فاجعة دانيال مستمرة| البحر يلفظ عشرات الجثث فى ليبيا وحصيلة القتلى تزداد

السيول أدت إلى انهيار مبان متعددة الطوابق فى مدينة درنة الليبية
السيول أدت إلى انهيار مبان متعددة الطوابق فى مدينة درنة الليبية

طرابلس - عواصم - وكالات الأنباء

كشفت الروايات الصادمة للناجين عن تفاصيل من ساعات الرعب والألم والأهوال التى عصفت بالبلاد حيث أدت السيول إلى انهيار مبان متعددة الطوابق كانت بداخلها عائلات نائمة.

ويقول محمد درنة (34 عاما)، وهو معلم وأب لطفلين، إنه أسرع مع أسرته وجيرانه إلى الطابق العلوي، وأنه شاهد فى الخارج أشخاصا، بينهم نساء وأطفال صغار، تجرفهم المياه بقوة. وأمضت عائلة محمد ليل العاصفة على سطح مسكنهم قبل أن يتمكنوا من المغادرة صباح الاثنين الماضى وأضاف عبر الهاتف من مستشفى ميدانى فى درنة: «كانوا يصرخون متوسلين طالبين النجدة.. كان الأمر أشبه بفيلم رعب هوليوودي». وأضاف: «هذه كارثة.. الجثث فى كل مكان، داخل المنازل، وفى الشوارع، وفى البحر.

أينما ذهبت تجد جثث رجال ونساء وأطفال».. ويبحث السائق أسامة الحصادى (52 عاما) عن زوجته وأطفاله الخمسة منذ وقوع الكارثة. وقال لرويترز وهو يبكى «ذهبت إلى كل المستشفيات والمدارس لكن لم يحالفنى الحظ». واتصل الحصادي، الذى كان يعمل ليلة هبوب العاصفة، برقم هاتف زوجته مرة أخرى وكان مغلقا. وأضاف «راح ما لا يقل عن 50 فردا من عائلة والدى ما بين مفقود وميت».

ووصف ناجون آخرون مشاهد مروعة عن جثث تسابق فى تراكمها قدرة السلطات على الاحصاء.

وواصل سكان مدينة درنة الليبية المدمرة البحث عن ذويهم المفقودين فيما توقع رئيس بلدية المدينة عبد المنعم الغيثى أن يصل عدد القتلى فى المدينة المنكوبة جراء الفيضانات الكارثية إلى ما بين 18 و20 ألفا بالنظر إلى عدد الأحياء المدمرة.

ولا تزال جثث ملفوفة بأغطية ممددة فى الشوارع، فى حين تُكدّس جثث أخرى فى شاحنات صغيرة لنقلها إلى المدافن. ودعا رجال الإنقاذ إلى توفير المزيد من أكياس الجثث بعد أن جرفت السيول كثيرين إلى البحر الذى لا يزال يلفظ يوميا عشرات الجثث ويقذفها إلى شواطئ درنة المنكوبة.

من جانبه، قال عضو باللجنة الدولية للصليب الأحمر فى ليبيا فى مقابلة تلفزيونية، بأن مياه الفيضانات تدفقت على نهر وادى درنة وارتفعت الأمواج إلى 7 أمتار. وتسببت الفيضانات بتشريد 30 ألف شخص على الأقل، فر الكثيرون منهم إلى مناطق قريبة أقل عرضة للعاصفة.

وحذّر مسؤول فى اللجنة الدولية للصليب الأحمر من خطورة التلوث بالأسلحة الحربية بسبب الفيضانات التى «ساهمت فى نقل ذخائر غير منفجرة إلى مناطق كانت خالية من التلوث سابقا».

أما الكارثة الكبرى، فتتجلى فى الخوف من انتشار الأوبئة، خصوصا فى درنة، بسبب الجثث المطمورة بأعداد كبيرة تحت الأنقاض وفى المياه أيضا.

يضاف إلى ذلك حاجة الناس النازحة والتى وصل عددها إلى نحو 36 ألفا إلى الغذاء والماء النظيف، بعيدا عن تلك الفيضانات التى غمرت الشوارع بالطين.