بقلم مصرى

ما قل ودل

صلاح سعد
صلاح سعد

لا اعتراض على وجود المسلسلات التى تعرض على أجزاء طالما أن نسيجها الدرامى يسمح بالإطالة ولكن دون مط يبعث على الملل.. وقد حدث ذلك مع عدد من الأعمال التى استطاعت أن تفرض نفسها على المشاهدين وحققت نجاحا كبيرا على مدى أجزائها منها ( الهجان ) الذى عرض فى ثلاثة أجزاء و(المال والبنون) فى جزءين وكذلك (الشهد والدموع) أما (ليالى الحلمية) فقد جاء عرضه فى خمسة أجزاء كاملة قدم منها أسامة أنور عكاشة أربعة وجاء الخامس من وحى خيال مؤلف آخر هو عمرو محمود ياسين ولكنه لم يحقق النجاح المأمول وكان بمثابة القشة التى قصمت ظهر (الليالى) رغم البريق الذى حققته الأجزاء الثلاثة الأولى وكانت الضرورة الدرامية تقتضى التوقف بعدها عن الاسترسال فى أجزاء أخرى لعدة اعتبارات منها  تراجع سخونة الأحداث وأيضا صعوبة الحفاظ على بقاء الشخصيات الرئيسية دون تغيير مما يؤدى إلى الاستعانة بنجوم آخرين بدلا منهم فى حالة لا قدر الله الوفاة أو الانسحاب وعدم استكمال العمل اما اعتراضا على مساحة الدور أو إجراء تعديلات على السيناريو المكتوب بناء على طلب النجوم وهو ما كان يرفضه بشدة أسامة أنورعكاشة وأدى ذلك إلى انسحاب أكثر من نجم منهم فردوس عبدالحميد التى لم تستكمل دورها فى الجزء الثانى وكان البديل محسنة توفيق وكذلك آثارالحكيم التى جاءت بعدها إلهام شاهين فى الجزء الرابع وأيضا سهير المرشدى التى أدى انسحابها من شخصية (سماسم العالمة) إلى إنهاء دورها فى أحداث الجزء الثالث بدعوى أنها مفقودة وظل المشاهدون فى حالة ترقب لعودتها من جديد وهو ما لم يحدث!! ولاشك أن تعدد الأجزاء بدون مبرر درامى يؤدى فى الغالب إلى تراجع نسب النجاح فيما هو آت..

ولهذه الاعتبارات انحصرت ظاهرة مسلسلات الأجزاء طويلة التيلة وحل محلها ما يطلقون عليه (الست كوم) قصيرة التيلة التى لا تتجاوز مدة عرض كل حلقة 15 دقيقة فقط على الشاشة عملا بحكمة (خير الكلام ما قل ودل)!!.