«شقاوتها السبب».. زكي رستم يحاول الاعتداء على صباح أثناء التصوير

الفنان زكي رستم والفنانة صباح
الفنان زكي رستم والفنانة صباح

انطلقت الصرخات والاستغاثات داخل ستوديو ناصيبيان أثناء التصوير؛ حيث الفنان زكي رستم يهرول مسرعا تسبقه الشتائم والسب موجهة إلى الفنانة صباح، ويطلب عنقها ومحاولا الفتك بها وخنقها، والسبب ترويه السطور التالية.

كان الفنان زكي رستم من أصدق الفنانين القلائل الذين يتقمصون الأدوار فيندمجون إلى حد الغيبوبة والانفصال عن الذات، وعن الواقع المحيط به، ويجيد حفظ الدور ويتشربه حتى تسري أحاسيس الشخصية في دمه فتلغي أحاسيسه، وهو حين ينهي التمثيل يأخذ وقتًا حتى يعود زكي رستم الإنسان العادي.

البداية عندما اتخذ المخرج بركات ومساعدوه أهبتهم لبدء تصوير مشهد من فيلم «هذا ماجناه أبي» والبلاتوه حافل بالحركة، والديكور.. ديكور محكمة، منصة قضاة.. مقاعد محامين.. ومقاعد للمشاهدين، والمشهد مشهد المحاكمة الرائع في هذا الفيلم، وفي قفص الاتهام تقف المتهمة صباح التي يدافع عنها زكي رستم ويطلب البراءة لها من تهمة قتل.

انطلق زكي رستم في مرافعته الهامة، وخيم الصمت على قاعة المحكمة، والكاميرا مسلطة عليه وحده، وعندما قال زكي رستم أن هذه الفتاة البريئة، الحمامة الوديعة كيف ترتكب جريمة قتل، وتستدير الكاميرا مع إشارة زكي رستم لتكشف صباح في وقفة مستكينة وادعة، وبراءة الأطفال في عينيها، وهي نقطة متفق عليها، ولم تعود إليها الكاميرا مرة أخرى، واطمئنانا أن الكاميرا لم تفاجئها راحت صباح تداعب من حولها، وتقلد زكي رستم المتحمس في دفاعه، وتضحك وتخرج لسانها، وتلعب جواجبها، ولأنه كان متقمصا الشخصية وفي عمى الغيبوبة لم يلتفت إلى ما كانت تفعل، والكاميرا لم تعود إليها، وبينما كان زكي رستم في قمة التجلي، ولا وقت لمحاسبة صباح التي استمرت في شقاوة الأطفال، ومرة أخرى يتجه زكي رستم إليها ببصره حيث كان اندماجه قد بدأ يهتز، وفجأة انسلخ عن الاندماج وسابقت قدماه الرياح، وانطلقت الشتائم من بين ثنايا فمه، وأخذ يرتطم بالجالسين، وبدكك، قاعة الجلسة يطلب عنق صباح في ثورة عارمة، ويتساءل كيف تجرؤ على تدنيس حرمة القضاء، وحرمة الفن، وكيف تسخر منه وهو الذي يحترق لاقناع القضاة بأنها حمامة وديعة بريئة، ولولا أن اسرعوا بتهريب صباح فربما كان قد خنقها.

وتبين في النهاية أن صباح تعمدت تبويظ المشهد انتقاما من منتجة الفيلم السيدة آسيا، التي رفضت لها مطالب مالية.

واشترط زكي رستم بعد ذلك لاستئناف العمل أن تلتقط لصباح المشاهد المقرر لها في قفص الاتهام قبل أو بعد انتهاء مرافعته دون أن تجمع الكاميرا بينهما في مشهد واحد ولا حتى كادر واحد.

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم