انفراد| حيثيات إعدام المتهمين بـ«خلية المنيا الإرهابية»

المستشار محمد السعيد الشربينى رئيس المحكمة
المستشار محمد السعيد الشربينى رئيس المحكمة

◄ اتخذوا من الجهاد ذريعة لقتل الأبرياء.. وأرادوا خراب مصر ودمار شعبها
◄ المتهمون جاهدوا بالسلاح.. والمتهمات جاهدن بالنكاح

تنفرد «بوابة أخبار اليوم» بنشر حيثيات حكم محكمة جنايات القاهرة، الدائرة الأولى جنائى بدر، المنعقدة بمقر مأمورية استئناف بدر، بالإعدام لـ4 إرهابيين في قضية خلية المنيا الإرهابية، والسجن المشدد 15 سنة لـ5 آخرين، والسجن 3 سنوات لأخرى وإدراج المتهمين وكيان داعش على قوائم الإرهابيين، وحل الجماعة الإرهابية، وإغلاق مقارها في الداخل والخارج.

اقرأ أيضأ| غداً.. الحكم على تشكيل عصابي أجنبي لسرقة المواطنين بعابدين

صدرت حيثيات الحكم برئاسة المستشار محمد السعيد الشربينـي - رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين عصام علي أبو العلا ومحمود محمد زيدان، الرئيسين بمحكمة استئناف القاهرة، وبحضور حسين عامـر - وكيل النيابة، وأمانة سر ممدوح عبد الرشيد.

الإفساد في الأرض   

قالت المحكمة فى حيثيات حكمها إن الله أمرنا بعبادته والجهاد في سبيله، ولكنه شدد على أن يكون ذلك عن علم وتدبر واع، وبصر وبصيرة صادقة، ونية خالصة لله عز وجل، وبعد الوقوف الصحيح على أحكام ما أمر الله به وما نهى عنه، حتى لا يٌترك المجال لكل من تسول له نفسه أن يعيث في الأرض فساداً ويدعي أن ذلك جهاداً، ولكن كان درب المتهمين الذين اتخذوا من لفظ الجهاد في سبيل الله ذريعة لقتل الابرياء بزعم كفرهم، ونسوا أو تناسوا قول رسول الله (ص) «أيما امرئ قال لأخيه ياكافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه» فهل تربوا فى أحضان أئمة العلم وفقهاء الدين الذين لا يشق لهم غبار حتى يملكون الحكم على غيرهم بالمرتد؟، أم أنهم يدخرون قسطاً من العلوم الشرعية يؤهلهم للقول الفصل في هذا الشأن؟، حال تراهم بين عامل زراعي وجزار وطالب وأخر حاصل على بكالوريوس تربية رياضية، فلا منهم بالأزهري، أو المتفقه في أصول الدين، أو المشهود له بالكفاءة في هذا المجال، أو حامل للشريعة وعلوم الدين.

ظلام البصيرة   

وأضافت الحيثيات: المتهمين كانوا مجرد أدوات فى أيدي من أرادوا خراب هذه الأمة ودمار شعبها، فباؤوا بضباب الفكر وضلال العقل وظلام البصيرة، وراحوا يُقتِلون حراسها والقائمين على أمنها وحفظ النظام بها من رجال القوات المسلحة والشرطة، حتى تشيع الفوضى في ربوعها، ويستهدفون أبناء الطائفة المسيحية ليشعلوا نار الفتنة بين أبنائها، وسخروا لذلك الضالين من أهلها ليكونوا يدهم التي يُبطشون بها، بعد أن ملكوا عقولهم وغذوها بمغلوط القول، حتى باتت عقيدتهم الراسخة أن كل من رجال الجيش والشرطة والأقباط المصريين هم جميعاً مرتدون وجزاؤهم القتل كونهم لا يُطبقون شرع الله، وغفلوا عمن هم أولى بمبادرتهم بالجهاد من الذين جهروا بشِركِهم، وأعلنوا عصيانهم عن الطاعة والعبادة، وأحلوا ما حرم الله، وأفشوا الفسق والرذيلة بينهم، ألم يعلمونهم..أم زاغت عنهم الأبصار، كلا.. ولكنها الغفلة التي غشت عقول المتهمين فظنوا أنهم ومن يتبعون من جماعة داعش أنهم حماة الدين، وأنهم على الحق المبين.

