فحم الجازورين الأفضل.. والأطباء ينصحون بــ«القُرَم الخشبية»

«مستلزمات الشوي».. تجذب الزبائن بأسعار مخفضة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

■ كتبت: علا نافع

مع ارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام، اضطر أصحاب محلات بيع «السكاكين والشوايات والقرم الخشبية والفحم» إلى خفض أسعار بضائعهم لاستقطاب الزبائن، فلا يهمهم الفوز بمكاسب كبيرة بل يكفى القدرة على دفع أجرة العمالة واقتناص مكاسب معقولة، ففى هذا الموسم تنشط ورش صناعة الشوايات الحديدية والصاج، وسن السكاكين القديمة استعدادًا لذبح الأضاحي، وكذلك بائعو الفحم، يزيدون من عدد ساعات عملهم ويستغل بعضهم مواقع التواصل الاجتماعى لعرض بضاعته، يأملون أن تنشط حركة البيع قبل العيد، وأغلبهم خصص عامل دليفرى لتوصيل المنتجات للمنازل مجانًا.

يقف عماد على مدخل محله الخاص ببيع شوايات الفحم والأسياخ الحديدية فى حارة النحاسين بالدرب الأحمر، يتلفت يمينًا ويسارًا منتظرًا الزبائن، فالحارة تكاد تكون خالية من حركة المارة اللهم إلا بعض ربات البيوت اللواتى جئن يسألن عن أسعار المنتجات دون شراء، فهذا العام ارتفعت أسعار الأضاحي بشكل كبير بحسب تصريحات رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية، ورغم ذلك قرر أصحاب المحلات فى الحارة خفض أسعار بضائعهم علهم يحققون مكسبًا يكفيهم لسداد أسعار معروضاتهم.

ويحرص عماد على رص أسياخ الكفتة الحديدية والصاجات بمختلف أحجامها فى واجهة محله مناديًا بصوت عال: «ضحى واشوي، وأطعم الغلبان». ويقول: أثر ارتفاع أسعار اللحوم على تجارة مستلزماتها من أدوات الشي والأسياخ، فقل الطلب عليها رغم أن أغلب المحلات خفضت الأسعار، ففى العام الماضى كان سعر الشواية متوسطة الحجم 110 جنيهات وحاليًا بـ90 جنيهًا، وأسياخ الكفتة يتراوح سعرها بين 7 و10 جنيهات، أما الشواية الفاخرة المصنوعة من الاستانلس المقوى فوصل سعرها لـ600 جنيه.

◄ الهوّايات اليدوية
وعلى مقربة منه، يجلس صالح فى محله الصغير ممسكًا بواحدة من الهوّايات الريش ذات الألوان الجذابة، يتأمل فن صناعتها داعيًا الله أن يرزقه بالزبائن، ويقول: لا شك أن هذا العام يعد تحديًا كبيرًا لنا خاصة مع ركود سوق اللحم ومستلزماته، فحالة البيع والشراء تأثرت رغم انخفاض سعر الهوّايات اليدوية، فالواحدة يتراوح سعرها بين 30 و40 جنيهًا وتصنع من ريش النعام والأوز، وتبدأ ورش صناعة الشوايات فى عملها بعد عيد الفطر مباشرة وحتى رابع أيام عيد الأضحى ورغم حالة الركود فى هذا الموسم فإن بعض المواد الخام ارتفع سعرها مثل «التيلر» المستخدم فى طلاء الشوايات، حيث يتم استيراده من الخارج.

◄ القرم الخشبية
وفى منطقة بوابة المتولى تتناثر ورش تصنيع القرم الخشبية المخصصة لتقطيع اللحوم، تتنوع بين أخشاب السنط واللبخ والفيكس والكيا، وأغلبها يجلب من محافظات الوجه البحرى. يقول محمد أسامة يونس صاحب ورشة للقرم الخشبية: ورشتنا واحدة من أقدم الورش، إذ نعمل فى تلك المهنة منذ أكثر من 120 عامًا، فالقرمة معروفة بكونها صحية فالخشب لايتفاعل مع الدماء أو أنسجة اللحم، ما جعل الأطباء ينصحون باستخدامها بدلًا من القطاعات البلاستيكية، مشيرًا إلى أن القرم يتم تشكيلها بحسب مقاس الخشب ووزنه، فالقرمة التى تزن 200 كجم سعرها بين 4000 و4500 جنيه، أما القرمة القطاعى فيتراوح سعرها بين 80 و120 جنيهًا.

ويوضح: هذا الموسم ضعيف، فارتفاع أسعار الأضاحى جعلنا نقلل إنتاجنا من القرم ونستبدلها بصناعة «الهون والأطباق الخشبية»، ففى العام الماضى كنا نصنع مئات القرم كى نبيعها للجزارين ومحلات الكباب لكن هذا العام اقتصرت على محلات الأسماك وبيع الدجاج، موضحًا أن صناعة القرم تبدأ بتقطيع الخشب ثم مرورها على المنشار للحصول على شكلها المتساوى، وأخيرًا يتم تركيب أرجل لها بعد خرطها على المخرطة.

ويرى ناصر الجبّار أحد باعة السكاكين أن الإقبال بات على سن السكاكين القديمة فقط دون شراء جديد، فالسكاكين تتنوع بين «الخنصر» وهى السكين صغيرة الحجم المستخدمة فى تشفية الأضحية من الجلد. أما الساطور الكبير فيستخدم فى تكسير العظام الصلبة، كذلك السكين الخوجة متوسطة الحجم المستخدمة فى سلخ رؤوس الماشية وأرجلها، والأسعار تختلف حسب الجودة والحجم.

◄ الماس الأسود
فى محل عتيق بحارة قديمة يقف أبو سريع مرتديًا جلبابًا بلديًا باليا ممسكًا بأجولة الفحم كى يبدأ فى رصها، لا يعبأ بغباره الأسود المتطاير، يعاونه بيومى منذ أكثر من أربعين عامًا فقد سطر الزمن تقلباته على وجهيهما، يبدآن فى وزن الفحم تمهيدًا لبيعه لمحلات الكباب والأسماك، ولكن تجارة «الماس الأسود» تدهورت هذا العام، حيث يقول: أسعار الفحم تتراوح بين 15 و25 جنيهًا للكيلو، وأفضل فحم للشواء هو الجازورين لتميزه بالصلابة وبقائه لمدة طويلة مشتعلًا ومتوهجًا، وهناك أنواع أخرى كالمانجو والبرتقال المستخدمة فى الكافيهات.