في عيد ميلادها الـ 85.. الوجه الآخر لـ نجاة الصغيرة «غيرة وخلافات ومحاكم» 

نجاة الصغيرة
نجاة الصغيرة

تحتفل اليوم النجمة القديرة نجاة الصغيرة، بعيد ميلادها الـ 85، فهي من مواليد 11 أغسطس 1938.

ولدت بمحافظة القاهرة في 11 أغسطس عام 1938، لأب سوري هو محمد كمال حسنى البابا، وكان يعمل كخطاط عربي وهاجر إلى مصر في شبابه، وتزوج بوالدة «نجاة» المصرية، ووالدها هو الذي اكتشف عذوبة صوتها وشجعها على الغناء.

وطاف والد نجاة الصغيرة بها على المسارح ومتعهدى الحفلات، ليتم تقديمها للمرة الأولى في حفل وزارة المعارف عام 1944، ولم يتجاوز عمرها ست سنوات، وقدمت أول فيلم لها واسمه «هدية» عام 1947، وهي في الثامنة من عمرها.

وقام شقيقها الأكبر «عز الدين» بتدريبها عبى حفظ أغاني السيدة أم كلثوم، عندما بلغت التاسعة عشرة من عمرها، لتقوم بأدائها فيما بعد في العديد من الحفلات، وتم تسميتها باسم «نجاة الصغيرة» للتمييز بينها وبين الفنانة «نجاة علي» ليطلق عليها حتى الآن، وفي تلك الفترة كانت مستمرة في ترديد أغنيات أم كلثوم ولم تكن بعد قد تميزت بشخصية فنية خاصة بها.

خلاف نجاة الصغيرة مع شقيقتها السندريلا

لم يجمع عمل فني الشقيقتان نجاة وسعاد حسني أو حتى لقاء تلفزيوني أو أغنية لهما، وفي عام 1968 أعلنت «نجاة» فى حوار لها مع مجلة «الموعد» عن عمل سينمائي يجمعها بشقيقتها تدور فكرته حول تجسيد نجاة الصغيرة دور مطربة تعمل وتجتهد من أجل إسعاد شقيقتها الأخرى وهي «سعاد».

ويقال أنه من ضمن الأسباب التي تسببت في خلاف بينهما هي محاولات «نجاة» إبعاد الشعراء والملحنين عن العمل مع السندريلا، بعد أن دخلت «سعاد» الوسط الفني بكل قوة سواء في التمثيل أو الغناء.

وكانت تتحدث سعاد حسني في لقاءاتها القديمة عن شقيقتها «نجاة» بشكل جيد، لكن «نجاة» كانت تلتزم الصمت تجاه شقيقتها «سعاد»، وهو ما فسره الجمهور بشعور الغيرة بينهما.

وما أكد شكوك الجمهور هو قيام «نجاة» بإحياء حفل بعد وفاة سعاد حسني بفترة قصيرة، رغم أنها كانت متوقفة عن أي نشاطات فنية خلال تلك الفترة.

كما كانت أول صدمة فنية لها حين ذهبت أغنية "أروح لمين" لأم كلثوم بعد أن حفظتها نجاة مع رياض السنباطي.

بعدها كانت صدمة أغنية “كل دا كان ليه” التي كتبها لها مأمون الشناوي ولحنها عبد الوهاب إلا أنها تفاجأت بعبد الوهاب الذي أعجب بالأغنية وفضلها لنفسه وغناها بصوته.

ثم جاءتها أغنية" أيظن" التي كتبها الشاعر نزار قباني واتفق مع نجاة الصغيرة على غنائها لكن سجلها عبد الوهاب أيضًا بصوته ووقعت أزمة كبيرة بين عبد الوهاب ونجاة، ولم يحسم المشكلة التي انتشرت على صفحات الصحف مع تبادل الاتهامات إلا الشاعر نزار قباني حين أعلن أن أغنية أيظن مهداة إلى نجاة الصغيرة وليس من حق عبد الوهاب أن يسند كلماتها إلى نفسه ولا إلى أي مطربة أخرى غير نجاة الصغيرة.

هكذا كان عبد الوهاب يسبق ويغني الأغاني التي يلحنها بصوته ويضعها على أسطوانات لبيعها ما عدا أغاني أم كلثوم التي اشترطت عدم تسجيل أغانيها التي يلحنها لها بصوته.

اتهمت المطربة الفنانة ليلى مراد نجاة الصغيرة بالسطو على أغنيتها "ليه خليتني أحبك".

فردت نجاة الصغيرة عام 1959 تدافع فيه عن نفسها، وتنفي الاتهام الذي وجهه البعض لها بسرقة الأغاني من الآخرين، قالت فيه: كنت تواقة إلى أن تكون لي شخصيتي الخاصة وطابعي المميز بين المطربات والتقيت كمال الطويل الذي أعطاني كلمات أغنية أعجبتني هي "ليه خليتني أحبك" ولم أكن أعلم أن ليلى مراد تغنيها.

وأضافت نجاة الصغيرة في دفاعها: وعندما توجهت للإذاعة لاستجلاء الأمر قال أحد المسؤولين هناك إن كلمات أغنيتي أفضل من الأغنية التي قدمتها ليلى مراد ورفضتها لجنة النصوص، وسجلت الأغنية باسمي، وعندما قررت التنازل عن الأغنية قرأت كلامًا لليلى مراد فيه تجنٍ علي، فقررت التحدي وغنيتها ونجحت الأغنية بصوتي.

دعوى قضائية بسبب حنان

لجأ المطرب محرم فؤاد في عام 1960 إلى القضاء متهما المطربة نجاة الصغيرة بسرقة أغنيته (حنان) وأنها قامت بغناء الأغنية بالرغم من أنه غناها قبلها، ضمن فيلم “وداعا يا حب” الذى عرض أوائل 1960 كتب الأغنية إسماعيل الحبروك ولحنها محمد الموجي وكسب القضية وعادت اليه حنان.

عبد الوهاب يشارك نجاة في لا تكذبي 

ثم جاءت أغنية "لا تكذبي" التي كتبها الشاعر كامل الشناوي، وقصة هذه الأغنية أن الشاعر كامل الشناوي كان معجبًا بنجاة الصغيرة، لكنها لم تبادله الإعجاب، بل كانت على علاقة، حسب ما يزعم الكثيرون، بشخص آخر، وكان موضوع القصيدة يتحدث عن صدمة حبيب إزاء العلاقة التي تربط المرأة التي يحبها برجل آخر.

كامل الشناوي مؤلف قصيدة لا تكذبي 

قام الشاعر كامل الشناوي بإهداء القصيدة لعبد الوهاب الذي قام بدوره بتلحينها وتسجيل اللحن بصوته على العود، وكان عبد الوهاب ينوي أن يهدي اللحن للمطرب عبد الحليم حافظ ليقوم بغنائه اقتناعًا منه بأن القصيدة لا تصلح إلا لصوت رجالي تماشيًا مع قصة القصيدة، إلا أن عبد الوهاب لم يفرج فعليًّا عن اللحن لعبد الحليم في وقتها.

 في تلك الفترة كانت المطربة نجاة الصغيرة تقوم بتصوير فيلم “الشموع السوداء” ونما إلى علمها وجود قصيدة جديدة لدى عبد الوهاب تتحدث عن الخيانة وهو ما يتماشى مع أحداث الفيلم. 

طلبت نجاة من عبد الوهاب أن تشتري لحن لا تكذبي وتغني القصيدة وهو ما وافق عليه عبد الوهاب، إلا أن عبد الوهاب قد اشترط على نجاة عدم غناء تلك القصيدة في الحفلات العامة، وغنتها في فيلم “الشموع السوداء” أمام صالح سليم، وتكلف تصويرها سينمائيا سبعة آلاف جنيه، وبعد عرض الفيلم بأيام قليلة قامت نجاة بغناء القصيدة بحفل عام بدار سينما قصر النيل مايو1962.

سطو عبد الحليم على أغنية لا تكذبي 

بالرغم من أن نجاة الصغيرة غنتها وغنى الموسيقار محمد عبد الوهاب أغنية "لا تكذبي" بصوته وذاع انتشارها بصوته على أسطوانة من إنتاج شركة صوت الفن، إلا أنه أصر أن يقوم عبد الحليم حافظ بغنائها الذي غناها أيضًا بصوته في يوليو من نفس العام في حفلة عامة وذاع انتشارها أيضًا من نفس العام، مما أحدث وقيعة كبرى بين عبد الحليم ونجاة، إذ اعتبرت نجاة هذه الأغنية أغنيتها الخاصة، وغناء عبد الحليم لها نوعًا من الاعتداء عليها.