في ذكرى الهجرة| التقرب لله يكون بهدى النبي لا بالبدع والتجاوزات

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تتوالى الأيام والأعوام ولا تكاد تنتهى مواسم طاعات حتى تعقبها أخرى ولا فرص خير حتى تطل علينا غيرها وقد كنا ودعنا شهر ذى الحجة وهو من الأشهر الحرم وتخللته فريضة عظيمة هى الحج واستقبلنا عاما هجريا جديدا يفتتحه شهر المحرم ،الذى لنا معه وقفات توضحها الدكتورة ماجدة هزاع أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر بقولها: من وقفات شهر المحرم أولا تسميته فقيل عنها سمى محرما لأن الله حرم الجنة فيه على إبليس، وقيل لتأكيد حرمة القتال فيه، حيث إن قريشا كانت تتلاعب فى الحرمة فكانوا يحلونه عاما ويحرمونه عاما، كما كانت العرب تسميه شهر المحرم شهر الله الأصم وذلك لشدة تحريمه وتعظيمه له.

■ د. ماجدة هزاع

وأوضحت أن تخصيص نسبته إلى الله دون سائر شهور العام فيقال شهر الله المحرم ولا يقال فى غيره ذلك يقول الحافظ أبو الفضل العراقى فى شرح الترمذى (الحكمة فى تسمية المحرم شهر الله وشهور الله كلها لله يحتمل أن يقال إنه لما كان من الأشهر الحرم، التى حرم فيها القتال وكان أول السنة، أضيف إليه إضافة تخصيصه ولم يصح إضافة شهر من الشهور إلى الله تعالى عن النبى صلى الله عليه وسلم إلا شهر الله المحرم، وقال ابن رجب رحمه الله وقد سمى النبى صلى الله عليه وسلم المحرم شهر الله وهذا يدل على شرفه وفضله؛ لأن الله تعالى لا يضيف إلا خواص مخلوقاته كما نسب محمد وإبراهيم واسحاق ويعقوب وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام إلى عبوديته ونسب إليه بيته.

وتضيف: إن شهر الله المحرم أول الأشهر الهجرية أو القمرية وتم الاتفاق على هذا فى عهد سيدنا عمر رضى الله عنه قال تعالى: «إن عده الشهور عند الله اثنا عشرا شهرا فى كتاب الله يوم خلق الله السموات والأرض». وتؤكد أن من وقفات شهر المحرم أنه يستحب الصيام فيه، لأنه من افضل الأشهر فى الصيام بعد شهر رمضان ورجح ذلك من أهل العلم قال ابن رجب، واختلف العلماء فى أى الأشهر الحرم أفضل فقال الحسن وغيره أفضلها شهر الله المحرم، وعن أبى ذر رضى الله عنه قال سألت النبى صلى الله عليه وسلم أى الليل خير وأى الأشهر أفضل قال صلى الله عليه وسلم خير الليل جوفه وأفضل الأشهر شهر الله الذى تدعونه المحرم.

◄ اقرأ أيضًا | تمتد حتى 4 أيام.. البنوك المصرية تبدأ إجازتها بمناسبة السنة الهجرية

وتشير إلى أنه من الوقفات أيضا أن فيه يوم عاشوراء وهو اليوم الذى نصر الله فيه الحق على الباطل موسى وقومه ضد فرعون وقومه، فشرع صيامه قياما لله بشكره إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فعن أبى قتادة مرفوعا «صيام يوم عاشوراء احتسب على الله أن يكفر السنة التى قبله».

وتنبه إلى أنه من المؤسف أن نجد بعض الناس لا يقفون عند هدى النبي صلى الله عليه وسلم قولا وعملا بل شرعوا ما لم يأذن الله به من البدع والمحرمات فى يوم عاشوراء فسلف الأمة وخلفها لا يعرفون عن عاشوراء إلا أنه يوم نصر وتمكين لسيدنا موسى ولم يجعلوا منه مناسبة حزن ونياحة وانتقام واختلاط وإباحة وإحياء للفتنة وأيضا تخصيص الاكتحال فيه والاغتسال ووضع الحنة وطبخ أطعمه معينة، سئل الإمام ابن تيمية رحمه الله عما يفعله الناس يوم عاشوراء من البدع قال: لذلك لا اصل له ، فالاحتفال بالمناسبات يكون بهدى النبي صلى الله عليه وسلم وليس بالبدع والتجاوزات.