‬غير‭ ‬معقول‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬ببعض‭ ‬الفنانين‭ ‬يقيم‭ ‬حفل‭ ‬ويطلق‭ ‬عليه‭ ‬مهرجان‭ ‬ويكرم‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يوافق‭ ‬على‭ ‬الحضور،‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬الحفلات‭ ‬التي‭ ‬تنتحل‭ ‬صفة‭ ‬المهرجانات‭ ‬تكرم‭ ‬كل‭ ‬الحضور‭ ‬مدعية‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التكريم‭ ‬لهولاء‭ ‬الفنانين‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬استفتاء‭ ‬جماهيري‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬اختيار‭ ‬لجنة‭ ‬تحكيم،‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬تكريم‭ ‬بسبب‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬الحضور‭ ‬للحفل،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المعروف‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المهرجانات‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬بكل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬مسمى‭ ‬ما‭ ‬لمنح‭ ‬جوائز،‭ ‬أنها‭ ‬تتلخص‭ ‬في‭ ‬منحها‭ ‬لأفضل‭ ‬ممثل‭ ‬أو‭ ‬ممثلة‭ ‬دور‭ ‬أول‭ ‬أو‭ ‬ثان،‭ ‬ويضاف‭ ‬إليها‭ ‬أحيانا‭ ‬جائزة‭ ‬خاصة‭ ‬أو‭ ‬تقديرية،‭ ‬اخترعت‭ ‬هذه‭ ‬المهرجانات‭ ‬أو‭ ‬الحفلات‭ ‬جوائز‭ ‬أخرى‭ ‬عديدة‭ ‬وبعناوين‭ ‬مختلفة،‭ ‬حتى‭ ‬تستوعب‭ ‬كم‭ ‬الفنانين‭ ‬الذين‭ ‬يحضرون،‭ ‬وحتى‭ ‬يتم‭ ‬إرضاء‭ ‬الجميع‭ ‬ولا‭ ‬يخرج‭ ‬أي‭ ‬فنان‭ ‬من‭ ‬الحضور،‭ ‬إلا‭ ‬وهو‭ ‬يحمل‭ ‬جائزته،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬العبثي‭ ‬يرضي‭ ‬من‭ ‬يقيم‭ ‬هذه‭ ‬الحفلات‭ ‬أو‭ ‬المهرجانات‭ ‬الخاصة،‭ ‬ومن‭ ‬يحضرها‭ - ‬وهم‭ ‬أحرار‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬وأن‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬يترك‭ ‬انطباع‭ ‬سيء‭ - ‬يصدر‭ ‬فكرة‭ ‬غير‭ ‬لائقة‭ ‬عن‭ ‬المشهد‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬والأصعب‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بعض‭ ‬المهرجانات‭ ‬السينمائية‭ ‬المصرية‭ ‬بتكريم‭ ‬فنانين‭ ‬ليس‭ ‬لهم‭ ‬أي‭ ‬بصمة،‭ ‬أو‭ ‬تواجد‭ ‬حقيقي‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬السينما،‭ ‬ليس‭ ‬الآن،‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬سابق،‭ ‬لمجرد‭ ‬ضمان‭ ‬حضورهم‭ ‬للمهرجان،‭ ‬ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يفقد‭ ‬المهرجان‭ ‬أهميته،‭ ‬ويفقد‭ ‬الجوائز‭ ‬بريقها،‭ ‬والغريب‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬الفنانين‭ ‬الذين‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجوائز‭ ‬والتكريمات‭ ‬من‭ ‬الحفلات‭ ‬التي‭ ‬تنتحل‭ ‬صفة‭ ‬المهرجانات،‭ ‬يتحدثون‭ ‬عنها‭ ‬بفخر‭ ‬وإعتزاز‭ ‬وكأنهم‭ ‬حصلوا‭ ‬على‭ ‬“السعفة‭ ‬الذهبية‭ ‬من‭ ‬“كان”‭ ‬أو‭ ‬“الأوسكار”‭ ‬أو‭ ‬جائزة‭ ‬الدولة‭ !.. ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬فنان‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬فني‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬أو‭ ‬تكريم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحفلات‭ ‬التي‭ ‬تقام،‭ ‬طالما‭ ‬حضرها،‭ ‬أما‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يحضر‭ ‬فلا‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬شيء،‭ ‬حتي‭ ‬وأن‭ ‬كان‭ ‬قدم‭ ‬أهم‭ ‬عمل‭ ‬فني‭ ‬وأكثرها‭ ‬نجاحا،‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬الحفلات‭ ‬تقام‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬الجوائز‭ ‬لمن‭ ‬حضر‭.‬


 

;