القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف: من أهم دروس الهجرة الأخذ بالأسباب

انطلقت قافلة دعوية مشتركة بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف إلى محافظة المنيا قرية (دمشاو هاشم) إدارة أوقاف صفط الخمار مركز المنيا، اليوم الجمعة 21/7/2023م وتضم (عشرة علماء): خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: "الأخذ بالأسباب في الهجرة النبوية".

اقرأ أيضا: الأوقاف تبدأ أول تطبيق للزي الموحد للعمال بمديرية الإسكندرية

وأكد علماء الأزهر والأوقاف، أن المتأمل في الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة يستنبط منها دروسًا عظيمة وفوائد جمة، من أهمها ضرورة الأخذ بالأسباب، فالأخذ بالأسباب سنة كونية، حيث جعل الحق سبحانه لكل شيء سببًا، كما أنه عبادة إيمانية، فديننا دين التوكل والأخذ بالأسباب والعمل، لا التواكل والضعف والكسل، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا"، ولذلك اعتنى نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) بالأخذ بالأسباب في الهجرة عناية فائقة، حيث خطط (صلى الله عليه وسلم) للهجرة تخطيطًا واعيًا، واتخذ كل الوسائل التي تعينه على إنجاح مهمته، وفي الوقت ذاته كان قلبه متعلقًا بربه (عز وجل) يدعوه ويستنصره أن يكلل سعيه بالنجاح، فجمعت بذلك الهجرةُ النبويةُ المشرفةُ بين حسن التوكل على الله (عز وجل) وحسن الأخذ بالأسباب.

وتابعوا : فكان التوقيت المناسب للخروج للهجرة مختارًا بعناية، حيث جاء نبينا (صلى الله عليه وسلم) إلى بيت أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) في وقت شديد الحر حتى لا يراه أحد، وكان الخروج ليلًا من بيت أبي بكر (رضي الله عنه)، فعَن السيدة عَائِشَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا) قَالَتْ: لَقَلَّ يَوْمٌ كَانَ يَأْتِي عَلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) إِلاَّ يَأْتِي فِيهِ بَيْتَ أَبِي بَكْرٍ أَحَدَ طَرَفَيِ النَّهَارِ، فَلَمَّا أُذِنَ لَهُ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَةِ ِ لَمْ يَرُعْنَا إِلاَّ وَقَدْ أَتَانَا ظُهْرًا، فَخُبِّرَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: مَا جَاءَنَا النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) فِي هَذِهِ السَّاعِةِ إِلاَّ لأَمْرٍ حَدَثَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: "أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ"، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا هُمَا ابْنَتَايَ، يَعْنِي: عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ، قَالَ: أَشَعَرْتَ أَنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ، قَالَ: الصُّحْبَةَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: "الصُّحْبَةَ"، كما بلغ الاحتياط عند النبي (صلى الله عليه وسلم) مداه، فاتخذ طرقًا غير مألوفة، واستعان (عليه الصلاة والسلام) بشخصيات ماهرة حكيمة لتُعاوِنه في شئون الهجرة، ووضع كل فرد في مكانه المناسب، الذي يحسن من خلاله القيام بمهمته على الوجه الأكمل، فنام عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) مكان نبينا (صلى الله عليه وسلم)؛ تمويهًا على المشركين، وأداءً لأمانات القوم، وكان دور عبد الله بن أبي بكر (رضي الله عنهما) مهمًّا في استطلاع الأخبار ورصدها.

وأوضحوا أنه قد تألَّق دور المرأة في الهجرة النبوية المباركة، حيث كانت ذات النطاقين السيدة أسماء بنت أبي بكر (رضي الله عنهما) تحمل الغذاء للنبي (صلى الله عليه وسلم) ولأبيها الصديق (رضي الله عنه)، كما كان عامر بن فهيرة يقوم بدور التمويه بأغنامه التي كانت تمحو آثار سير النبي (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه الصديق (رضوان الله عليه)، كما كان عبد الله بن أريقط دليل الهجرة الأمين، وخبير الصحراء البصير، مع أنه لم يكن مسلمًا.

ولفتوا إلى أن تدبير نبينا (صلى الله عليه وسلم) للأمور في الهجرة المشرفة على نحوٍ دقيق، قد تكامل مع اعتماده (صلى الله عليه وسلم) على ربه (جل وعلا) وثقته في نصره وتأييده (عز وجل)، فعَنْ أَبِي بَكْرٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) وَأَنَا فِي الْغَارِ: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا، فَقَالَ: "مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا"، ويقول الحق سبحانه: "إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"، فكانت عناية الله تبارك وتعالى تحيط بنبيه ومصطفاه (صلى الله عليه وسلم)

وأضافوا فما أحوجنا إلى الأخذ بالأسباب في حياتنا كلها، تعلُّمًا، وتعليمًا، وتخطيطًا، وعملًا، وإنتاجًا، وإتقانًا، مع اعتماد القلب على الله (عز وجل) وحده، فهو سبحانه مسبِّب الأسباب، والموفق إلى كل خير.

وشارك في القافلة كل من:

د. حسانين عبد الحكم حسانين - مدير المديرية - الموازن – دمشاو هاشم

الشيخ عز الدين عبد المعتمد محمد - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - الهدى – دمشاو هاشم

الشيخ رائد يحيى عبد الحفيظ - إمام وخطيب - نور الإسلام – دمشاو هاشم

الشيخ أبو بكر عبد الله شحاتة مكي - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - آل سرحان – دمشاو هاشم

الشيخ أحمد شعراوي توفيق - إمام وخطيب - الكبير – دمشاو هاشم

الشيخ معدن فتحي علي عبد الرازق - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - مبارك المصري– دمشاو هاشم

الشيخ جمعة علي أحمد - إمام وخطيب - السلام – دمشاو هاشم

الشيخ محمد حمدي محمد حسن - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - الحمد – دمشاو هاشم

الشيخ إيهاب أحمد عبد العزيز - إمام وخطيب - الرحمة – دمشاو هاشم

الشيخ محمود أحمد سيد الصغير خاطر - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - الرحمن الرحيم – دمشاو هاشم