العيش في الصحراء   

فترك الرجال معيشتهم وبيوتهم وفزعوا للعيش في الصحراء مطاردين مشردين، وعن وطنهم مُغرَبين، حيث تسللوا عبر الحدود الجنوبية ليستقروا فيها، وأتبعتهن المتهمات من النساء أصحاب ذات الفكر والعقيدة، فسافرن إليهم متسللين عبر الحدود الجنوبية حتى وصلوا مستقرهم وتزوجن منهم ليُعينوهم على عيش المجاهدين، وبذلك يكون المتهمون من الرجال قد جاهدوا بالسلاح وتكن المتهمات من النساء -عدا التاسعة والعاشرةـ قد جاهدن بالنكاح.

مجموعات داعش    

وأكدت الحيثيات أن الإرهابى الأول «عزت محمد حسن حسين» وشهرته «عزت الأحمر» والذى يتخذ اسماً حركياً «أبو محمد» قد اقتنع بأفكار تنظيم داعش القائمة على تكفير الحاكم بدعوي عدم تطبيق الشريعة الإسلامية ووجوب الخروج عليه ضم إليها عناصر تعتنق ذات أفكار التنظيم وسبق لهم المشاركة في حقول الجهاد بسوريا وشمال سيناء، وقد قسم أعضاء تلك الجماعة إلى مجموعات:- الأولى  يضطلع أعضائها برصد وجمع المعلومات عن الأهداف التي يجري استهدافها، ومجموعة أخرى لتصنيع العبوات المفرقعة، وثالثة لتأمين المعسكرات، ورابعة لتنفيذ العمليات العدائية في مواجهة الاهداف التي يتم رصدها، وقد اضطلع بإعداد عناصر تلك المجموعة فكرياً من خلال إمدادهم بكتب ومطبوعات تكفيرية لترسيخ فكر تنظيم داعش لديهم وكذا إمدادهم بمقاطع وإصدارات إليكترونية لترسيخ عقيدة القتال لديهم وذلك من خلال عقد لقاءات بهم، وأنه في إطار إعداده لعناصر مجموعة التنفيذ عسكرياً تلقوا تدريبات بدنية لرفع قدراتهم القتالية وكذا تدريبهم على فك وتركيب واستخدام الأسلحة النارية وكيفية صناعة المفرقعات وكذا دورة فى الإسعافات الطبية لتضميد جراح من يصاب منهم بالعلميات العدائية.

الأسلحة النارية والذخائر     

أشارت الحيثيات إلى أن تلك المجموعة جري تمويلها بمعرفة المتهم الأول والذى وفر الأسلحة النارية والذخائر والمواد المستخدمة فى تصنيع العبوات حيث تحصل عليها من عناصر بجماعة ولاية سيناء، كما تواصل مع قيادات تنظيم داعش للاستعانة بهم في إمداد الجماعة التي اسسها بالأموال والأسلحة اللازمة لتنفيذ عملياتها العدائية في البلاد، وأن أعضاء تلك الجماعة قد اعتمدت في التنقل داخل البلاد على السيارات التي استولوا عليها بالإكراه الواقع على مستقليها، وقد استقرت في المناطق الصحراوية الكائنة بمحافظتي المنيا والفيوم والمتاخمة لطريق أسيوط الفرافرة واتخذت منها ملاذاً من الملاحقة الأمنية ومقرات لهم ونقاط انطلاق لتنفيذ عملياتهم العدائية، وأن من العمليات التي اضطلع أعضاء هذه المجموعة بتنفيذها استهداف حافلتين يستقلها مجموعة من أبناء الطائفة المسيحيين حال خروجهم من دير الأنبا صموئيل بمركز العدوة بمحافظة المنيا، وذلك بعد أن اضطلعت مجموعة الرصد برصد زائري الدير، وتحديد أماكن ومواقيت الذهاب والرواح.