أوزباكستان.. محور التغيرات الجيوسياسية بين الشرق والغرب

أوزباكستان.. محور التغيرات الجيوسياسية بين الشرق والغرب
أوزباكستان.. محور التغيرات الجيوسياسية بين الشرق والغرب

بهدوء اختار المواطنون الأوزبك الاستقرار واستكمال خارطة طريق الإصلاح التى وافقوا عليها خلال الاستفتاء على التعديلات الدستورية نهاية أبريل الماضى بأغلبية بلغت 90.21٪ من إجمالى 16 مليونا و673 ألفا و189 شخصا أدلوا بأصواتهم.. تضمنت التعديلات الدستورية الأخيرة إصلاح جميع المؤسسات الحكومية وإحداث توازن بين مختلف الجهات الحكومية، وتحديد مهاما سياسية واجتماعية واقتصادية جديدة عاجلة للرئيس والبرلمان والحكومة والوزراء ورؤساء الأقاليم.

وعقب الموافقة على التعديلات الدستورية دعا الرئيس الأوزبكى شوكت ميرضيائيف لانتخابات رئاسية مبكرة تقدم لها ثلاثة مرشحين عن أحزاب مختلفة إلى جانب الرئيس الحالى.. وأسفرت نتيجة الانتخابات التى أجريت الأحد الماضى عن فوز الرئيس الحالى شوكت ميرضيائيف بأغلبية كبيرة حيث حصل على 13.625 مليون صوت من أصل 15.6 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم بنسبة بلغت 87.05٪.. الانتخابات أجريت فى 10784 لجنة اقتراع داخل أوزباكستان بالإضافة لتصويت المواطنين الأوزبك فى 56 دولة فى الخارج، وبلغ عدد من لهم حق التصويت فى الانتخابات الرئاسية 19.8 مليون ناخب أوزبكى.

اقرأ ايضاً|أوروبا تواجه موجة حر شديدة والسلطات ترفع «الإنذارات الحمراء»..


استقلت أوزباكستان عن الاتحاد عام 1991 وكان إسلام كريموف أول رئيس لها عقب الاستقلال والذى اتخذ خطوات عديدة لإعادة بناء دولته وإقامة علاقات دبلوماسية متعددة لتصبح أوزباكستان -أكبر دول آسيا الوسطى من حيث عدد السكان حوالى 35 مليون مواطن- عضوا كامل الحقوق فى

الأمم المتحدة وغيرها من الهيئات الدولية الأخرى.. وبإعلان نتائج الانتخابات الرئاسية المبكرة تكون تمت أول خطوة فى خارطة الطريق التى أقرها الشعب الأوزبكى بموافقته على التعديلات الدستورية.. لتبدأ أوزباكستان عهدا جديدا من الإصلاح المجتمعى والاقتصادى.. ويمكنك أثناء السير فى شوارع العاصمة الحالية طشقند، أو العاصمة التاريخية للبلاد سمرقند أن ترى أدوات وسقالات البناء منتشرة فى أماكن متفرقة لوضع قواعد عدد من المشروعات المختلفة فى واحدة من أهم دول آسيا الوسطى وفقا لموقعها الجغرافى المميز على طريق الحرير والذى يجعل دورها محوريا فى العديد من التغيرات الجيوسياسية التى تشهدها هذه المنطقة من العالم حاليا.. وهو الموقع الذى يدفع كلا من الغرب والشرق لإقامة علاقات مختلفة وعقد شراكات متنوعة مع دول آسيا الوسطى ومنها أوزباكستان.


وفى سياق مختلف عن الجهود المبذولة على طريق الإصلاحات الاقتصادية والمجتمعية، تتمتع أوزبكستان بحضارتها وثقافتها المميزة على مستوى الفنون، والتراث الشعبى، والآثار التى خلفها تيمور لنك وأبنائه تحديدا فى مدينة سمرقند، وأشهرها مسجد بيبى خانوم زوجة إحدى زوجات تيمور لنك، وبالقرب منه ساحة ريجستان.. العلاقات المصرية الأوزبكية قديمة حيث تعد مصر أول دولة عربية تعترف باستقلال أوزبكستان عام 1991، وتم افتتاح السفارة المصرية فى طشقند عام 1993، واتخذت العلاقات منحى أكثر تطورا بعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لأوزباكستان فى 2018 كأول زيارة لرئيس مصرى، وخلال زيارة الرئيس الأوزبكى شوكت ميرضيائيف إلى مصر فبراير الماضى تم توقيع عدد من الاتفاقيات المشتركة بين البلدين.