حكاية شارع| ميشيل باخوم.. من رواد مجال الهندسة الإنشائية

ميشيل باخوم
ميشيل باخوم

تعج شوارع مصر بالكثير من الأسرار التي احتفظت بالكثير من الوقائع والأحداث وكانت شاهدة على تاريخ الوطن.. وتُعد الشوارع كتاب مفتوح يروي تاريخ المدينة والأحداث التي وقعت بها، وتعد اللافتات التي تحمل أسماء الشوارع هي صفحات الكتاب.

لأسماء شوارع الجيزة تاريخ معروف، حيث إنه قبل عهد محمد علي باشا كانت الأحياء والمناطق تحمل اسم القبيلة التي عاشت فيها في البداية أو منطقة يتجمع فيها أرباب حرفة معينة بينما البعض الآخر يحمل اسم صاحب قصر بني بهذه المنطقة.

وقرر حينها محمد علي أول حاكم لمصر إصدار مرسوم بتحديد أسماء الشوارع وتركيب لافتات تدل عليها وأرقام لكل مبني.

اقرأ أيضا| حكاية شارع الدرب الأصفر.. متحف طبيعي مفتوح للزائرين‎

ميشيل باخوم

ولد ميشيل باخوم إبراهيم بالقاهرة في 23 يونية 1913، لأسرة ترجع أصولها إلى قرية "مسعود" بطنطا.

كان والده خادمًا بكنيسة مارجرجس بمصر القديمة، والتحق ميشيل بمدرسة حارة السقايين ثم بمدرسة الأقباط الكبرى، وتفوق في دراسته وحصل على البكالوريا عام 1931، وكان ترتيبه الأول فنال جائزة الأمير "عمر طوسون" آنذاك، ثم التحق بكلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليًا) ليبدأ منها المسيرة العلمية المتميزة.

كما حصل على بكالوريوس الهندسة المدنية عام 1936، ثم حصل على درجة الماجستير في الهندسة المدنية جامعة القاهرة عام 1943، كما حصل على دبلوم في الهندسة الإنشائية من معهد المهندسين الإنشائيين بلندن.

وحصل على الدكتوراة في الهندسة المدنية من جامعة القاهرة عام 1945، بالإضافة إلى ذلك حصل على دكتوراة ثانية في الهندسة الانشائية والميكانيكا النظرية والتطبيقية من كلية الهندسة "جامعة الينوي" بالولايات المتحدة الامريكية عام 1948.

اقرأ أيضا| حكاية شارع| الخليفة المأمون.. حكم بدأ بمعركة مع شقيقه وانتهى بنهضة شاملة

وقد كان فى دراسته العليا بالولايات المتحدة الامريكية موضع تكريم فلم تمض على التحاقه بجامعة الينوي غير فترة وجيزة حتى عين بهيئة التدريس فيها، كما منح العضوية الكاملة لجمعية البحوث الامريكية، وهى أعلى هيئة أمريكية ويندر الحصول على عضويتها مباشرة قبل البقاء مدة فى درجة الزمالة. و نظرًا لخبرته الواسعة أصبح عضوًا فى عدة هيئات هندسية دولية. 

فيما أرادت الجامعة استبقاءه للتدريس وأن تدفع لمصر كل تكاليف بعثته، فأعتذر عن ذلك وعاد إلى بلاده لكى يخدمها بعلمه وفكره ونشاطه، وفقا لما ذكره الجهاز القومي للتنسيق الحضاري.

وظائفه ومسيرته العملية:

عمل باخوم عقب تخرجه مهندسًا بوزارة الأشغال العمومية عام 1936، ثم عين معيدًا بكلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1937، حيث قام بالتدريس والعمل في معمل الخرسانة المسلحة ومعمل ميكانيكا التربة والأساسات. وترقى في درجاته حتى أصبح أستاذ كرسي حساب الإنشاءات ونظرية المرونة بقسم الهندسة الإنشائية عام 1957، ثم أستاذًا متفرغًا بقسم الإنشاءات بالكلية عام 1973.

وأسس مع الدكتور أحمد محرم أقدم مكتب تصميم عربي لمشاريع الهندسة المدنية الكبرى، وهو المهندسون الاستشاريون العرب عام 1950.

وصمم العديد من الأعمال الإنشائية الحيوية بمصر والعالم العربي والدول الأفريقية منها: (الكباري الخرسانية سابقة الإجهاد على النيل، الأسقف القشرية لمعرض القاهرة الدولي، فندق شيراتون القاهرة، مطار الكويت، مصانع الأسمنت بمصر وليبيا).

وقد اختير عضوا باللجنة المسئولة عن مراجعة وتطوير المواصفات للخرسانة المسلحة وسابقة الإجهاد وذلك في معهد بحوث البناء. وكان عضوًا بلجنة معهد البحوث القومي لبحث وسائل توفير حديد التسليح في الخرسانة. ومشرفًا على أبحاث الخرسانة التي يقوم بها معهد بحوث البناء. وخبيرًا للقوات الجوية في أعمال إنشاء المطارات والحظائر.

شارك في العديد من المؤتمرات العلمية الدولية في مجالات الخرسانة المسلحة وسابقة الإجهاد وكان موضع التكريم في مؤتمر FIP في باريس عام 1966 للتصميمات المبتكرة للأسقف القشرية بمعرض القاهرة الدولي.

أبحاثه ومؤلفاته:

نشر الدكتور ميشيل باخوم حوالي 29 بحثًا علميًا في مجال الخرسانة المسلحة وسابقة الإجهاد وتحليل وميكانيكا الإنشاءات بالاشتراك مع تلاميذه وأساتذته وبحوث منفردة.

ومن الكتب التي قام بتأليفها: كتاب Structural Mechanics من جزئيين، وكتاب Structural Analysis .
قام بالإشراف على العديد من بحوث الماجستير (21 رسالة) والدكتوراه (6 رسائل) في مجالات الخرسانة المسلحة والخرسانة سابقة الإجهاد والتحليل الإنشائي.

الجوائز والتكريم:

– وسام الجمهورية من الطبقة الثالثة في عام 1960

– وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1963م

– وسام التجارة والصناعة من الطبقة الأولى عام 1964م

وفاته:

أصيب الدكتور ميشيل بمرض في الكبد مع بداية عام 1981، مكث على أثره فترة في المستشفى، ثم فترة في منزله في منطقة المهندسين بالجيزة، حتى توفي في يوم الثلاثاء 21 أبريل 1981.