كلمة السر

أحمد الجمال يكتب: خريج على واحدة ونص!

أحمد الجمال
أحمد الجمال

■ كتب: أحمد الجمال

الرقص جزء من الثقافة الشعبية لأى بلد، لا اعتراض على ذلك، لكن «لكل مقامٍ مقال»، أقول ذلك لأن ظاهرة جديدة زاد انتشارها مؤخرًا، وهى تنظيم حفلات تخرج لطلاب الجامعات. ما ظهر فيها من فقرات راقصة على إيقاع أغنيات بعضها هابط ويندرج تحت ما يسمى بـ«أغاني المهرجانات»، يجعلنا نقف أمام ما يحدث كظاهرة يجب ضبطها قبل أن تنفلت.

ما اعتدناه هو أن يرتدى الطالب أو الطالبة ملابس التخرج المعروفة، ثم يصعد إلى المسرح ليتسلم شهادة التخرج من أساتذته وسط تصفيق الأهل والزملاء والأصدقاء، لكن الأمر تحوَّل إلى سهرة راقصة، فكل طالب أو طالبة يختار أغنية معينة لتشغيلها أثناء مناداة اسمه، وبعدها تبدأ وصلة الرقص.

المشهد قد يبدو عاديًا، ويعبِّر عن فرحة الشباب بتخرجهم، إن كان فى إطار مقبول مثل أغنية «الناجح يرفع إيده» للعندليب عبدالحليم حافظ، أيقونة أغانى النجاح، لكننى أتساءل: هل رقص الدكتور أحمد زويل (الفائز بجائزة نوبل فى الكيمياء عام 1999) على إيقاع أغنيةٍ عندما تخرج فى كلية العلوم بجامعة الإسكندرية أوائل الستينيات؟ هل فعلها البروفيسور مصطفى السيد، قاهر مرض السرطان، فى حفل تخرجه بكلية العلوم بجامعة عين شمس عام 1953، وتمايل وسط أصدقائه بينما تعزف موسيقى شعبية صاخبة؟ هل قامت سميرة موسى عالمة الذرة بشيء مماثل عندما تخرجت فى كلية الهندسة وكانت الأولى على دفعتها عام 1953؟

ينبغى أن نحقق التوازن بين الاحتفال والاحترام، والاكتفاء بحفلات التخرج التقليدية التى تشمل مراسم رسمية تكرِّم الطلاب وتعكس قيم التعليم والأخلاق، ولا مانع من إضافة فقراتٍ تتضمن أغنيات ورقصات تنفذها فرق متخصصة، لا أن يقف طالب - أو طالبة - على مسرح ويهز وسطه على واحدة ونص!!