صباح الفن

علاقة الناقد والفنان

انتصار دردير
انتصار دردير

يخسر الفنان كثيراً إذا لم يهتم برأى النقاد، سواء كان إيجابياً أم سلبياً، أشادوا به أو هاجموه، للاستفادة من أرائهم فى تطوير أدائه وتجنب أخطائه، وقد خسر مصطفى قمر بهجومه وتجاوزه فى الرد بما لا يليق أن يصدر عنه كفنان، ولا على الرأى الذى ذكره الناقد الكبير طارق الشناوى فى فيلمه «أولاد حريم كريم»، فلم يكن الشناوى يكتب مقالاً تحليلياً بل كان يقول رأياً عبر أحد البرامج، كما أنه ليس من المعقول أن يتهمه وفريق عمله بعدم مشاهدة الفيلم، لأنه كناقد يحرص على أن يشاهد كل الأفلام بعيداً عن العروض الخاصة.

للأسف لم يعد الخلاف فى الرأي، كما كنا نعتقد، «لا يفسد للود قضية»، فقد صار فى وقتنا الحالى يفسد كل القضايا، وشتان بين ما حدث من قمر، وما كان يفعله كبار نجوم الفن تجاه كتابات النقاد.

قال لى الفنان الكبير نور الشريف فى حوارات جمعتنى به، إنه لم يتصل بناقد أشاد به ليشكره، ولم يعاتب آخر هاجمه، لكنه ظل يتابع بدقة ما يكتبونه ليستفيد بالآراء التى تأتى عن فهم و رؤية.

وأذكر أنه بعد نجاحه فى تقديم شخصيتى عبد الناصر والسادات فى فيلمى «ناصر 56» و«أيام السادات»، كشف الفنان أحمد زكى عن رغبته فى تجسيد شخصية عبدالحليم حافظ، وكتب الناقد الكبير أحمد صالح مقالاً بصحيفة «الأخبار» بعنوان: إلى أحمد زكى، «عبدالناصر نعم، السادات ممكن، عبدالحليم لا وألف لا»، وأتذكر أن أحمد صالح فوجئ بإتصال من زكى صباح نشر المقال وظل يحدثه لأكثر من ساعة محاولاً إقناعه بقدرته على تجسيد شخصية العندليب، بل جاء أيضا لمكتب الناقد الكبير ليواصل شرح وجهة نظره، لم يكن زكى بحاجة لكل ذلك، لكنه من جيل الكبار الذين يؤمنون بدور النقاد فى مسيرتهم.

وقبل رحيله أهدانى المخرج العملاق صلاح أبو سيف كتابه «أنا والنقاد» الذى جمع فيه كل المقالات التى تناولت أفلامه، بعضها صعد بأعماله إلى عنان السماء والآخر هبط بها إلى سابع أرض، مؤكداً أنه استفاد بكل الآراء الموضوعية منها.

حقاً تبدو العلاقة بين الناقد والفنان أشبه بطرفى مقص كلاهما مشدود إلى الآخر، لكن كل منهما يسير فى إتجاه.