الرئيس خلال احتفال وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوى الشريف| لدينا ثقة فى الله وفى المسار الذى ننتهجه مهما كانت الظروف..

الرئيس عبد الفتاح السيسى يلقى كلمته خلال احتفال وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوى الشريف
الرئيس عبد الفتاح السيسى يلقى كلمته خلال احتفال وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوى الشريف

عملنا التنموى خلال الـ 8 سنوات الأخيرة أثمر صلابة وصمودًا كبيرًا لاقتصادنا 

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، على ضرورة الثبات على الحق فى الأوقات الصعبة، وقال: «إن فى سيرة حياة النبى محمد صلى الله عليه وسلم الرحمة والهدى قيمًا مجردة عابرة للزمان والمكان لعل من بينها الثبات على الحق والإيمان خاصة فى الأوقات الصعبة».

وأضاف: «إن سيرة حياة الرسول الكريم معين لا ينضب من الدروس والعبر منها نستلهم قيم الأمانة والصدق والإخلاص والرحمة ومنها نتعلم فضيلة الصبر على المشاق الجسيمة».. مهنئًا الشعب المصرى والشعوب الإسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوى الشريف.

جاء ذلك فى كلمته خلال احتفال وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوى الشريف أمس بحضور الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والفريق أول محمد زكى وزير الدفاع وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.

وأعرب الرئيس السيسى عن أمله فى أن يعيد الله ذكرى المولد النبوى الشريف على الأمة الإسلامية والعربية ومصر والإنسانية بأسرها بالخير والسلام .
وقال الرئيس السيسى-فى كلمته بمناسبة احتفال وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوى الشريف - «إن من سيرة حياة الرسول الكريم نتعلم فضيلة الصبر على المشاق الجسيمة وفى ثناياها وأحداثها.. نرى كيف تعمل أقدار الله.. وكيف يثابر المؤمنون على إيمانهم.. يرعونه بالعمل والإحسان.. حتى يأتى نصر الله القريب، للمخلصين من عباده».

وأضاف «أن فى سيرة حياة نبى الرحمة والهدى.. قيمًا مجردة.. عابرة للزمان والمكان.. لعل من بينها.. الثبات على الحق وعلى الإيمان.. خاصة فى الأوقات الصعبة، فكم من اختبارات قاسية، تعيِّن على رسول الله، صلوات الله وسلامه عليه، اجتيازها وكم من محن وشدائد هائلة.. تعرض لها النبى الكريم.. وتعرضت لها الرسالة المحمدية وكم كان الثبات فى وجه تلك العواصف الهوجاء.. عظيمًا وشامخًا.. بإيمان لا يتزعزع فى نصرة الله.. وعمل مستمر لا يعرف للتواكل طريقا».

وأشار الرئيس السيسى إلى أن الاحتفال بالمولد النبوى الشريف لهذا العام يتزامن مع مرور العالم بظروف دقيقة تعيد إلى الأذهان ذكريات من التوتر والقلق والاضطراب لم تحدث منذ عقود طويلة..

وقال: «فما بين الكارثة الصحية التى تسببت فيها جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية عميقة الأثر الناجمة عن توقف عملية الإنتاج فى كبرى دول العالم، وما أعقب ذلك من موجة ارتفاع أسعار عالمية.. تسببت الأزمة الروسية الأوكرانية فى تفاقمها بشدة.. مما دفع الدول الكبرى، لرفع أسعار الفائدة على نحو غير مسبوق.. أملا فى احتواء التضخم.. وهو ما استدعى نزوحًا كثيفًا، لرءوس الأموال من الدول النامية، إلى الدول الغنية ومن هنا جاءت أزمة النقد الأجنبى، التى يمر بها اقتصادنا والعديد من الاقتصادات الناشئة».

