علي أمين يعاقب تنابلة السلطان.. ودرس في الأمانة الصحفية

الكاتب الصحفي الكبير علي أمين
الكاتب الصحفي الكبير علي أمين

كان الكاتب الصحفي الكبير علي أمين دائما ما يقول لتلاميذه إن المكتب ليس مكان الصحفي، والتليفون لايمكن أن يكون وسيلة الاتصال بين الصحفي ومصدر اخباره.

لابد أن يخرج الصحفي إلى الشارع وأن يتصل بالناس، وأن يبحث عن مشاكلهم، وأن يقابل الوزراء وينقل اليهم شكاوى الجماهير.

ويؤكد أن الصحفيين القاعدين القرفصاء هم "تنابلة السلطان" ولا مكان في الصحافة للذين يجلسون وراء مكاتبهم، فالصحفي هو الذي يجري وراء الحوادث والأخبار بحثا عن الحقيقة، ويقوم بدور المخبر والمحقق والمحامي، هذه هي الصحافة.

 

السطور التالية تروي واقعة أراد الكاتب على امين من خلالها أن يعاقب تنابلة السلطان، ويعطيهم درسا في الأمانة الصحفية كما نشرته جريدة الحوادث عام ١٩٩٢.

 

حيث شكا بعض الزملاء بقسم الحوادث أن رئيس القسم ومساعده "يفبركان" الحوادث، وأراد على أمين أن يعرف ويتأكد بنفسه من صدق هذا الاتهام الخطير.

 

على الفور قام باستدعاء رئيس القسم ومساعده، وماكاد أن يراهما حتى بادرهما بالقول في عصبية، انتم في مكاتبهم والحوادث تقع ولا تعلمون شيئا عنها، هناك سفير دولة عربية شقيقة لقي مصرعه في حادث تصادم على الطريق الصحراوي، وأريد تفاصيل الحادث فورا.

 

قال له رئيس القسم بسرعة.. في جيبي الحادث كله ياعلي بيه، أنا مش عايزه في جيبك.. انا عايزه في الاخبار غدا.

وخرج رئيس القسم ومساعده، واصطحبوا مصور صحفي وانطلقوا بسيارة الأخبار إلى الطريق الصحراوي يبحثون عن الحادث.

 

أين سيارة السفير التي تحطمت.. أين الجثة؟

ولم يجدوا شيئا ومضوا في طريقهم إلى الإسكندرية فلا حوادث ولا جثث ولا شيء على الإطلاق.

 

وفجأة طلب رئيس القسم من مساعده أن يستلقي على الارض ثم جاء بصحف قديمة غطى بها جسمه كله، ثم طلب من المصور أن يلتقط عدة صور له وهو راقد على الأرض ومغطى بالجرائد، على أنها جثة السفير الذي مات في الحادث.

 

وعادوا بسرعة إلى الأستاذ على أمين وقدموا له نتيجة التحقيق الذي بذلوا فيه مجهودا كبيرا.

 

طلب منهم الجلوس، ثم امسك بسماعة التليفون ودار حديث بينه وبين احد الاشخاص، وعندما انتهى الحديث وضع السماعة وقال لهم هل تعلمون من الذي كنت أحدثه أنه السفير الذي مات في حادث التصادم.

 

وأمسك بكلمة وكتب قرارًا بفصلهم من اخبار اليوم، وخرجوا من مكتبه يبكون.

 

لكن لم تمض ٢٤ ساعة حتى رق قلب على امين، وطلب أن يعودوا إلى عملهم وأوضح لهم بأنه كان يعطيهم درسا في الأمانة الصحفية.

 

مركز معلومات أخبار اليوم