حكاية شارع| محمد مظهر.. شارك بتشييد القناطر الخيرية وفنار الإسكندرية الكبير

محمد مظهر
محمد مظهر

تعج شوارع القاهرة بالكثير من الأسرار التي احتفظت بالكثير من الوقائع والأحداث وكانت شاهدة على تاريخ الوطن.. وتُعد الشوارع كتاب مفتوح يروي تاريخ المدينة والأحداث التي وقعت بها، وتعد اللافتات التي تحمل أسماء الشوارع هي صفحات الكتاب.

لأسماء شوارع القاهرة تاريخ معروف، حيث إنه قبل عهد محمد علي باشا كانت الأحياء والمناطق تحمل اسم القبيلة التي عاشت فيها في البداية أو منطقة يتجمع فيها أرباب حرفة معينة بينما البعض الآخر يحمل اسم صاحب قصر بني بهذه المنطقة.

وقرر حينها محمد علي أول حاكم لمصر إصدار مرسوم بتحديد أسماء الشوارع وتركيب لافتات تدل عليها وأرقام لكل مبني.

اقرأ أيضا| حكايات| «ست بـ100 راجل».. «سماح كعب داير من بشتيل للمعادي بالعجلة»

وتصحبكم «بوابة أخبار اليوم» في جولة لأهم شوارع القاهرة وأشهرها وتاريخها.

محمد مظهر

ولد محمد مظهر في عام 1809 بمصر من أب عثماني وأم مصرية، وتلقى تعليمه في مدرسة "رأس التين"، ثم أرسل في بعثة في بعثة دراسية إلى فرنسا في مايو من عام 1826.

وكان يشرف عليها ميسو جومار لدراسة الهندسة البحرية، وتخصص في دراسة الرياضيات والهندسة ونبغ فيهما، وهو في السابعة عشر من عمره، وفقا لما كشف عنه الجهاز القومي للتنسيق الحضاري.

وتفوق محمد مظهر وحصل على الجائزة الأول في الإنشاء الفرنسي والإعراب اللغة الفرنسية، كما حصل على الجائزة الأولى في علمي الجبر والهندسة، كما تفوق في علوم الرياضة حيث حصل على الدرجة السادسة فى مسابقة بين 70 تلميذًا، وقد تلقى دروسه فى مدرسة بربون الملكية College royal de Bourbon.

اقرأ أيضا| حكايات| نبات «بيض الجمال».. «مظهر جاذب لكنه مميت»

وقد تتلمذ مظهر على يد "أوجست كونت" مؤسس المذهب الوضعي الذي يرى أنه لا سبيل إلى المعرفة إلا بالملاحظة والخبرة، لذلك تأثر مظهر بفلسفة كونت الوضعية.

وظل مظهر في فرنسا لمدة 10 سنوات، وقد امتدحه رئيس البعثة "جومار" في رسالته عن أعضاء البعثة، قائلاً: "نبوغ مظهر أفندي في الرياضيات لمما سترعي النظر".

ونجح محمد مظهر في دراسته، وكان ترتيبه السابع بين 60 طالبًا فرنسيًا، ولهذا قدموه إلى الفيلسوف والمفكر الفرنسي “جون ستيوارت ميل” كواحد من أنبغ الناجحين، ثم سافر من فرنسا لانجلتر في أكتوبر سنة 1835، وكان مرتبه الشهري 400 قرش ثم عاد إلى مصر.

حياته المهنية

عندما عاد محمد مظهر لمصر عينه محمد علي باشا والي مصر، ناظرًا لمدرسة المدفعية (الطوبجية)، ونال رتبة بكباشي، وتولى وظائف هندسية متنوعة، ثم أسند إليه بناء فنار الإسكندرية الكبير القائم بطرف شبه جزيرة في رأس التين، والذي يعد من أفضل وأهم أعماله.

وفي عام 1844 شارك في تصميم وبناء حوض لترميم السفن الحربية لصالح الأسطول المصري، كما اشترك مع "موجيل" في بناء القناطر الخيرية، التي صُنفت كمعجزة هندسية عالية في وقتها، ولأن محمد مظهر كان مجتهدا ومتفوقا أسند إليه الإشراف على إنشاء الجزء الخاص بفرع رشيد من القناطر، وتمت ترقيته إلى رتبة أميرآلاي.

وبعد فترة ظهر خلل في بعض عيون القناطر يجب صيانتها، فسافر محمد مظهر لفرنسا ليتشاور مع المهندس الفرنسي موجيل بك لتصميم برنامج لإصلاح هذه العيون.

وبعد عودته من فرنسا أشرف على تنفيذ البرنامج، ولهذا منحه الخديوي إسماعيل رتبة الباشوية (الميرميران)، وترقى إلى وزير الأشغال.

ومن الجدير بالذكر أن الدكتور "كلوت بك"، مُنشئ أول مدرسة للطب في مصر، قال عنه: "مظهر أفندي لنا الحق أن نفخر به، وهو المهندس المصري الذي تلقى العلم في فرنسا، ويوجب مدحُه والثناء عليه".