انقسامات الجمهوريين تحدث فوضى بالكونجرس

«النواب» الأمريكى يعلق أعماله.. ومكارثى ينتقد القواعد التى أطاحت به

مكارثي بعد عزله
مكارثي بعد عزله

واشنطن - وكالات الأنباء

أعلن كيفن مكارثى رئيس مجلس النواب الأمريكى المعزول أنّه لن يترشّح للمنصب حتى وإن كان النظام الداخلى لمجلس النواب يسمح له بذلك. وكان مجلس النواب قد عزل رئيسه الجمهورى فى سابقة فى تاريخ الولايات المتحدة تجسّد مدى الانقسامات التى يعانى منها الحزب الجمهوري.

وقال مكارثى «لقد كنت الرئيس الخامس والخمسين لمجلس النواب، وهذا شرف من بين الأعظم. لقد أحببت كل لحظة قضيتها» فى هذا المنصب. وأضاف: «هناك مشكلة مؤسسية حقيقية إذا تمكن أربعة أشخاص فقط من طردك من منصبك، أنصح الرئيس القادم للمجلس بتغيير القواعد».

ولم يتمّ مكارثى عامه الأول فى رئاسة مجلس النواب إذ إنّه انتخب فى هذا المنصب فى يناير بعد مفاوضات شاقة ومضنية تعيّن عليه خلالها أن يقدّم تنازلات كبيرة لحوالى عشرين نائباً من أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب، بما فى ذلك أن يتمكّن أيّ نائب ساعة يريد من أن يدعو لإجراء تصويت لتنحيته، وهو ما فعله النائب عن ولاية فلوريدا مات جايتس فى النهاية.

وللمرة الأولى فى تاريخه الممتدّ منذ 234 سنة، صوّت مجلس النواب بأغلبية 216 صوتاً مقابل 210 لصالح مذكرة طرحها الجناح المتشدّد فى الحزب الجمهورى تنصّ على اعتبار «منصب رئيس مجلس النواب شاغراً».

وصوّت ثمانية نواب جمهوريين إلى جانب الأقليّة الديمقراطية فى مجلس النواب لصالح عزل رئيس المجلس الجمهورى الذى أثار غضب الجناح المتشدّد فى الحزب بتعاونه مع الإدارة الديمقراطية قبل أيام لتمرير اتفاق مؤقت بشأن الموازنة لتجنّب إغلاق حكومي. ويعود آخر تصويت أجراه مجلس النواب الأميركى لعزل رئيسه إلى أكثر من قرن من الزمن، فى حين أنّها المرة الأولى على الإطلاق التى يطيح فيها المجلس برئيسه.

وفور صدور نتيجة التصويت، اكتفى مكارثى (58 عاماً) برسم ابتسامة على وجهه. من جانبه، دعا الرئيس جو بايدن إلى المسارعة لانتخاب رئيس جديد لمجلس النواب، بينما قال تقرير لوكالة أسوشيتد برس أنه لا يوجد مرشحون محتملون حتى الان لخلافة مكارثي. 

وجاء فى بيان للمتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار «نظراً إلى أنّ التحدّيات الملحّة التى تواجه بلدنا لا تنتظر، يأمل (الرئيس) بأن ينتخب مجلس النواب رئيساً له سريعاً».

لكنّ المهمة تبدو معقدة بالنسبة إلى الجمهوريين الذين سيجتمعون الثلاثاء المقبل، أى بعد أسبوع، للاتفاق على مرشّح جديد على أن يتمّ التصويت لانتخابه فى اليوم التالي.

وبدا عزل ماكارثى شبه محتوم بعدما شجّع زعيم الأقليّة الديموقراطية فى مجلس النواب حكيم جيفريز نواب الحزب على الإطاحة برئيس المجلس. وكان مكارثى قاد مساعى فى وقت سابق للتحقيق فى تورط بايدن فى أعمال نجله هانتر وأطلق مؤخرا تحقيقات بهدف عزله من الرئاسة.

وقالت صحيفة «واشنطن بوست» أن مجلس النواب علّق جلساته لمدة أسبوع بعد إقالة رئيسه مكارثي.

وعيّن نائب عن ولاية كارولينا الشمالية باتريك ماكهنرى رئيسا مؤقتا للمجلس فى انتظار انتخاب رئيس جديد. وفى أول قراراته، أمر ماكهنري، رئيسة مجلس النواب السابقة نانسى بيلوسى بإخلاء مكتبها فى مبنى الكابيتول على الفور.

ووفقا لصحيفة «بوليتيكو»، تم إرسال رسالة بريد إلكترونى إلى مكتب بيلوسي، كتبها أحد كبار المساعدين فى لجنة الإدارة بمجلس النواب: «يرجى إخلاء المكان غدا، سيتم إعادة فتح الغرفة»، مؤكدا أنه سيتم إعادة تخصيص الغرفة بأوامر القائم بأعمال رئيس المجلس. وانتقدت بيلوسى عملية الإخلاء فى بيان ووصفتها بأنها «خروج حاد عن التقاليد».