امـرأة من جهـنم!!

امـرأة من جهـنم!!
امـرأة من جهـنم!!

انسحب ضوء النهار رويدا رويدا وبسط الليل نفوذه، وأسدل خيوطه على القرية الصغيرة بجنوب الصعيد، وغلفها بظلمة حالكة وسواد مخيف، تخطت عقارب الساعة منتصف الليل الطويل على أهل الصعيد، وغلف الصمت القرية الصغيرة الساكنة وسط الحقول والظلام والخوف.


 على مشارف القرية يقبع منزل صغير من طابق واحد يسكنه الشيطان على هيئة امرأة، وتحت ظلمة الليل وانعدام الضمير، يتسلل لها شيطان آخر من الزراعات التى تلف القرية مستترا بالهدوء والظلام والليل المخيف، هو جار ساكنة المنزل، الصغير، وعلى موعد مع الحب الحرام والرذيلة، التقى العشيقان على شعاع النجوم الخافت وضوء الشموع الذى يتسلل الى حجرة النوم، ليعلن أن الشيطانين يتبادلان الأشواق الحارة، ويشق صوت الحب الحرام وهمس الشياطين سكون الليل المخيف الذى يلف الوجود من حولهما، تجرى اللحظات والثوانى والدقائق بسرعة البرق وهما يغضبان ربا عظيما كان لهما بالمرصاد لأن رصيدهما من الستر قد نفد، لحظات ويعود الزوج من وسط الزراعات يستقل التوك توك الخاص به، ويجد باب منزله مفتوحا على مصراعيه على غير العادة بعد منتصف الليل، ومن الداخل يتسلل الى أذنيه همس وأنات الحب الحرام، من على سرير حجرة نومه.

اقرأ ايضاً| ضبط أعلاف وجبن وزيوت غير صالحة

وعلى أطراف قدميه يدلف الزوج المسكين الى حجرة نومه يسلط كشاف تليفونه المحمول الى مضجع الخائنة وعشيقها ويصدمه المشهد اللعين ويجد زوجته فى احضان رجل غريب، عرايا كما ولدتهما أمهاتهما، يقفز العشيق عاريا كالفأر المذعور ويصعد سلم المنزل الى السطوح خوفا من الخروج الى الشارع وهو عارٍ، ويتبعه الزوج محاولا الإمساك به للانتقام منه، ويشتبك الزوج الغاضب مع العشيق العارى ويكتشف انه جاره، ويتبادل الغريمان اللكمات أعلى سطوح المنزل وتنضم الزوجة اللعوب الى العشيق ضد الزوج الذى أخذ بالصراخ والاستغاثة بالجيران، تسرع الزوجة خوفا من الفضيحة وتحضر فأسا وتسلمها للعشيق ويسدد عدة ضربات قاتلة الى الزوج المسكين ويسقطه من على السطوح ويسكت صرخاته الى الأبد، وببجاحة منقطعة النظير تهبط الشيطانة وصديقها من أعلى السطوح يتأكدان من موت الزوج المحقق، تحكم الشيطانة غلق الحجرة على أطفالها النيام.

ويدلفان الى الحجرة الثانية يكملان جلسة الشيطان وجريمة الخيانة والعشق الحرام، لحظات وترتدى الشيطانه ملابسها ويتبعها صديقها وجارها الشيطان اللعين، ويقرران اخفاء الجثة، همس فى أذنها أن يلقيه بمصرف القرية، وتبلغ هى بغيابه، وهمست إليه الخائنة أن نارها لم تبرد من الزوج الذى كان يفرق بينهما دائما، ويمنعهما من اللقاءات المحرمة ولابد من استكمال حلقات الانتقام من الزوج حتى وهو ميت جثة هامدة بلا حراك، وقررت أن يحملا جثمانه فى التوك توك وتحضر زجاجة بنزين، كان الزوج محتفظا بها لتعبئة خزان التوك توك، وتحت جنح الظلام والظلم يقوم المتهمان بحمل جثة الزوج داخل التوك توك الى منطقة نائية بأطراف القرية وتسكب الزوجة البنزين على الجثة وتشعل فيها النار ويعود العشيقان القاتلان مستقلين التوك توك الى منزل الضحية ويقومان بإخفاء التوك توك فى كومة من الحطب وسط الزراعات.

ويبيت العشيق معها حتى مطلع الفجر، وفى الصباح تنطلق صرخات الخائنة عندما يتجمع أهل القرية حول الجثة المتفحمة وقالت إنها جثة زوجى روحى أبو أولادى، قتلوه أولاد الحرام وسرقوا منه التوك توك، مصدر رزقنا، وانطلقت الزوجة تصرخ وتلطم خديها وتشق ملابسها، وتنثر التراب على رأسها، ويكاد المريب يقول خذونى!! ، ويبلغ الأهالى أجهزة الأمن وتجمع التحريات والتفاصيل وتصطحب الزوجة، الباكية بكاء التماسيح معهم وتبدأ خيوط الجريمة النكراء تتكشف، رويدا رويدا، وتكشف التحريات أن الزوج المجنى عليه كان مسافرا للخارج عدة سنوات، وأن جار المجنى عليها كان يتردد عليها لقضاء حوائجها وسقاية أرضها، وأنهما كانا يبيتان معا فى الحقل لرى الأرض وأن الجار كان دائم التردد على منزل جارته ليلا تحت جنح الظلام، وان الزوج عاد حديثا من الخارج الى قريته وأقام بمنزله وانه يعمل فى مزرعة مجاورة للقرية يبيت فيها بالأسابيع بعيدا عن منزله، وان الجار يتحين الفرصة للقاء جارته فى غفلة من زوجهاً واستدعت أجهزة الأمن الجار وتبين عدم وجوده وهروبه الى أقاربه بأسيوط وتتوجه مأمورية لضبطه وإحضاره بناء على قرار النيابة العامة ويتم القبض على الجار، ويتهم الزوجة بأنها هى القاتلة ويتبادل القاتلان الاتهامات وتقوم أجهزة الأمن بمواجهة القاتلين.

ويعترف الجار أن الزوجة سبقت وطلبت منه قتل زوجها مقابل 5 آلاف جنيه قبل ٣ سنوات تقاضاها منها ولم ينفذ جريمته، حتى عاد الزوج من الخارج واستقر بالقرية وبدأ يضيق عليهما وكشف سترهما وهما متلبسان بالجريمة النكراء فقاما معا بالتخلص منه، وإشعال النار فى الجثة لإخفاء معالم الجريمة، ولكن كشف الله سترهما حقاً إنها امراة من جهنم.