عاجل

كورسات وهمية للذكاء الاصطناعى

دورات تدريبية من غير المحترفين والنتيجة صفر

كورسات وهمية للذكاء الاصطناعى
كورسات وهمية للذكاء الاصطناعى

عدد الخبراء محدود ومؤسسات تخترق سوق التدريب

«احجز مكان لطفلك فى الكورس قبل اكتمال العدد و السعر خيالى»..»الذكاء الاصطناعى مفتاح المستقبل لا تفوت الفرصة»،وغيرها من الإعلانات التى تظهر فور دخولك لصفحتك الشخصية على السوشيال ميديا أو أثناء فتح برامج على الهاتف الخاص بك


فمنذ بدأ يتردد مصطلح الذكاء الاصطناعى خلال الفترة الماضية بدأ العديد من أصحاب المواقع فى توظيف المصطلح من أجل تحقيق الشهرة وتحقيق الأرباح فقط دون النظر إلى المحتوى الحقيقى الذى يبحث عنه المشتركون ،بالإضافة إلى المبالغ الكبيرة التى يطلبها أصحاب هذه المواقع للاشتراك فى «الكورس الوهمى «و الذى يقدم مضمونا لا يمت بأى صلة بالذكاء الاصطناعى سوى الاسم فقط،فى الوقت الذى تقدم فيه بعض الجهات الرسمية مثل وزارة الاتصالات منحا ومبادرات بشكل سليم.


«الأخبار» ..ناقشت الخبراء حول هذه الصفحات و الكورسات الوهمية و كيفية عدم الوقوع فى هذا الفخ ،وإيجابيات وسلبيات الذكاء الاصطناعى .

 فيقول الدكتور أحمد مختار ،استشارى الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات- إنه منذ ظهور مصطلح الذكاء الاصطناعى خلال الفترة الماضية و بدأ الكثير من الأشخاص فى  استغلال هذا المصطلح من أجل اللحاق بالركب و توظيفه بأى شكل من الأشكال من أجل المكسب المادى فقط وكأنه أصبح «تريند الكورسات « فى الوقت الحالى،خاصة أن أصحاب هذه الصفحات يستغلون عدم معرفة الكثيرين بهذا المصطلح بالشكل الدقيق أو شغفهم فى حب المعرفة بهذا المجال من أجل اللحاق بالتطور التكنولوجى طوال الوقت.
و يضيف أنه على مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى و السوشيال ميديا أن يعوا أنه حتى الآن لا يوجد لدينا متخصصون فى هذا المجال،فالأمر حتى الآن فى حيز الدراسة و التجربة ،لذا لا يجب أن ننساق خلف صفحات وهمية تدعى أنها متخصصة فى هذا المجال باشتراكات وأرقام مبالغ فيها ،مشيرا إلى أن الأمر المثير للدهشة أن بعض أصحاب هذه الصفحات يعلنون عن كورسات و برامج ذكاء اصطناعى خاصة بالأطفال فى سن صغيرة و هو أمر من وجهة نظرى مضلل و غير واقعى بالمرة أولا لعدم توافر محتوى حقيقى لهم فى هذا المجال وهذا سبب العديد من شكاوى ممن اشتركوا فى هذه الكورسات سواء لهم أو لأبنائهم حيث وجدوا أن الإعلان الذى قاموا بالاشتراك بسببه لا يمت بصلة بالمحتوى الذى حصلوا عليه
و يشير إلى أنه يجب على جميع المستخدمين أن يكونوا على درجة كبيرة من الوعى بعدم جدية مثل هذه المواقع و عدم الانسياق خلف إعلاناتها و التى تسعى من خلالها لجذب أكبر عدد من المشتركين ، خاصة مع علم أصحاب هذه الصفحات أنها غير خاضعة لأى رقابة مهما تعددت الشكاوى منها وهو الأمر الذى يساعدهم فى  استكمال إطلاق هذه الصفحات من أجل «النصب على المواطن».
فخ «الأون لاين»
 و يرى د. خالد البرماوى -خبير الإعلام الرقمى- أن مع انتشار الوعى بالذكاء الاصطناعى ومدى أهميته واستخداماته المختلفة ، توسعت المراكز التعليمية والمعاهد التكنولوجية والمنصات الالكترونية فى استقطاب العديد من الأساتذة والمحاضرين لعمل دورات تدريبية للشباب وللأطفال عن الذكاء الاصطناعى وتسابقت جميعها لكسب أكبر عدد ممكن من التلاميذ أو الباحثين لتحقيق المنفعة المتبادلة بتسليح الطلبة أو الباحثين بالأدوات المختلفة لاستخدام  الذكاء الاصطناعى أو بمعنى أصح تطويعه لتحقيق الاستفادة القصوى منه ، واستبدال سلبياته بإيجابياته والعمل على نشر الوعى به وكيفية كشف أساليب استخداماته غير الأخلاقية وفى نفس الوقت تحقيق المكسب المادى المناسب دون طمع أو استغلال.
ولكن على الصعيد الآخر هناك بعض المراكز اتخذت هذه الكورسات أو المحاضرات التعليمية سبوبة لكسب المال فقط دون تحقيق الهدف المرجو من ورائها وهو ما جعل الكثير من أولياء الأمور والشباب يقعون فريسة لهؤلاء من معدومى الضمير والقائمين على كسب المال من ورائها دون وجه حق .


