د. أحمد كريمة يكشف : «الإخوان خطر » على الدين والوطن

د. أحمد كريمة
د. أحمد كريمة

أجري‭ ‬الحوار‭ : ‬محمد‭ ‬الشندويلى

كشف د. أحمد كريمة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف خطورة جماعة الإخوان والتنظيمات المتطرفة على الدين والوطن.

وقال إن الإخوان أوجدوا مرجعيات دينية غير مؤهلة علمياً لتكون بديلة للأزهر وشيوخه الأفاضل.. كما أنهم استعانوا ببعض المنتسبين للأزهر لخدمة أغراض الجماعة.. فقد أصدور الفتاوى لخدمة توجهات الجماعة.. والتى فى معظمها تضر بمصالح الأوطان.

وأضاف: لقد سعوا لإيجاد كيانات دينية موازية للهيئات الرسمية تضم شخصيات أزهرية لإضفاء شرعية مزيفة لخدمة أغراضهم.

وأكد د. كريمة خطورة جماعة الإخوان على الأوطان لارتباطهم بقوى أجنبية معادية بطبعها لمصالح الأوطان كما أن الجماعة تسعى دائما لنشر العنف من خلال كتبهم.. وكل أدبياتهم تشهد بذلك. وعن الأحزاب ذات المرجعية الدينية أكد أنها حرام شرعاً.. وقد كان الواقع الإسلامى قديماً مريراً عندما حدثت الفتنة الكبرى.. وأصبح لكل من سيدنا على وسيدنا معاوية حزب يؤيدو ويدعو له.. مما أحدث فتنة كبرى فى صدر الإسلام.

  ما خطورة جماعة الإخوان.. وجماعات الإسلام السياسى على الأزهر والمؤسسات الدينية؟

   قال د. كريمة: هناك 5 أخطار تم رصدها واتفق عليها كبار العلماء تمثل خطورة على الأزهر والمؤسسات الدينية.

أولاً: أنها أوجدت مرجعية دينية غير مؤهلة متمثلة فى شخص مرشد الجماعة بديل أو مواز لفضيلته شيخ الأزهر.. ومكمن الخطورة أن الأزهر هيئة إسلامية علمية مستقلة يختص دون غيره بالقيام على جميع شئونه وهو المرجع الأساسى فى العلوم الدينية والشئون الإسلامية ويتولى مسئولية الدعوة ونشر علوم الدين واللغة فى مصر والعالم وتلتزم الدولة بتوفير الاعتمادات المالية لتحقيق أغراضه.

ولكن كل مرشدى الإخوان.. لا صلة لهم بعلوم الإسلام الرئيسية «أصول الدين.. الشريعة الإسلامية - الدعوة الإسلامية.. فـ «حسن البنا» كان معلماً ابتدائياً تخصص لغة عربية.. وبديع طبيبا بيطريا.. هكذا كل مرشدى الإخوان.. لدرجة أن واحداً منهم كان معلم ألعاب بدنية.

الشأن الثقافى الإسلامى له مرجعيته المعتمدة بالنصوص الشرعية فى القرآن الكريم.

ثانياً: استقطاب بعض منسوبى الأزهر لعضوية جماعة الإخوان.. وهنا الخطورة فمن المعروف أن العالم والداعية يخدم الإسلام الدينى.. وليس تيارًا أيًا كان هذا التيار.. وتكون مصداقيته على هذا الأساس.

وقد زينت الجماعة وأغرت بعض المنسوبين إلى العلم والمحسوبين على الدعوة الإسلامية للعضوية وصدرت منهم فتاوى خادمة لتوجهات الجماعة بل ما يصادم مصالح المسلمين والوطن.

ثالثاً: تطويع الأزهر ليخضع للتوجيهات الإخوانية.. والجماعة تبذل جهودها الحقيقية للسيطرة على الأزهر الشريف باختراق هيئات مهمة داخلة مثل عضوية بمجمع البحوث الإسلامية.. وهيئة كبار العلماء.. مناصب استشارية لشيخ الأزهر.

بل لقد اعترف بعض المنتسبين أن الاستيلاء على الأزهر مسألة وقت.

