نوبة صحيان

الناس والحر والحدائق المتنقلة

أحمد السرساوى
أحمد السرساوى

رأيت فى لندن فكرة مُدهشة للتشجير السريع أتمنى تطبيقها فى بلادنا.. تتلخص فى توزيع أحواض متحركة فيها شجر متوسط الطول، وتحتها غطاء أخضر من العشب والزهور، وهى مصنوعة من مواد صديقة للبيئة، وتنتشر بكافة الشوارع.

يحدث هذا رغم أنها تتمتع بأكثر من 20 حديقة كبيرة، و200 ساحة خضراء، تتوزع على مساحتها التى لا تتجاوز ألفا و500 كيلو متر مربع، خدمة لسكانها البالغ عددهم نحو 15 مليونا.

وفى هولندا «بلد الزهور» والتى لا تزيد مساحتها على 42 ألف كيلو متر.. قامت «المحكمة العليا» وكذلك البرلمان بإلزام الحكومة بزراعة 100 مليون شجرة مثمرة، بعد قضية ربحتها إحدى منظمات المجتمع المدنى هناك.

 والأمثلة حول العالم بالعشرات.. فالسعودية تنفذ حملة لزراعة 45 مليون شجرة بالبلاد، و40 مليارا بالشرق الأوسط.. وفى الإمارات حملة مماثلة لغرس 30 مليون شجرة، وانتهت قطر من زراعة مليون شجرة.

وعلى المستوى الدولي.. تقوم الأمم المتحدة، مع مرفق البيئة العالمي، بجهد جبار لتحقيق التنمية المستدامة، وتفعيل اتفاقيات ومشروعات البيئة والمناخ، كان آخرها مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة «كوب27» الذى استضافته شرم الشيخ فى نوفمبر الماضي.. ودق خلاله آنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة جرس الإنذار مؤكدا أن وقت الاستيقاظ قد حان.

الهدف من كل ذلك..ليس ترفا، لأن الشجرة حياة، هى مظلتنا للحماية من تضرر المناخ، وارتفاع الحرارة، وإثراء للتنوع البيولوجي.. فكل شجرة هى رئة تنفث الأكسجين اللازم لحياتنا، وذراع تخلصنا من أكاسيد الكربون، وسماد ربانى يُنعش التربة، وموطنا للطيور ومخلوقات أخرى ضرورية.. والأهم هى مصدر لإشاعة الجمال.

وفى مصر.. ما أحوجنا لتسريع مبادرة غرس 100 مليون شجرة، وأتمنى أن تحظى شوارع المدن بتكثيف أكبر، ولو بفكرة «الأشجار المتنقلة» كما يحدث فى لندن، مع تغليظ العقوبة لجريمة قطع الشجر التى تُمارس كل يوم.