«اليونسكو» تدرج مدينة أريحا القديمة في فلسطين على لائحة التراث العالمي

مدينة أريحا
مدينة أريحا

 صوّتت لجنة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، أمس الأحد، لصالح إدراج مدينة أريحا القديمة في الضفة الغربية على قائمة التراث العالمي في فلسطين، في خطوة مهمة للشعب الفلسطيني.

وقرار اليونسكو إدراج موقع تل السلطان في مدينة أريحا على قائمة التراث العالمي يعزز من الموقف الفلسطيني في إثبات الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في أرضه.

اقرأ أيضًا: أوكرانيا: تدمير 18 طائرة بدون طيار و17 صاروخ كروز

ترحيب الخارجية الفلسطينية

 

ولاقى قرار اليونسكو ترحب فلسطيني واسع النطاق بالخطوة، وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن إدراج أريحا القديمة على لائحة التراث العالمي إجماع على أصالة التراث الفلسطيني

وقالت الوزارة، في بيانٍ لها، "إن قرار لجنة التراث العالمي بإدراج مدينة أريحا القديمة/ تل السلطان على قائمة التراث العالمي لليونسكو، يؤكد القيمة العالمية الفريدة للموقع ولفلسطين بشكل عام، ويكشف عن الأصول التاريخية والجمالية والإثنولوجية والأنثروبولوجية للشعب الفلسطيني".

واعتبرت الخارجية القرار إثباتًا إضافيًا على عمق وقدم الوجود الفلسطيني الأصيل في أرضه، واستمراره في البقاء عليها منذ أكثر من 10 آلاف عام، وصدق الرواية الفلسطينية، وشهادة عالمية استثنائية على واحدة من أقدم المجتمعات التي أنشأت أول نظام اجتماعي واقتصادي وسياسي مجتمعي في العالم بالإضافة إلى أنه يمثل حقًا لدولة فلسطين العضو في منظمة اليونسكو في ممارسة سيادتها على أراضيها ومواقعها التراثية استنادًا للمادة السادسة لاتفاقية الحفاظ على التراث العالمي للعام 1972.

وأكدت الخارجية الفلسطينية أهمية الحفاظ على مواقع التراث العالمي فيها من محاولات التخريب المتعمد الذي تتعرض له من قبل سلطات الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي وأدواته المختلفة التي تحاول طمس هذا التراث وتدميره وتشويه وتزوير التاريخ والرواية، وطالبت دول المجتمع الدولي واليونسكو بحماية فلسطين وشعبها.

وشكرت الدول الأعضاء في لجنة التراث العالمي التي ساهمت في تسجيل اريحا على لائحة اليونسكو وكافة الجهات الوطنية والدولية بما فيهم الخبراء.

قرار مهم

من جهتها، أكدت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة أهمية القرار، باعتبار الموقع جزءًا أصيلًا من التراث الفلسطيني المتنوع، ذي القيمة الإنسانية الاستثنائية، وأهميته العالمية كأقدم مدينة محصنة في العالم، وكمثال نموذجي ناجح لرحلة الاستقرار البشري منذ العصر النطوفي، وبداية تدجين النباتات، والحيوانات، ونشوء الزراعة، ويستحق أن يكون أحد مواقع التراث العالمي. 

وأشارت إلى التعاون الكبير مع كافة الجهات ذات العلاقة لتحقيق هذا الإنجاز، خاصة وزارة الخارجية وبعثة فلسطين لدى اليونسكو وأيضًا بلدية أريحا والخبراء المحليين والدوليين، وكل من شارك بإعداد ملف الترشيح.

وشكرت معايعة جميع الشركاء الدوليين والمحليين الذين ساهموا للوصول لهذا الانجاز، خاصة صندوق التراث العالمي الذي مول اعداد الدراسات التحضيرية للملف ومكتب اليونسكو في رام الله، واعتبرته ثمرة التعاون المشترك بين فلسطين والدول الصديقة والداعمة لهذا الانجاز.


إنجاز وطني

ومن جانبها، أشادت منظمة التحرير الفلسطينية بالخطوة، واعتبرت أن  تسجيل أريحا القديمة في قائمة التراث العالمي بمثابة إنجاز وطني مهم في فلسطين.

وقال علي زيدان أبو زهري، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، إن هذا التسجيل لموقع أريحا، هو أول تسجيل لدولة فلسطين على قائمة التراث العالمي، بينما كانت المواقع الأخرى هي على قائمة التراث المهدد بالخطر، وبالتالي فإن هذا التنوع في الملفات المقدمة للمنظمات الدولية، يعتبر إنجازًا وإضافة لما تقوم به دولة فلسطين من توثيق وإعداد للملفات، وترتيب للأولويات الوطنية، ومواءمتها مع التطلعات الدولية والعالمية.

وثمن أبو زهري جميع الجهود الوطنية والعالمية، التي بُذلت في سبيل تسجيل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" لمدينة أريحا القديمة في قائمة التراث العالمي، والتي تساهم في تثبيت الحق الفلسطيني بتاريخه العريق والممتد لآلاف السنين لحماية الحقوق والمقدرات الحضارية للشعب الفلسطيني، خاصة في ظل ما يمارسه الاحتلال من عرقلة على الصعيد الدولي، وانتهاك وسرقة على المستوى المحلي.

وكذلك أشاد بكل الجهود العربية والمنظمات المتخصصة (الألكسو والإيسيسكو) ومواقف الدول الصديقة التي دعمت الملف الفلسطيني (أريحا القديمة) في تسجله على لائحة تراث اليونسكو.