كنوز| 50 سنة يا مصر وراسك مرفوعة برايات نصر أكتوبر| سخرية نجوم الكاريكاتير من «الجيش الذى لا يقهر»

كاريكاتير انتصارات السادس من أكتوبر المجيدة
كاريكاتير انتصارات السادس من أكتوبر المجيدة

تحتفل مصر غداً بذكرى مرور 50 عامًا على انتصارات السادس من أكتوبر المجيدة التى أعادت الأرض والكرامة لمصر والعرب، وبهذه المناسبة المجيدة أتذكر الصحفى الإسرائيلى الذى اقترب منى أثناء تجوالى بمتحف الحضارات القديمة بالعاصمة الأرجنتينية «بيونس إيرس»، وعرف أننى مصرى، ربما من ملامحى وقمحية وجهى.

وربما مما لاحظه من شغفى الشديد ودهشتى الأشد بما أراه من آثار لتماثيل مصرية ضخمة لا أدرى متى وكيف خرجت من مصر!، أخبرنى بالعربية أنه كاتب روائى وصحفى من إسرائيل، فقلت «وأنا صحفى مصرى أعمل بجريدة «الأخبار» فهل تريد منى شيئا؟!»، قال: «انت محظوظ لأنك تعمل فى الجريدة التى يكتب فيها «القناص» أحمد رجب، وصاحب الريشة الموجعة مصطفى حسين».

قلت: «ولماذا تصفه بكلمة «قناص»؟، قال: «لأن ما كان يكتبه فى زاويته «2/1 كلمة» طوال حرب «كيبور» وما بعدها من سخرية كانت تشعرنا بالمهانة وتزيد من إحساسنا بالوجع والانكسار النفسى، كتاباته أتعبتنى على المستوى الشخصى مثلما أتعبت كل إسرائيلى، وزاد من الغيظ ربيبه مصطفى حسين بما كان يرسمه من لوحات كاريكاتورية تقطر سخرية منا ومهانة لنا، صحافتكم محظوظة بما لديكم من فنانى الكاريكاتور، وأنا مازلت أحفظ أسماءهم وهاجمتهم فى «معاريف» وسخرت منهم مثلما سخروا من جيش الدفاع وبلدى إسرائيل!! 

لم أشأ أن أطيل الحديث معه، وأنهيت المقابلة بجملة أردت أن أحرق بها دمه، فقلت له «على المستوى الشعبى نحن لا نعترف ببلد اسمه إسرائيل، نعترف فقط بفلسطين التى اغتصبتموها من أهلها، عذرا لابد أن أنصرف لأستكمل جولتى بالمتحف، انت عطلتنى كثيرا !!». 

السخرية بالكلمة والريشة ليس الهدف منها الإضحكاك فقط، لأن الكلمة الساخرة الموجزة أقوى من مقال لا تخرج منه بشىء، والصور الكاريكاتورية الساخرة تغنى عن مقال، وتكون أكثر إيلاما بما تحمله من إسقاطات لفظية أو حركية، مما يؤكد أن الكاريكاتير لغة بصرية شعبية يفهمها العالم كله ويتأثر بها فى الحال، وإمعانا فى الوجع الذى أحس به الصحفى الإسرائيلى وآخرين مثله، نعيد نشر طلقات «2/1كلمة» القاذفة التى قصد بها رفع الروح المعنوية فى الجبهة الداخلية بالسخرية من «الجيش الذى لا يقهر» الذى ذاق المهانة والهزيمة والانكسار لأول مرة فى حرب استرداد الأرض والكرامة، ونعيد نشر الصواريخ التى أطلقتها كتيبة رسامى الكاريكاتير الضاحك الساخر الموجع المؤلم التى أزعجت كل إسرائيلى أثناء حرب الكرامة، وبثت فى نفوس المصريين والعرب الفخر والاعتزاز بانتصار جنودنا البواسل الذين عبروا القناة تصحبهم صيحات «الله أكبر» وأزالوا الساتر الترابى وحطموا خط بارليف، وهدفنا من إعادة النشر تعريف الأجيال التى لم تعش انتصارات أكتوبر، ولم تعش لحظات استرداد الكرامة ورفع الرايات التى كانت منكسة بفعل نكسة 67، ولم تعرف حلاوة النصر الذى تم توثيقه برسومات «صاروخان - صلاح جاهين - حسين بيكار - فرج حسن - رخا - تاج - حجازى - جمعة - طوغان - وآخرين»، وكل نصر وأنتم بخير. 
عاطف النمر