وجع قلب

الوسيلة

هبة عمر
هبة عمر

قرأت مؤخرا قصة طريفة على إحدى المنصات الثقافية تحمل فى طياتها حكمة شديدة البساطة ولكنها بالغة التأثير، وربما تلخص بإيجاز شديد بعضا من مفهوم الإدارة الناجحة فى أى مكان وزمان.

 تحكى القصة عن رجل أعمى جلس على عتبة طريق واضعا قبعته بين قدميه وبجانبه لوحة مكتوب عليها «أنا أعمى أرجوكم ساعدونى»، ومر عليه رجل ذكى قرر أن يساعده حين وجد أن القبعة بها بضعة قروش فقط، فأخذ اللوحة وكتب عليها عبارة أخرى وأعادها مكانها ومضى فى طريقه، وبعد قليل شعر الأعمى أن قبعته قد ثقلت وامتلأت بالنقود فأدرك أن تغييراً حدث فى اللوحة هو السبب، وطلب من أحد المارة أن يقرأ له العبارة المكتوبة على اللوحة.

كانت العبارة التى كتبها الرجل الذكى تقول «نحن فى فصل الربيع لكننى لا أستطيع رؤية جماله»، لتنتهى القصة بالحكمة منها وهى أن تغيير الوسيلة ضرورة عندما لاتسير الأمور كما يجب، وبالطبع هذا التغيير يحتاج إلى ذكاء من يدرك أن الوسيلة لابد من تغييرها حتى تزيد فرص النجاح، وأحيانا حين يغيب الذكاء ويصعب الإدراك تسوء الأمور وتفشل كيانات ومؤسسات ضخمة بسبب عجز إدارتها عن تغيير الوسيلة، ومما يثير الدهشة أن بعض الفاشلين فى إدارة أى مكان صغيرا كان أو كبيرا يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ويسعدهم التفاف المنتفعين حولهم، أكثر مما يشغلهم التفكير فى حلول للمشكلات التى يعانى منها هذا المكان، والتى قد تكون واضحة وضوح الشمس فى السماء، لمن يري، سواء بتغيير الوسيلة أو تغيير أشخاص أو تغيير أفكار أو تغيير إستراتيجية، إذ أن إحدى المقولات المأثورة فى عالم الإداره تخبرنا أن لاشىء يعرقل تطور أى مؤسسة أسرع ممن يؤمنون بأن طريقتهم فى العمل بالأمس هى الأفضل، وبالتالى يستمرون فى طريقهم نحو الخسارة بثقة وثبات، والحقيقة أن قصص الفشل محزنة، بينما كان يمكنها أن تنجو لو تم فقط تغيير الوسيلة.