رابعاً: اجهاض رسالة الأزهر.. وذلك بتجنيد بعض صغار المعلمين بمعاهد وكليات أزهرية ونشر أدبيات الإخوان للتلاميذ والطلاب الإخوان.. اضافة لإغراء بعض الطلاب من ذوى الحاجات بأموال نقدية وعينية للتجنيد.. بل لقد قاموا ببناء معاهد أزهرية فى مناطق شعبية وأخرى نموذجية كل هذا من أجل اجهاض رسالة الأزهر.

ويختم د. كريمة: لقد عملت جماعة الإخوان على إيجاد كيانات موازية.. تضم كوادر أزهرية معظمها لخدمة الإخوان الإخوانية مثل: جبهة علماء الأزهر.. وكانت مشهرة بالتضامن الاجتماعى بمصر وتستقطب كوادر أزهرية.. لنشر أدبيات الإخوان وايجاد ظهير علمى أزهرى.

> اتحاد علماء المسلمين.. وهو أيضا يضم شخصيات أزهرية وغيرها من مصر وخارجها لإضفاء شرعية مزيفة لخدمة أهداف الإخوان.

> انشاء جمعيات خيرية إخوانية تحت شعار «أعمال الخير وأنشطة دعوية لتفريخ كوادر إخوانية للسيطرة على مقاليد العمل الخيرى».

ويحذر د. كريمة أن بعض الكوادر الإخوانية تبث أفكار الإخوان من خلال العملية التعليمية الأزهرية.

  ما خطورة الإخوان والجماعات المتطرفة على الأمن القومى؟

  قال د. كريمة: من المعروف أن المحافظة على كيان الدولة ونظامها ومؤسساتها السيادية من أكبر مقتضيات الأمن القومى.. وباستقراء أهداف هذه الحركات المنسوبة إلى الدين.. ويتصدرها الإخوان تجد أن أولى أهدافها ومساعيها هو اسقاط الدولة والخروج على الحاكم.. وإحداث فوضى عارمة.

وقد رصدنا كعلماء كبار أن جميع أدبيات جماعة الإخوان تسعى للعنف.. وتغير أنظمة الحكم بالقوة.. وهو من شأنه بالفعل إحداث فوضى كما أنها تدعو إلى إلغاء الدستور بدعوى أنه دستور جاهلى وبزعم أن الحاكمية ليست للشعب وأنه ليس مصدر التشريع ولا السلطات.

ليس هذا فقط.. بل إن هذه التنظيمات ترفض الولاء للوطن.. إضافة لعدم ولائها السياسى ثم وهو الأخطر.. الاستقواء دائما بالخارج وقد سعت الجماعة لإنشاء مؤسسات إخوانية بأمريكا مثل منظمة الإغاثة الإسلامية.. مؤسسة الوقف الإسلامى بأمريكا الشمالية.. الجمعية الإسلامية الأمريكية .. المعهد العالمى للفكر الإسلامى.

كما أنها قامت بتدريب كوادرها فى مراكز تدريب أمريكية وغربية مثل أكاديمية التغيير ومؤسسة فريدوم هاوس.. المعهد الجمهورى.. المعهد الوطنى الديمقراطي.. ومؤسسة رندا.

إضافة لكل هذا فإن هذه الجماعة من خلال أنشطتها المسلحة تعمل على إحداث الفوضى وخدمة دول الغرب بعيدة عن مصالح أوطانها.. كما أنها تسعى لاختراق الجيوش.. وقد سبق وأن عانت مصر من تنظيمات جماعة الفنية العسكرية حيث قامت بتشكيل جناحين عسكريين لها من خلال طلاب الكلية الفنية العسكرية بالإضافة إلى جناح مدنى للمناطق الكبرى كذلك جماعة الجهاد... وغيرها.

  وما رأى فضيلتكم فى الأحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية؟

   يقول د. كريمة من المقرر شرعاً وجوب وحدة الكيان الاجتماعى.. مجتمع مدنى لبنى آدم على مختلف مدارسهم العلمية.. وتوجهاتهم الفكرية ومعتقداتهم الدينية.. وتحريم تجزئة هذا الكيان إلى طوائف أيا كان مسمياتها أو أوصافها سياسية مذهبية طائفية مكلف.

