جرائم زمان..من قتل المطرب عزت عوض الله؟

جرائم زمان..من قتل المطرب عزت عوض الله؟
جرائم زمان..من قتل المطرب عزت عوض الله؟

ولد مرقص عوض الله باسيلى فى الإسكندرية فى شهر مارس عام 1934 بمحرم بك، بدأ عاملا بقسم الصيانة فى سنترال جليم... عزت عوض الله المطرب السكندرى بدأ فى الأفراح وهى سبب شهرته كفنان شعبى... ثم خطوات الشهرة مع إذاعة الإسكندرية فى عام 1954، أى فى عمر 20 عاما!! ... غنَّى ولحَّن ما يقرب من سبعين أغنية.. أتاحت الإذاعة مساحة للمطربين البسطاء ومنحت لهم حياة موازية مع العمل والحياة فى حب الفن، كانت حالة «الفنانين الإسكندريين» فريدة فى نوعها، الصباح فى العمل والليل فى الموهبة على المقاهى وفى الأفراح، قدر الشهرة بسيط بالمقارنة مع فنانين القاهرة وتحكى الذكريات أنه من الطبيعى لو أنت من كرموز ومعدى من «البياصة» تسمع بدرية السيد على «قهوة العوالم»، وقاطنو الحضرة وبالأخص فى «سوق الحضرة» من عند محطة القطر، يستمتعون بغناها عند «الحاج سعيد الحضراوى».

وعزت عوض الله يغنى فى ورشة أحذية «سيد ماضى» خلف سنترال محطة مصر ... يوم الخميس بالليل مثله مثل فنانين آخرين كتقليد قديم.. بدأ عزت الغناء فى إذاعة الإسكندرية ولكن لم تشتهر أغنيته «يا زايد فى الحلاوة»، ولم تشتهر له أى أغنية ... يغنى ويلحن ولا تجد أغانيه أذنا واحدة تشهره ويصبح نجما من نجوم الغناء فى هذا الوقت... فالمنافسة كبيرة وقد تكون مميتة...  فايد محمد فايد قام بغناء أغنية «يا زايد فى الحلاوة» واشتهرت الأغنية ولاقت قبولا كبيرا وكانت تلك بداية الاكتئاب التى طالت عزت.

اقرأ ايضاً| زنانيرى..الفيديو القاتل

يغنى ويلحن بلا شهرة... يصر على المضى فى حياته والغناء لا يفارقه وكذا حظه السيئ... يقوم بتلحين أغان لبدرية السيد ... ولا تذكر اسمه ... ليعود لحالة الاكتئاب مجددا ويبدأ مشوارا آخر ويشرب الخمر، حياة درامية حزينة غلفت عزت عوض الله، على المستوى الشخصى والفنى وأصبح لا يجد له مفرا سوى أن يذهب إلى القاهرة ليحقق الشهرة التى طالما حلم بها، فمع اكتئابه هو أيضا محب للحياة والمرح والغناء... عشق عزت فى حياته ثلاثة أشياء.

الغناء وفريق الأوليمبى السكندرى «الاتحاد السكندرى الآن» والخمر... وبدأت حياة عزت بالتغير تماما... صباحا يركب القطار إلى القاهرة فى محاولاته الفاشلة للغناء فى إذاعة القاهرة بسبب مشاكله المستمرة مع حافظ عبدالوهاب مدير الإذاعة، ومساء فى الإسكندرية يغنى فى المقاهى الليلية وفى أواخر الليل يكون فى الخمارات.. قال عزت لأقرب أصدقائه: رغم حبى للفن، رغم عطائى للفن، رغم تضحيتى فى سبيل الفن، أشعر أن الفن لم يحبنى، لم يحن عليه، لم يرحمنى، لم يعطنى ولو حقا بسيطا من حقى عليه ، أشعر بالحزن، أشعر بالملل، بالوحدة، بالاضطهاد لا أحب نفسى دايما، عندى مشاكل وغرقان فى الديون، أشعر أن الحياة، لا تريد أن أعيشها، بداخلى شخص تعيس، السيجارة والكاس هما أصحابى.

عثر على جثمان عزت عوض الله فى شارع إيزيس بعد الفجر، فى نفس اليوم الذى قُبل فى إذاعة القاهرة عام 1974، وجد مقتولا بطريقة غامضة... وأقرب الناس له كانت تتوقع أن يقوم بالانتحار وليس مقتولا... وقيدت القضية ضد مجهول. لم يدافع عزت عن أغنيته يا زايد فى الحلاوة التى اشتهرت بصوت فايد محمد فايد، ولم يدافع عن فنه سواء فى حياته أو بعد موته... ومن دافع عنه ونسب له أغنيته كان الأديب نجيب محفوظ عندما ذكر اسمه فى رواية «ميرامار» متحدثا عن الأغنية وحب الإسكندرية لعزت.