ياحضرة القاضي.. اسمعني

أرشيفية
أرشيفية

لم أقف في المحاكم من قبل.. ولا أعرف الطريق إلى أقسام الشرطة أو النيابات.. اعذروني.. أتيت إليكم نادمة..  رجائي أن تقفوا بجانبي، خلصوني من هذا الزوج الذي تزوجته بعقد عرفي لأني لم أكن بحاجة منه إلى مؤخر أو نفقة أو حتى مهر.

اقرأ ايضاً |  هروب عروس في ليلة زفافها بعد اكتشاف أنها الزوجة الرابعة

بهذه الكلمات بدأت الزوجة الشابة حديثها أمام محكمة القاهرة للأحوال الشخصية.

وبصوت رخيم يشوبه حزن وألم تقول: كل مافي الأمر إنني أحببته وصدقته عندما أكد لي أن الزواج الرسمي سوف يسبب لنا المشاكل، فزوجته الأولى سوف تجرده من كل شيئ، تعاطفت معه وسألت كثيرين عن الزواج العرفي قالوا لي إنه حلال شرعاً لكن لا يثبت حقوقي في النفقة أو المؤخر.

تغاضيت عن حقوقي العادية فأنا ثرية والحمدلله، وها أنا اليوم أتيت إليكم لتحكموا لي ببطلان هذا العقد، حيث فوجئت به بدأ يأتي كل مساء بأصدقاء السوء إلى المنزل يدخنون الحشيش ويحتسون البيرة، ويمرحون في الشقة كأنها طريق عام لا بيت زوجية محترم، نهرته أكثر من مرة لكنه لم يستجب وسخر مني عندما طلبت منه الطلاق.

وشعرت بالخوف والذعر عندما هددني بعدم الطلاق، أحسست أنه يتكلم بثقة افزعتني، فما كان مني إلا أنني هرولت إليكم، أرجوكم طلقوني منه لأن البديل الوحيد لدي هو الانتحار، فأنا لا أنام، وأبيت دائماً وعيني مفتوحين خوفاً من ذئاب الليل الغائبين عن الوعي.

عادت الزوجة إلى مقعدها متهالكة بعد أن أنهت حديثها، وتتابع بشغف النطق بالحكم، حيث قضت المحكمة بعدم قبول الدعوى تأسيساً على أن العقد العرفي لا تسمع به دعوى الزوجية عند الإنكار، ولاتقبل به دعوى الطلاق لأنه غير رسمي، ولا يمكن الحكم ببطلانه لافتقاره لأي سند قانوني يقوم عليه.

نزل الحكم فوق رأس الزوجة كالصاعقة التي تجمع حولها عدد من المحامين يؤكدون لها أن المحاكم لاتاخذ بالعقد العرفي إلا في قضايا النسب فقط، أما باقي الأمور فالعقد العرفي لايعدو فيها أن يكون حبراً على ورق.

انصرفت الزوجة تعلو وجههاً علامات الذهول، تجر اذيال الخزي والفشل.