  وهل هناك أدلة شرعية توضح تحريم التعددية الحزبية على أساس دينى أو طائفى؟

   قال د. كريمة: الأدلة كثيرة من القرآن.. والسنة.. ففى القرآن يقول الله عز وجل: «إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِى شَىْءٍ» (الأنعام: 159).. «وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ  مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}  {الروم 30 - 32}

وأيضا : «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا» وأيضا: «وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ».

أما السنة: قول رسولنا الكريم: من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عتقه.. أيضا: عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة.

ويضيف: وحتى ولو على قرض حصول مصالح وإن كانت خاصة لاتباع الأحزاب.. فسوف يقابلها مفاسد من العدوات.. والشحناء والبغضاء.. وبذل وسائل غير مشروعة كدفع رشاوى.. وشراء ذمم.. وانتقاص مخالفين والنيل من أغراضهم ودمائهم.

ويكشف د. كريمة أن الواقع فى التعددية السياسية فى الإسلام قديما.. كان مريراً جداً كما حدث فى معركة صفين.. والنهروان وما حدث من الخوارج ضد سيدنا عثمان رضى الله عنه وما حصل من تنازع فى الأندلس وغيرها كل هذا عاد بالسلب على الأمة الإسلامية ومقدساتها ورسالتها وأمنها.

ويضيف: أسوأ ما يكون فى التعددية السياسية على مرجعية دينية.. نسبتها كلها أو بعضها للدين الحق - «قميص عثمان - والحاكمية لله وليست لعلى واللعب بعواطف ومشاعر الناس بشعارات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب».

ويقول : ليس منع التعددية السياسية سواء نسبت للدين أم لا يعد فصلاً للدين عن السياسية بل الدين يسع السياسة بمفهومها الشرعى وليس بثيابها المعاصى.

ليس لأحد أن ينصب للأمة شخصا أو كلاماً يفرقون به بين الأمة.. أن النظم الإسلامية فى واقعها العملى أسست مجتمعاً خالياً من الطائفية بعقود وعهود وتفرقات ومعاملات منها: المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.. معاهدات موادعة فى قبائل يهود يثرب المدينة.. دستور المدينة.

ويكشف د. كريمة: أن القوى الاستعمارية كانت سباقة فى تشكيل أكثر الأحزاب العربية والإسلامية وربطها بأهدافها الاستعمارية.

إن وقائع التاريخ الإسلامى كله تؤكد مضار الحزبية السياسية.. أو الأحزاب على أساس المرجعية الدينية وأثارها المدمرة.

  الثورة الحزبية على سيدنا عثمان بن عفان فى الكوفة.. وفى مصر بقيادة محمد بن أبى حذيفة ومحمد بن أبى بكر الصديق.

 رفض طائفة من المسلمين المبايعة لسيدنا على رضى الله عنه بقيادة طلحة بن الزبير وانضمت إليها سيدتنا عائشة رضى الله عنها وعلى أثرها دارت رحى معركة الجمل.

  حزب صفين بن سيدنا معاوية رضى الله عنه وحزبه الأموى والشامى وبين سيدنا على رضى الله عنه وشعبيته من آل البيت رضى الله عنهم وأهل الحجاز.

  حزب النهروان بين سيدنا على رضى الله عنه وشيعته وبين الخوارج بقيادة عبدالله بن وهب الراسبى.

هذه الأحزاب تولدت عنها معارك «الجمل - صفين - كربلاء - النهروان» كلها دوافعها سياسية وأدت إلى روح العداء بين جير أجيال الأخيار.

كل ما سبق يؤكد بيقين على حرمة إنشاء أحزاب سياسية دينية أيا كان المنهج حتى ولو نسب إلى الدين كما تفعل جماعة الإخوان بحزبها الذى أنشأ ما يسمى النظام الخاص لردع الأحزاب الأخرى بل ومع الخارجين عليه.

اقرأ أيضًا : في ظل ارتفاع الحرارة.. د. أحمد كريمة: تقلبات المناخ للتذكرة والاعتبار وليس انتقامًا من الله