وأضاف «أن عاصفة طاغية كتلك كانت كفيلة فى الظروف العادية باقتلاع اقتصادنا بشكل كلى والعصف بالكثير من مكتسبات الشعب المصرى وأن الثمانى سنوات الأخيرة من العمل التنموى المكثف غير المسبوق فى حجمه ونطاقه وسرعته قد أثمرت صلابة وصمودًا ومرونة كبيرة لدى اقتصادنا القومى بما يدفعنا إلى اليقين بأن الصعاب الحالية إلى زوال قريب بإذن الله، لاسيما أننا نبذل أقصى ما فى الجهد والطاقة للتخفيف من آثارها على أبناء شعبنا مع الحفاظ فى ذات الوقت على قوة الدفع اللازمة، لاستكمال مشروعات التنمية ونمو الاقتصاد، بما يحافظ على معدلات التشغيل المرتفعة.. ويضمن قدرة الدولة على حماية الأمن الغذائى وأمن الطاقة للمواطنين رغم الظروف العالمية الصعبة فى هذين المجالين».

وأكد أن مسيرة حياة النبى الكريم تؤكد لكل ذى بصيرة أن العسر يصاحبه اليسر وأن الله مع الصابرين الذين يعملون صالحا ابتغاء مرضاة الله وتحقيق مصالح الناس. وقال: «إننا، إذ نسعى إلى الخير والرشاد والصالح العام نثق فى الله سبحانه وتعالى وفى قدرة شعبنا الصامد الأبى على اجتياز الصعاب مهما كانت وتحويل الأحلام إلى حقيقة وصنع المستقبل المزدهر الآمن»..

وأكد الرئيس السيسى أن الأمم تقوم وتستقيم على الصدق والإخلاص والأمانة وليس على الكذب والافتراء والهدم، وقال: «إن الأشرار الذين يتصورون أنه من الممكن أن ينجحوا بغير سبيل المصلحين لن يكون هناك أى نجاح دون سبيل المصلحين، وأن الهدم والخراب والتدمير والتشكيك والظنون وإشاعة الألم والفرقة والانحطاط والكذب ليست من سنن الله أبدا».

وأضاف الرئيس السيسى: «شعرت خلال الاحتفال بتفوق الجامعات بمدينة الإسماعيلية، أن الاحتفال رغم بساطته لكن الحشد الذى تم فيه، استدعى فى نفسى شيئًا غريبًا، وهو كيف بوجود أمة كبيرة، يكون شبابها بهذا الحجم الضخم والقدرة، أن يكون لديها خوف أو قلق من المستقبل؟.. المستقبل ملك لهؤلاء الشباب وهم قادرون بفضل الله على حماية أقدار هذه الأمة من أى شر أو مكروه».

وتابع: «وددت أن أسجل هذا الكلام لأنه تولد بداخلى فى حينه، وأوجه حديثى للمصريين، لأننا سنجد خلال الفترة الحالية الكثير من البهتان والإفك والإثم والشرور والكلام غير اللائق، واسمحوا لى أن أقول لكل من يتحدث بتلك الطريقة إنه لا توجد أمم بنيت واستقامت إلا على الصدق والعمل والأمانة لا على الكذب والافتراء ولا الهدم».

وأشاد الرئيس السيسى بكلمة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، التى وصفها بالشاملة والعميقة والطيبة. وأكد أنه «لن تستقيم أى أمة فى العالم وتتقدم للأمام دون الأخذ بأسباب الدنيا ولكن يحرسها أثناء ذلك مسار أخلاقى عميق».

ووجه الرئيس السيسى حديثه للدعاة الذين يتحدثون للناس عبر المنابر، قائلا: «إن المنهج الذى نسير عليه منهج يحاول أن يكون مستقيمًا وأمينًا ومخلصًا لله وشريفًا فى هذا المسار».

ولفت إلى ضرورة أن يكون لدينا ثقة فى الله وفى المسار الذى ننتهجه مهما كانت الظروف صعبة، وقال: لن أقول لكم اطمئنوا بنا ولا بالحكومة ولكن سأقول اطمئنوا بالله سبحانه وتعالى.. وشدد على أنه ليس لديه أى شك أنه رغم كل الظروف الصعبة التى تمر بنا حاليا، سيسدد الله عز وجل فيها الخطى.