شريان أغرق الإخوان| 30 يونيو أنقذت القناة من البيع والتقسيم تحت مسمى «الإقليم»

قناة السويس فى عيون «قباطنة» العالم

جوران ليوسيس - هارشران برار - موديت شارما - سوليفيان ديبراى
جوران ليوسيس - هارشران برار - موديت شارما - سوليفيان ديبراى

الربان موديت شارما: تلعب دورًا حيويًا فى الاقتصاد العالمى
جوران ليوسيس: تطوير القطاع الجنوبى الجديد يزيد معدلات الأمان
سوليفيان ديبراى: الازدواج ساهم فى تقصير مدة الملاحة البحرية
هارشران برار: السفن العملاقة يمكنها العبور بسهولة ويسر

كارت أحمر رفعته قناة السويس فى وجه جماعة الإخوان المسلمين منذ أن فكرت تلك الجماعة فى السيطرة عليها وبيعها للأجانب تحت مسمى الإقليم لتعلن القناة للعالم أجمع بأنها ملك فقط للشعب المصرى وهو الذى يتحكم فى مصيرها وصاحب الكلمة العليا بشأنها واليد القوية فى إدارتها..

وتعلن أيضا شهادة وفاة الإخوان المسلمين الذين سمحوا لأنفسهم بالتفريط فى أرض الوطن الغالى «مصر»..

وكانت ثورة 30 يونيو هى البوتقة التى انصهرت وتبخرت فيها أحلام الإخوان المسلمين حول قناة السويس لتعلن تلك الثورة المجيدة انتهاء عصر كان بمثابة ظرف استثنائى فى تاريخ الوطن لن يتكرر مرة أخرى..

لتتوالى الإنجازات بعد تلك الثورة فى هذا المرفق الحيوى الذى يدر مليارات الدولارات للدخل القومى المصرى، بدأت هذه الإنجازات بحفر قناة السويس الجديدة عام 2015 واكتتاب المصريين شهادات لحفرها ثم تحقيق طفرة فى المجرى الملاحى والأسطول البحرى لقناة السويس وإنشاء أنفاق جديدة أسفلها لربط الوادى بسيناء وكذلك إنشاء مزارع سمكية جديدة ومدن سكنية على ضفتيها وتطوير القطاع الجنوبى لإتمام الازدواج الكامل للقناة..

«الأخبار» تطرح عبر هذا الملف رؤيتين لقناة السويس إحداهما كانت بمثابة الخيانة فى زمن الإخوان المسلمين والأخرى كانت بمثابة الانتماء للوطن فى زمن الرئيس عبد الفتاح السيسى.

