لم يعد التعليم العابر للحدود مجرد أداة من أدوات سد الطلب المتزايد فى مختلف الدول على التعليم العالى ، بل تحول إلى عنصر مهم يمثل قيمة مضافة للاقتصاد ومركزا للتواصل بين الدول، وتمثل عائداته قوة اقتصادية كبيرة لدولة مثل بريطانيا باعتبارها احدى الدول الرائدة فى استضافة خدمات التعليم العالى معتمدة على تاريخها العريق وتقدمها الكبير فى هذا المجال ، ويتيح التعليم العالى العابر للحدود فرص الحصول على مؤهلات أجنبية من جامعات مرموقة تعزز فرص الخريجين فى المنافسة فى سوق العمل الدولى ، وبمصروفات اقل من السفر للدراسة فى الجامعة الأم .
ما بين العاصمة الإنجليزية لندن و بين العاصمة الاسكتلندية أدنبره ، وحرصًا على تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بعقد شراكات وتوأمات بين الجامعات المصرية والأجنبية المصنفة عالميًا، ، نجحت جهود جامعة سيناء وجامعة العاصمة الدولية فى توقيع اتفاقيات تمثل أكبر تعاون مصرى إنجليزى فى مجال التعليم العالى.
ووقع محمود راتب نائب رئيس مجلس أمناء جامعة سيناء وجامعة العاصمة الدولية «تحت التأسيس»، والسير بول جريس رئيس جامعه كوين مارجريت ود. نعومى جرهام نائب رئيس جامعه إدنبرة نابيير، اتفاقيات تعاون بين جامعتى سيناء والعاصمة الدولية وجامعتى إدنبرة نابير وكوين مارجريت بدولة اسكتلندا، ويعد هذا التعاون الأكبر بين مصر وإنجلترا فى مجال التعليم العالى فى سابقة هى الأولى فى تاريخ العلاقات بين مصر واسكتلندا فى مجال التعليم العالي، وبموجب هذا البروتوكول تمنح الجامعتين كافة درجاتهم العلمية للطلاب فى مصر بالإضافة إلى إتاحة تدريس مناهجهم.
وتأتى الاتفاقيات ضمن خطة مجموعة سما التعليمية لإتاحة تعليم متميز بالجامعات والمؤسسات التابعة لها عن طريق فتح فروع جامعات أجنبية بالعاصمة الإدارية ومنح خريجى جامعة سيناء درجة بكالوريوس من جامعة إنجليزية متميزة حيث وافقت الجامعات على منح كامل برامجهم فى مصر.
شهد توقيع البروتوكول الدؤوبة فى عملها د. رشا كمال، المشرف على المكتب الثقافى بانجلترا وايرلندا ، ود. سوزان بيرد، رئيس قطاع التعليم الدولى والعلوم بالحكومة الاسكتلندية، د. حاتم البلك، رئيس جامعة سيناء، ومحمود كحيل المسئول عن العلاقات الدولية بجامعتى سيناء والعاصمة الدولية، ومن الجانب الإنجليزى د. ريتشارد بات، نائب رئيس جامعة كوين مارجريت، ومارتن هوب المسؤول على التعليم العالى والعلوم بالمكاتب الثقافية لانجلترا بالعالم ونورا كامبل مدير بالمكتب الثقافى باسكتلندا.
وعقب التوقيع، أجرى وفد جامعة سيناء والعاصمة الدولية زيارة إلى جامعة جلاسكو كالدونين والتى سبق توقيع بروتوكول تعاون مع الجامعتين، وزيارة جامعة إدنبره نابيير، وجامعة كوين مارجريت.
وأكدت د. رشا كمال، اهتمام القيادة السياسية و د. أيمن عاشور وزير التعليم العالى بالاستثمار فى التعليم العالى لمواكبة الطلب المتزايد على التعليم العالى نتيجة الزيادة السكانية الكبيرة ، واضافت أن الحكومة المصرية تنظر للتعليم العالى كمفتاح للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتسعى لتأكيد مكانتها كمركز إقليمى للتعليم العالى فى المنطقة، وأشارت إلى أهمية دور رجال الأعمال باعتبارهم من الشُركاء الأساسيين فى عملية الاستثمار بالتعليم ومشاركة الحكومة فى الاستثمار فى التعليم العالي.
واكد محمود راتب نائب رئيس مجلس امناء جامعة سيناء إن مجموعة سما التعليمية على مدار عقود قامت بدور تنموى فى سيناء عبر العديد من الأصعدة شملت العمران وتوفير العلاج لألاف من أهالى سيناء مجانا وتوفير منح دراسية تعليمية بالملايين سنويا مما يساعد على تخريج الآلاف قادرين على المنافسة فى سوق العمل محليًا ودوليا.
وأكد راتب أن جامعة سيناء تضع الطلاب على رأس أولوياتها بدءًا من توفير إمكانيات مادية وبشرية على أعلى مستوى وكان لجامعة سيناء السبق على مستوى الجامعات الخاصة فى مصر فى استخدام الحلول الذكية والتكنولوجيا بمقر الجامعة وقامت مجموعة سما التعليمية بوضع خطة استراتيجية تعتمد على الاستفادة من الخبرات العالمية والتعاون الدولى لتوفير تعليم متميز بجامعتى سيناء والعاصمة الدولية.
وفى سياق متصل، أوضح د. محمود كحيل، مستشار التعاون الدولى لجامعتى سيناء والعاصمة الدولية، إن التعاون بين مجموعة سما التعليمية وعدد من الجامعات الإنجليزية يشمل جميع التخصصات فى مرحلتى البكالوريوس والدراسات العليا حيث وافقت الجامعات على فتح فروع ومنح كامل برامجهم فى مصر وهذا التعاون يعتبر الأكبر فى تاريخ العلاقات بين مصر وإنجلترا فى التعليم العالي.
من جهتها، أكدت سوزان بيرد، رئيس قطاع التعليم الدولى بالحكومة الاسكتلندية، على دعم حكومة بلادها العلاقات الثنائية مع مصر خصوصا فى مجال التعليم العالى والعمل على حث الجامعات على التعاون دوليا خصوصًا أن الجامعات الاسكتلندية تحتل مراكز مرموقة بالتصنيفات الدولية.
وفى نفس السياق، قال مارتن هوب المسؤول عن التعليم العالى والعلوم بالمكاتب الثقافية بإنجلترا، إن نحو 3 ألاف طالب وطالبة من مصر يدرسون بالجامعات الإنجليزية كل سنة، مؤكدا على توفير الدعم للجامعات الإنجليزية لمنح برامجها عالميا مما يسهل على الطلاب فى مصر الحصول على نفس الشهادة دون الحاجة إلى السفر.
