يحدث فى مصر الآن

زيارة للهيئة الوطنية للصحافة

يوسف القعيد
يوسف القعيد

عندما كنت فى الطريق للهيئة الوطنية للصحافة لمقابلة رئيسها وصديقنا المهندس عبد الصادق الشوربجى، فكَّرْتُ فى حال الصحافة المصرية الآن. فالمهنة التى كانت رائدة وعرفتها مصر قبل أن يعرفها أى قُطر عربى. وعلى مستوى العالم الثالث.

فصحافتنا تعود للقرن التاسع عشر ومستمرة للآن. وكانت الرائدة والقائدة لكل صُحف الوطن العربى. كنتُ أتَهيَّب اللقاء. فى طريقى للمسئول الأول عن مؤسسات صحفية هى جزء من تاريخ أُمتِنا. فهو المسئول عن صحفٍ عندما نسمع أسماءها نتمثل تاريخ المهنة القديم والوسيط والحديث. وباعتبارى إبنٌ لهذه المهنة يهُمنى استقرارها وضمان مستقبلها القريب والبعيد.

كعلامة على الرُقىّ والتحضُّر والإمساك بملامح الزمن القادم الذى لابد أن نعمل له ألف حساب.
مكتب المهندس عبد الصادق الشوربجى بسيط ولا توجد عليه أوراقٌ كثيرة كما تعودنا أن نرى على مكاتب المسئولين.

كنت أعرف أن الهيئة التى أزورها أنشئت طبقاً للقانون 92 لسنة 2016، وتولاها الزميل الصحفى كرم جبر من 11 إبريل 2017 وحتى يونيو 2020. وبعده جاء عبد الصادق الشوربجى فى الفترة من يونيو 2020 حتى الآن.

وشهدت الصحافة حالة من الاستقرار المالى ربما لم تحدث من قبل.. وها نحن فى زمن جديد وفى ظل قيادة نشعر فى صحُفنا بالاستقرار المهنى والمالى والنفسى الذى وفره لنا الرئيس عبد الفتاح السيسى بفضل ما يقوم به آناء الليل وأطراف النهار من جهدٍ لكى تستمر بلادنا.

المهندس الشوربجى افتتح مشروعات تُقيمها المؤسسات لتساعدها فى القيام برسالتها الصحفية والأزمات التى يُمكن أن تواجهها. حيث أن الصحف جميعاً تواجه التراجع فى أرقام التوزيع التى جاوزت الملايين من قبل.. وأملى الذى أحلُم به لصحافتنا أن تستعيد هذه الروح مرة أخرى.

فكَّرتُ فى جلستى فى الأميَّة التى ربما تقف حاجزاً دون انتشار هذه الصحف. تأملت طويلاً فى دار الهلال التى أنتمى إليها وأرتبط بها، وغلب تفكيرى مجلة المصور العريقة ومجلة الهلال وهما تمثلان أوائل المجلات الشهرية والأسبوعية الموجودة الآن.

دار الهلال يرأسها المهندس أحمد عمر، ومجلة المصور يقودها باقتدار أحمد أيوب، أما مجلة الهلال فيسير بها خالد ناجح. وفى دار الهلال المجلة النسائية الوحيدة الأولى فى مصر: حواء، وكانت فيها المجلة الفنية: الكواكب علامة مُميَّزة إلى أن تم دمجها فى حواء. وقد شرح لى عبد الصادق الشوربجى أسباب هذا الدمج وهى اقتصادية بالدرجة الأولى. وإن كنتُ قد تمنيّت عليه أن تعود لاستقلالها المفقود.

ثم حضر معنا صديقى القديم سامح عبد الله رئيس تحرير «تايم سبورت» وهى خطوة التطوير الكُبرى التى تقوم بها الهيئة الوطنية للصحافة حتى تُصبح جزءاً من صحافة الغد. حيث تلعب الآلة دوراً مُهماً فى تطوير المهنة.

لم يعد رئيس الهيئة لأوراقٍ كى يقرأ منها طوال اللقاء الأول. وكان يتلو الإحصاءات كأنه يحفظها عن ظهر قلب. فالرجل يأخذ عمله سواء عندما كان رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة روزاليوسف أو للهيئة الوطنية للصحافة باعتبار أن العمل قضية وجود كبرى يجب الحرص عليها انطلاقاً من هذه الفرضية.
خرجتُ مُطمئناً على مهنة ارتبطت حياتى بها بشكل غير عادى.