كيف يرى العالم قناة السويس؟ وإلى أى مدى تلعب دورا حيويا فى الاقتصاد العالمى؟ وهل التطويرات الجديدة التى تشهدها مؤخرا بعد تطوير القطاع الجنوبى لها فائدة؟.. أسئلة كثيرة حاولنا الإجابة عنها من خلال قباطنة العالم الذين يعبرون قناة السويس، فهم من يملكون الشهادة بحق فى تلك القناة وهذا الشريان الحيوى.
يقول الربان موديت شارما: أود فى المقام الأول أن أتقدم بخالص التقدير للمرشدين وإدارة الهيئة التى تعمل على تيسير عبورنا للقناة، وكلنا نعلم أن حركة التجارة العالمية تمر عبر قناة السويس، فالقناة تلعب دورا حيويا فى الاقتصاد العالمى، وبالطبع دوما هناك معيار مهم عند عبور القنوات الملاحية مثل قناة السويس أو قناة بنما أو قناة كييل أو أى قناة أخرى إلا وهو التأكد من معايير الأمان.
ويضيف شارما: إن توافر معايير الأمان ينعكس إيجابا على زيادة القدرة الاستيعابية للقطاع الجنوبى من قناة السويس، فى استقبال عدد أكبر من السفن العابرة هناك، وهو أمر مهم للغاية فتطوير القطاع الجنوبى سيمكن تيسير حركة الملاحة فى الإتجاهين فى آن واحد، وهذا يعنى أنه حال حدوث أى موقف طارئ فى المجرى الملاحى الحالى، سيصبح بالإمكان استخدام المجرى الملاحى الجديد دون الحاجة للتوقف أثناء عبور القناة.
تعزيز القدرات
ويشير إلى أن توسعة القناة بمقدار 40 مترا إلى الشرق سينعكس إيجابا على قدرة القناة من حيث استقبال المزيد من السفن العابرة ذات العرض الكبيرة، وهو ما سيسهم فى تعزيز القدرات الاستيعابية للقناة من حيث حجم البضائع العابرة
من جانبه يقول الربان جوران ليوسيس: من واقع خبرتى فى عبور قناة السويس، نحظى دوما بمرشدين من ذوى الخبرة ويدركون ما يفعلونه بالطبع كونهم يتمتعون بخبرات كبيرة فى القيام بإرشاد السفن يوميا عبر القناة.
ويضيف ليوسيس: لقد سمعنا مؤخرا عن المشروع الجديد فى قناة السويس وهو تطوير القطاع الجنوبى الذى يبدأ من العلامة 122 وحتى 132 بغرض تنفيذ ازدواج المجرى الملاحى، وبطبيعة الحال يهدف هذا المشروع لتعزيز معدلات الأمان حال حدوث خطأ ما فى القناة أو وقوع أى حدث غير مرغوب فيه، وهنا يأتى دور المرحلة الثانية من تطور القطاع الجنوبى من الكيلو 132 وحتى الكيلو 162، وبالتالى فإن هذه التوسعة وتعميق هذا القطاع من القناة سينعكس على تعزيز معدلات الأمان حيث ستتمكن السفن من المناورة خاصة وأن هذا القطاع من القناة يتسم بالتيارات البحرية القوية، ومع توسعة القناة ستقل سرعة التيارات وسيقل أيضا تأثير الضفة على السفن العابرة، وبالتالى مشروع التوسعة سيسهم فى الحد من سرعة التيارات البحرية وسيجعل عبور القناة أكثر أمانا.
ويشير إلى أن هذه المشروعات ستمنحنى بصفتى ربان المزيد من الراحة والأمان، فإذا نظرنا إلى انعكاس مشروع التطوير على معدلات الأمان الملاحى، فسوف يمنحنا هذا التطوير المزيد من الراحة حتى لا نكون أكثر توترا أثناء متابعة التيارات البحرية خلال العبور.
تقليل الوقت
ويقول الربان سوليفيان ديبراى: أعبر القناة منذ سنوات عديدة، حيث أعمل فى البحر منذ ما يزيد عن 30 عاما، ومع الترقى فى عملى بدأت فى عبور قناة السويس ومنذ ذلك الحين تغيرت القناة كثيرا، فقد كان عبور القناة يستغرق وقتا طويلا آنذاك، أما الآن فأصبحت مدة العبور أقصر، ويعد ازدواج المجرى الملاحى فى منطقة البحيرات المرة الصغرى أمرا جيدا بالنسبة لنا، فقد أسهم هذا الازدواج فى تقليل الوقت الذى نقضيه فى القناة، مشيرا أنه مع زيادة حجم السفن تزداد صعوبة عبور القناة بهذا النوع من السفن العملاقة على وجه الخصوص، لذا فالعمل على توسيع القناة هو أمر جيد بالنسبة لنا، وكلما ازداد عرض القناة يصبح الأمر أفضل لنا، وكذلك كلما ازداد العمق يصبح عبور القناة أكثر أمانا
ويضيف ديبراى: لدى أمل فى المستقبل القريب أن أعبر قناة السويس مرة أخرى بعد انتهاء مشروع تطوير القطاع الجنوبى وتعزيز معدات السلامة البحرية حتى يتسنى لنا الاستفادة من التحسينات التى طرأت على المجرى الملاحى بفضل تطوير القطاع الجنوبى.
خفض التيارات
من جانبه يقول الربان هارشران برار: على مدى مسيرتى المهنية عاصرت كافة التغييرات التى طرأت على قناة السويس منذ أن كانت قناة ملاحية واحدة ومن ثم ازدواج القناة «قناة السويس الجديدة» وبالتالى فقد مر المجرى الملاحى بتغييرات كثيرة.
ويضيف برار: لقد شعرت بسعادة بالغة منذ أن علمت بأن هناك خطة لتعميق وتوسعة القطاع الجنوبى بما يسهم فى تيسير عبور السفن فضلا عن الحد من تأثير التيارات البحرية بما يتيح للسفن العملاقة عبور القناة بسهولة ويسر، فكما نرى أحجام السفن فى زيادة مستمرة وبالتالى تطوير القناة يجعل عبور هذه السفن أمرا يسيرا بما يدفع بعجلة الاقتصاد العالمى بشكل عام، ومن واقع عملى كبحار أشعر بالرضا فيما يتعلق بمشروع تطوير القطاع الجنوبى، فالمناورة داخل القناة ستصبح سهلة جدا.