«البحث عن كوكب الشرق» قصة قصيرة للكاتب عمرو حسين

قصة قصيرة للكاتب عمرو حسين
قصة قصيرة للكاتب عمرو حسين

جمال كان على أحد الكافيهات مع بعض الأصدقاء، ثم جاءت الساعة الحادية عشر مساءا وسمع صوت أم كلثوم وهي تغني ألف ليلة وليلة في الكافيه، التفت جمال إلى الجالسين في الكافيه وكأن جميعهم وجدوا في صوت أم كلثوم ملاذهم الذي كانوا يبحثون عنه.

كان جمال يعمل في مجال إقامة الحفلات الكبرى كنوع من أنواع الترفيه، قال لمدير أعماله أحمد: أفكر أن أقيم حفلة بها أم كلثوم

 رد عليه أحمد: يبدو أنك تمزح أو تأثرت بأم كلثوم كثيرا ألم تعلم أنها توفيت منذ فترة كبير ة؟

 رد جمال ضاحكا : بلى ولكن لا تظن يا صديقي أنى جننت أنا فعلا سأقيم حفل لأم كلثوم بصوتها وبأغانى حديثة، تعجب أحمد من ذلك ليس هذا شئ يصدق.

ابتسم جمال ضاحكا قال: سنستخدم تقنية الهولوجرام التي منها يكون أم كلثوم موجودة بشكلها وهيئتها على المسرح.

: وكيف تحصل على صوت أم كلثوم بأغاني حديثة لم تغنيها؟

: سنستخدم مجال Ai ثم نقوم بتركيب صوت أم كلثوم على تلك الأغانى مستخدمين الذكاء الصناعي.

 رد محمد: أليست هذه مغامرة وهل يصدق الناس أن أم كلثوم هي من تغني؟

: بالتأكيد لا، ولكنى أتوقع أن ينسجم الحضور مع صوت أم كلثوم.

 رد أحمد قائلا: أنا في حيرة من أمرى لست مع أو ضد الفكرة ولكنها تحتاج تفكير طويل.

قال جمال: أنا سوف أرتب لحفل الشهر القادم وسأفعل فيه ما سردته لك

أحمد: تمهل يا صديقي لابد أن تحسبها جيدا هذه أم كلثوم وليست مطرب شعبي، هي معروفة في كل العالم وغنت في مسارح عالمية.

: لا تكن قلقا أكثر من اللازم التجربة تحتاج لقلب يتحمل التعثر.

وجاء وقت الحفل وظهرت أم كلثوم على المسرح وفي يدها المنديل الذي اعتادت أن تمسكه، فهي أم كلثوم بجسدها وصوتها في أغانيها المشهورة: " أنت عمري – الاطلال"،  تقبل الناس الأمر في بدايته عندما رأوا الهلوجرام بأم كلثوم وهي تعمل محاكاة لها على المسرح على نغمات موسيقاها الجميلة وصوتها الرائع ، بعد قليل بدأت هولوجرام أم كلثوم يحكى غناها ولكن هذه المرة بأغاني جديدة تم تركيب صوت أم كلثوم حدث داخل الحفل هرج وخرج من الحضور معترضين على هذا العمل غير المقبول، ليست هذه أم كلثوم التى نعرفها ولا كلماتها التى تغنيها ولا موسيقاها، الصخب يملأ المكان مع اعتراض كبير من الحضور.

صاح بعضهم: هذه ليست أم كلثوم مهما كان هناك ذكاء صناعى فلن يستطيع إيصال إحساس أم كلثوم، مثلما كانت تفعل وليست هذه الأغاني التى تغنيها فهي لا تغنى راب أو لاتين أو هاوس ،  قام البعض بالخروج من الحفل أما من تبقى فطالب بثمن تذكرة الدخول متهمين منظمين الحفل بالنصب، بل البعض حرر محضرا ضد منظمين الحفل بتهمة الاحتيال، رأى جمال ما حدث أدرك أن الحفل فشل فشلا ذريعا.

كان هم جمال هو كيف يسكت الجمهور الذين اتهموه شخصيا بالنصب، أدرك جمال أن التكنولوجيا لا تستطيع تحقيق الإحساس والمتعة التى يقوم بها الفنان الحقيقي، اضطر جمال أن يعيد ثمن التذاكر للجماهير، وتوعد نفسه أن لا يقيم مثل هذه الحفلات ثانية بعد الآن، الذكاء الصناعي لا يمكن أن يحل محل الإنسان .