«أمنية».. قصة قصيرة للكاتبة سوزان كمال

  سوزان كمال
سوزان كمال

 بصوت ناعس عذب سألتني فريدة: ماما، لماذا لا تحبين يوسف؟

كنت أعرف أنها تقصد يوسف زميلها في الحضانة التي أنشأتها أنا من أجل أن أضمن عملا لا يبعدني عن فريدة، لكني رغم إدراكي أنها تتحدث عن يوسف تحديدًا سألتها: من يوسف حبيبتي؟

 

ابتسمت بذكاء ولم ترد على سؤالي بينما تمرر يدها من فوق جسدي لتطفئ الأباجورة على يساري.

قالت: أحك لي حدوته. وقبل أن أبدأ قالت بلهجة آمرة: حدوته جديدة!

لم أكن أكره يوسف طبعًا، كنت أرفض أن يقضيا اليوم كله يلعبان معا دون أي التزام بقواعد الحضانة.

ولأنها راوغتني بطلبها لم أعقب وبدأت الحكي.

كان يا ما كان، كان في زمان بنت جميلة اسمها فريدة

_ أنا؟

_ لا فريدة تانية، أكبر منك شوية.

كانت فريدة تحب الشمس والحقول والزهور. تقضي يومها كله في اللعب معهم والركض خلف الفراشات.

كانت ماما تنادي فريدة كي تتناول طعامها فترفض. وتظل هكذا تمرح وتلعب وتصنع الطائرات الورقية من دون طعام حتى صارت نحيلة وضعيفة.

وذات مساء ذهبت إلى أمها جائعة، حزينة ووعدتها أن تسمع الكلام.

_ بصوت يغالب النوم: ثم ماذا؟

في الصباح دخلت فريدة قاعة الدرس بحضانتها وصارت جميلة تسمع الكلام.

_ بضجر: لا تعجبني هذه القصة.

طيب، في الصباح جرت فريدة بين الحقول. لعبت مع أشعة الشمس حتى جاء الليل وملأت النجوم السماء. مدت إحدى النجمات يدها لفريدة وناولتها..

ماذا ناولتها يا فريدة؟ عروسة؟

لا

دراجة؟

لا

إذن لم تعطها شيئًا. فقط قالت لها تمن أمنية.

فماذا تمنت فريدة؟

بصوت خافت رقيق قالت ابنتي: تمنت أن يعيش معها يوسف في بيت واحد، وأن تغلق كل حضانات العالم، كل حضانات العالم.