في ظل ارتفاع الحرارة.. د. أحمد كريمة: تقلبات المناخ للتذكرة والاعتبار وليس انتقامًا من الله

د. أحمد كريمة
د. أحمد كريمة

تقلب الجو والحرارة الشديدة من آيات الله في الكون.. فكيف يواجهها الإنسان ويفهم الحكمة منها ..

هذا ما يوضحه د.أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: التقلبات الجوية، التى يشهدها العالم الآن من سنة الله سبحانه وتعالى فى كونه وفى سائر العصور والأمصار وفى عهد الصفوة من الأنبياء والرسل عليهم السلام والصالحين والمصلحين تحدث هذه المتغيرات المناخية والظواهر الطبيعية، التى ليس لها علاقة بإيمان أو كفر أو توحيد أو شرك ولا طاعة ولا معصية.

ويشير إلى أنه فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم حدث انقطاع للمطر حتى جاء أعرابي من البادية والنبى صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر فناشده الرجل أن يدعو الله أن ينزل المطر فدعا الرسول صلى الله عليه وسلم دعاء الاستسقاء على المنبر فلم يخرج الناس من المسجد إلا وقد أنزل الله المطر.. ويضيف أنه أيضاً حصلت رجفة فى جبل أحد فقال النبى صلى الله عليه وسلم أثبت أحد فإن عليك نبى وصديق وشهيدين إشارة إلى سادتنا أبي بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم وكانوا يصاحبونه فى هذا الموقف.

كما انه أيضا فى عهد الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم حدث زلزال فقال سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهما نصلى ركعتين بسبب ذلك، وتكررت هذه الظواهر كذلك، ففى عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاءت سنة جدباء لا ماء فيها وحدث غلاء فى الأسعار وقلة فى المؤنة حتى سميت بعام الرمادة.

◄ اقرأ أيضًا | أحمد كريمة ينفعل: سيتم غلق المستشفيات حالة الاعتراف بهذا العلاج

وقبل ذلك فى عهد سيدنا يعقوب عليه السلام فى منطقة الشام حدثت مجاعة واضطر الجميع إلى التوجه إلى مصر لإحضار القمح كما حدثت السنين السبع أيام سيدنا يوسف التى حكى لنا القرآن عنها.

وهذا يؤكد أن الظواهر الطبيعية التى تحدث من غبار ورياح وارتفاع وحرارة وبرودة وأمطار وجفاف والعواصف وتغيرات فى المناخ والزلازل وحركات الكوكب والنجوم لا تعد انتقاماً من الله سبحانه وتعالى لخلقه كما يدعى البعض، بل هى مجرد تذكرة وعبرة قال تعالى:» وما نرسل الآيات إلا تخويفا « وهذا الذى ينبغى أن يفهم ، وهذا ما علمه لنا الإسلام وبين لنا ما ينبغى عمله وهو التمسك بالدعاء كما فى صلوات خسوف القمر وكسوف الشمس وصلاة الاستسقاء، فقد روى سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهما انه عندما تتابعت الزلازل ترد الأمور إلى الله بالدعاء لأن الله سبحانه وتعالى يخفف عن الناس بدعائهم وتوسلاتهم قال تعالى:« الله لطيف بعباده»

وبمناسبة موجة الحر الشديد فقد أوضح النبى صلى الله عليه وسلم فى سننه المأثورة عند شدة القيظ أن ندعو الله أن ينجينا من حر ونار جهنم.