«أم الكلاب» قصة قصيرة للكاتب ناصر صلاح‎

 ناصر صلاح
ناصر صلاح


فور وفاة والدهم.. تفاقمت الخلافات بين زوجاتهم.. وأصرت كل واحدة منهن على الفصل وأن يكون لها شقة بمفردها.

اجتهد الأبناء في إقناع والدتهم - التائهة عن الدنيا منذ فراق زوجها - ببيع المنزل الكبير وشراء شقة لكل منهم منعا لوصول الخلافات إلى التفرقة بين الأخوة.. على وعد منهم بشراء شقه لها والقيام بخدمتها والعمل على راحتها يوميا.

 

بعد إتمام البيع تراجعوا عن وعدهم بحجة أنه من الأفضل أن تكون قريبة منهم دائما واقترحوا أن توزع إقامتها بينهم كل عشرة أيام.

لم تتحمل ألسنة الزوجات المرة وتعكير وجوههن في حضورها رغم أنها تصرف المعاش الضئيل على الأحفاد.

بعد إحدى الإهانات أمام ابنها الكبير الذي لم يحرك ساكنا لأجلها، خرجت بلا عودة هائمة.

 

احتمت بأحد الكباري من البرد والمطر وقسوة الأبناء.. ظلت شهورا تتوضأ صباحا بالمسجد المقابل وتعود لجنتها تحت الكوبري تتناول لقيمات بسيطة من وجبتها اليومية التي خصصها لها صاحب المطعم المقابل وتمنح الباقي للكلاب التي اعتادت التواجد حولها ثم تعود لصلاتها وأذكارها في حراستهم.

أخيرا يا امّا لقيتك تعبنا في البحث عنك لولا ولاد الحلال.. لم ترفع عينيها عن مسبحتها في حين أخذت الكلاب وضع الاستعداد للدفاع عنها.

يامّا لو مش مرتاحة معانا تعالي ندخلك دار مسنين أكرم لينا وليك من رمية الشوارع.

رفعت عينيها الدامعتين.. عندهم حق يسموني أم الكلاب.. قبل أن تكمل فر مذعورا من هجوم الأبناء الغاضبين لأمهم.