عبده الحامولي من مغني في مقهى إلى مطرب الخديوي

عبده الحامولى
عبده الحامولى

كتب: محمد سلام محمد

ذات يوم عندما كان يسير صاحب مقهى شعبي بحي الأزبكية استمع لصوت جميل لشاب وهو يغنى أمام منزله فأعجب بصوته، فأدرك أن يكون صوته مصدر جذب لزبائن كثيرة فى المقهى، فذهب إليه واتفق معه على الغناء فى المقهى كل ليلة، وبالفعل انجذب للمقهى زبائن كثيرة وكان هذا الشاب هو عبده الحامولى.

اقرأ أيضا: سلامة حجازي يشتبك مع مطربي المهرجانات

وبعد أن ذاعت شهرة عبده الحامولى وتدفق عليه الناس من الأحياء المجاورة لسماعه، شعر المعلم شعبان بالخوف من أن يتركه عبده الحامولى لأى مكان آخر، فقرر أن يزوجه ابنته حتى يضمن بقائه معه، وبالفعل تم الزواج ولكن من اليوم الأول والمعلم وابنته يعاملان عبده معاملة قاسية ظنا منهم أنهم امتلكوه، ولكنه هرب من المقهى تاركا المعلم وابنته واستأجر شقة ليقيم فيها بمفرده.

وعندما استدلوا على مكانه ذهبوا إليه ليعتذروا له ويلحون عليه بالعودة مرة أخرى بعد أن أدركوا قيمته بالنسبة لهم وللمقهى، لكنه قرر ألا يعود معهم وقام بتطليق ابنته.

ولد عبده الحامولي يوم 18 مايو 1836 في قرية الحامول التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، جاء إلى القاهرة مع أخيه ليبحث عن عمل ليساعد به والده الفقير.

وقد التقى مصادفة بأحد الموشحين يدعى شاكر الحلبى فتلقى على يديه أصول الغناء وحقق شهرة واسعة فى عالم الغناء والطرب وكون فرقة موسيقية خاصة به وتولى الشيخ محمد عبد الرحيم التلحين له.

وانفتحت الأبواب كلها  أمامه عندما سمعه الخديوي إسماعيل وأعجب به واصطحبه معه إلى عاصمة تركيا وهناك استمع إلى الموسيقى التركية واستطاع أن يقدم ألحانا تجمع بين المصري والتركي، وقد طلب عبده الحامولى من بعض الشعراء ترجمة مجموعة من الأغانى التركية إلى اللغة العربية مثل قصيدة "أراك عصى الدمع" التى غنتها كوكب الشرق أم كلثوم.

وقد ارتبط اسم عبده الحامولى بمحبوبته "ألمظ" الذي كان بينهما تنافس شديد فى الغناء ثم تقاربا ووصل الأمر إلى الحب والعشق والزواج.

فى عام 1860 ولدت سكينة بمدينة الإسكندرية وكان صوتها الجميل سببا فى اشتهارها باسم ألمظ، دخلت عالم الغناء بالصدفة حيث كانت تغنى للعمال فى مجال البناء، وفى أحد المرات كانت تسير عالمة شهيرة فى ذلك الوقت تدعى "الست ساكنة" فأخذتها وقامت بتعليمها أصول الغناء على يد معلمين بالفرقة حتى تفوقت وأصبحت أشهر مطربة فى القرن التاسع عشر.

وكان فى ذلك الوقت تألق عبده الحامولى فى الغناء والطرب وقاما بمنافسة بعضهما حتى تقابلا فى أحد الحفلات الغنائية، وسرعان ما ارتبط بعضهما وتزوجا وعاشا حياة سعيدة إلا أن توفيت ألمظ فجأة فى ريعان شبابها وحزن عبده الحامولى حزنا شديدا على فراقها حتى توفى يوم 12 مايو عام 1901.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم