مضادات الالتهاب تؤدي إلى تفاقم أمراض القولون

أمراض القولون
أمراض القولون

يبدأ الالتهاب في التهاب القولون التقرحي في المستقيم وقد ينتشر إلى القولون، قد تكون الأعراض مستمرة أو تأتي وتذهب، وتشمل الإسهال، وفقدان الوزن، وتشنجات البطن، وفقر الدم، والدم أو القيح في حركات الأمعاء، لا يوجد علاج شافٍ لالتهاب القولون التقرحي، لكن الأدوية يمكن أن تساعد في تهدئة الالتهاب، الجراحة خيار للحالات الأكثر صعوبة.

ولماذا تعمل عقاقير مضادات الالتهاب غير الستيرويدية "إن إس آي دي" على تفاقم الالتهابات المعدية المعوية بواسطة "المطثيات العسيرة" (السبب الرئيسي للإسهال)، المرتبطة بالمضادات الحيوية في جميع أنحاء العالم؟

بدأ الباحثون في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا بالإجابة عن هذا السؤال، موضحين أن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية تعطل "الميتوكوندريا" في الخلايا المبطنة للقولون، مما يجعلها حساسة للضرر الناجم عن السموم المسببة للأمراض، وفقا لوكالة سبوتنيك.

والمطثيات العسيرة "سي ديف"، هي بكتيريا تؤدي إلى مجموعة واسعة من الأعراض، من الإسهال الخفيف إلى العدوى المعقدة والموت.

اقرأ أيضا| ماء الكمون الأبرز.. 5 علاجات طبيعية ومنزلية لعلاج الإسهال

ولا تزال العوامل التي تؤثر على هذه النتائج السريرية غير واضحة إلى حد كبير، لكن الأدلة الناشئة تشير إلى أن عوامل مثل النظام الغذائي والأدوية الصيدلانية تؤثر على كل من القابلية للإصابة بالعدوى وتطور المرض.

وأظهرت الدراسات السابقة أن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل "الأسبرين" تؤثر سلبًا على القناة الهضمية، سواء في مرضى العدوى "سي ديف" أو حالات أخرى مثل مرض التهاب الأمعاء "آي بي دي".

يمكن أن يؤدي استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية على المدى الطويل إلى الإصابة بقرحة في المعدة وإصابات معوية، مثل النزيف وانثقاب أنسجة الأمعاء.

يفترض الباحثون أن هذا يرجع إلى تأثيرات مضادات الالتهاب غير الستيرويدية على إنزيمات الأكسدة الحلقية، والتي هي عملية تساعد في تقليل الالتهاب والألم ولكنها أيضًا تضعف وظيفة الغشاء المخاطي في الجهاز الهضمي العلوي.

لاحظ الباحثون أن كلا من "الإندوميتاسين" و"السموم المطثية العسيرة" تزيد من نفاذية حاجز الخلايا الظهارية وموت الخلايا الالتهابية، بحسب دراسة نشرت في مجلة "ساينس أدفانسس" العلمية.

والمثير للدهشة أن الباحثين وجدوا أن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية تؤدي إلى تفاقم عدوى "المطثية العسيرة".

اكتشفوا أن هذا "الجزيء" الشبيه بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية يسبب موت الخلايا. ولاختبار دور التأثيرات غير المستهدفة أثناء عدوى "المطثية العسيرة"، استخدم الباحثون الفئران المعالجة مسبقًا إما بـ"الإندوميتاسين" أو "جزيء" مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.

عند التعرض لعدوى "المطثية العسيرة"، أظهرت كلتا المجموعتين من الفئران تزايدا متساويًا في شدة المرض والموت مقارنة بالفئران غير المعالجة المصابة بالمطثية العسيرة فقط.

لاحظ الباحثون أيضًا تأثيرًا مشابهًا في الفئران التي تم علاجها مسبقًا باستخدام "الأسبرين".

لتحديد الآلية التي تدفع هذه التأثيرات لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، نظر الباحثون في وظائف "الميتوكوندريا" (خلايا غشائية معوية) في الخلايا القولونية للفئران في المختبر.

لاحظوا أن الجمع بين مضادات الالتهاب غير الستيرويدية والسموم المطثية العسيرة زاد من الضرر الذي لحق بـ"الميتوكوندريا" في الخلايا القولونية وعطل العديد من وظائفها المهمة.

قال جوزيف ب. زاكولار، محقق وأستاذ مساعد في علم الأمراض والطب المخبري في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا: "يوضح عملنا أيضًا الأهمية السريرية لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية في المرضى المصابين بعدوى "سي ديف" ويلقي الضوء على السبب الذي يجعل الجمع بينهما ضارًا للغاية".