وناشد البرماوى أولياء الأمور والشباب بالتحقق والبحث الجيد عن تلك المراكز أو الشخصيات الذين يدعون امتلاك العلم والمعرفة ، وعلى الصعيد الآخر أوضح أن هناك منصات قوية ومواقع لشركات ضخمة ومحركات بحث عالمية تقوم بعمل كورسات تعليمية أون لاين ، دون اللجوء إلى دفع الأموال الكثيرة أو الوقوع فريسة للنصابين المحترفين .
بالإضافة إلى قيام وزارة الاتصالات المصرية بعمل منح ومبادرات وكورسات متعددة عن الذكاء الاصطناعى من أجل توجيه الاطفال والشباب للبحث بشكل سليم وجيد وتحقيق الاستفادة القصوى من التقدم التكنولوجى والذكاء الاصطناعى بالشكل الذى يخدم دراساتهم وابحاثهم المختلفة ، فضلا عن حمايتهم من الوقوع فريسة للنصابين باسم العلم والمعرفة .
عواقب وخيمة
وفى نفس السياق أكد المهندس أحمد طارق خبير أمن وتكنولوجيا معلومات أن هناك اهتماما كبيرا بالذكاء الاصطناعى فى الفترة الأخيرة نتيجة التقدم التكنولوجى الملحوظ على كل الأصعدة بين مختلف دول العالم أجمع ، وهو ما يجعل الأطفال والشباب والاجيال الحديثة هم اكثر المتأثرين والمتعاملين مع هذه التكنولوجيا ، وهو ما يجعل الاباء والامهات يسعون دائما لوضع ابنائهم على الطريق الصحيح وتجنب مشكلات وعواقب هذه التكنولوجيا المخيفة وفى نفس الوقت تحقيق الاستفادة القصوى منها ، سواء فى مجالات الدراسة او الأبحاث ، او مواكبة التطور بشكل عام .


ومن هنا ظهرت فكرة الصفحات الوهمية التى تقوم بعمل كورسات للأطفال أو الشباب مدعية إنها من اقوى المواقع او الهيئات المعنية بذلك ، وعلى الرغم من ان تكاليف الكورسات بها مكلفة ويطلبون مبالغ باهظة ولكنها فى نهاية المطاف يتضح انها صفحات إلكترونية وهمية ليس لها وجود ، او قد تكون أماكن مغمورة تدرس مضامين الكترونية سطحية وضعيفة وليست جيدة بما يكفى ، أو ليست متناسبة مع المبلغ المالى المطلوب من المتقدمين .
وأوضح أن هناك أيضا مواقع قد تقوم ببث محاضرات وفيديوهات مسجلة مسروقة من دكاترة وأساتذة متميزين ، ويتاجرون بأسمائهم لشد وجذب أولياء الأمور أو الشباب للانضمام لهذه المواقع مقابل مصاريف شهرية ، وهو ما يعد جريمة إلكترونية اخلاقية يعاقب عليها القانون تحت بند الملكية الفكرية العلمية ، نتيجة سرقة هذه المحاضرات دون علم اصحابها والمتاجرة بها وكسب المال من ورائها.
وأضاف أنه لم يكن بعيدا أو من الصعب على  بعض المعاهد التعليمية ان تلهث وراء سبوبة هذه الكورسات وتقوم بتقديم محتويات تعليمية تكنولوجية لا تتوافق مع الفئات العمرية الخاصة بالطلاب.


خطورة كبيرة
وتحذر الدكتورة جاسمين السيد ،إخصائية صحة نفسية وإرشاد أسرى أنه على جميع مستخدمى الذكاء الاصطناعى أن يعوا جيدا سلبيات استخدامه قبل مميزاته، فالتكنولوجيا بهذا التطور السريع الذى تشهده فى الوقت الحالى هو سلاح ذو حدين يجب استخدامه بحذر شديد،فعلى سبيل المثال الذكاء الاصطناعى فى الوقت الحالى يعد فى حيز تجميع المعلومات من جميع مستخدميه فبالتالى نحن جميعا بمثابة مكشوفين له بكل المعلومات التى نمنحها له فى الوقت الذى تعد أجوبته و استخدامه معتمد على المستخدم بشكل كامل  فهو يطور من نفسه بشكل سريع و هذا أمر فى منتهى الخطورة ،وتضيف أننى أندهش كثيرا من الأسر التى تسعى إلى تعليم أبنائها مثل هذه البرامج فى سن صغيرة ،فعلينا أن ندرك ككبار أولا بمميزاتها و عيوبها قبل أن نجعل أطفالنا عرضة لها لمجرد مواكبة التكنولوجيا،فهناك برامج و تطبيقات أفضل بكثير خاصة للاطفال تستطيع أن تنمى مهاراتهم و إدراكهم بشكل يساعدهم فى المستقبل و يكفى أن الذكاء الاصطناعى لا يعتمد على المشاعر ،والتواصل أو التميز بأى شكل من الأشكال و هذا قد يؤدى إلى جمود المشاعر لديهم ،مؤكدة اننا نريد أن يكون الطفل إنسانا فى المقام الأول .