لن ننسى عام الرمادة

365 يومًا من الخوف والعنف وطوابير البنزين والخبز عاشها المصريون فى «إمارة الجماعة»

365 يومًا من الخوف والعنف وطوابير البنزين والخبز
365 يومًا من الخوف والعنف وطوابير البنزين والخبز

طوابير ممتدة للحصول على الخبز والبنزين، كهرباء منقطعة يوميًا عن المنازل، عنف خارج عن السيطرة، كلها أمور تشير إلى عام حكم الإخوان الإرهابى الذى اتسم بالفشل الذريع والركض وراء المصالح الشخصية دون النظر إلى مصلحة الدولة والمواطنين، إذ فشلت الجماعة فى توفير أبسط الاحتياجات الأساسية للمواطن، فظهرت الأزمات الاجتماعية الطاحنة بشكل غير مسبوق فى دولة بحجم وثقل مصر. لم تلتفت الجماعة الإرهابية إلى محاولة معالجة مشاكل الدولة، بل اتجهت لمحاولات أخونة الدولة والسيطرة على زمام الحكم لصالح خططهم ومطامعهم السياسية، والعمل على اختراق جميع المؤسسات، إلا أن محاولتهم باءت بالفشل بعد تصدى الشعب المصرى لهم، لتكون ثورة 30 يونيو بمثابة الكابوس الذى أنهى أحلامهم السوداء.


فشل الإخوان الذريع ناتج عن عدم قدرتهم على تغليب مصلحة الدولة على الجماعة، وبدلاً من حل الأزمات اتجهوا إلى تعليق فشلهم على أسباب مثيرة للسخرية مثل أزمة الكهرباء و أنها ناتجة عن “الولد اللى بينزل سكينة الكهربا” وإرجاع معظم المشاكل إلى “تخريب متعمد من فلول النظام السابق” وغيرها من التبريرات التى يختبئون خلفها، فى ظل عجزهم واتجاههم خلف مصالحهم وتحقيق أكبر استفادة ممكنة من الحكم.
القوى السياسية


قال سامح عيد، الباحث فى شئون جماعات الإسلام السياسى، والقيادى الإخوانى المنشق، إن الإخوان بعد وصولهم إلى الحكم فشلوا فى أن يمثلوا مصر بجميع أطيافها، وانقلبوا على كل القوى السياسية الأخرى من التيارات المدنية والليبرالية وحتى الجماعات الاسلامية الأخرى مثل السلفيين.
وتابع أن الإخوان فشلوا فى حكم الدولة بمنهج وفكر الجماعة، فاتجهوا إلى شق صف الوطن والقرارات الاستعلائية الاستبدادية مثل الإعلان الدستورى وغيره، بل حاولوا تكوين مليشيات إرهابية مسلحة لتأمين أفعالهم وتغطية فشلهم الذريع بالفكر المتطرف والاتجاه للحرب الأهلية، ولكن القوات المسلحة وأجهزة الأمن وقفت لهم بالمرصاد.
وأشار عيد إلى أن فشل الجماعة فى إدارة ملفات مهمة مثل الكهرباء والطاقة وتوفير المواد الأساسية للمعيشة يرجع إلى تغيير القيادات بأخرى تابعة لهم دون خبرة وكفاءة فخرجت الأمور عن السيطرة، لكنهم ظلوا يكابروا تحت مبدأ أنهم معصومون من الخطأ نظرًا لتربيتهم على فكرة الأمر والطاعة فقط.
وشدد على أن ثورة 30 يونيو خلصت البلاد من الحكم الأسود للجماعة الذى استمر عاما كاملا حاولوا فيه أخونة الدولة ومؤسساتها ولكن باقى مخططاتهم لم تنجح بفضل جهود الشرفاء ومحبين الوطن والشعب المصرى، لأنه فى حال استمرارهم فى الحكم كانت مصر ستدخل نفقا مظلما من العنف والفشل والإرهاب.
مفهوم الدولة


من جانبه، أكد إبراهيم ربيع، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان والخبير فى شئون التنظيمات المتطرفة، أن الجماعة لم يكن فى تفكيرها وأهدافها مصالح الدولة أو النجاح فى إدارتها والالتفات إلى احتياجات الشعب، بل كان هدفهم فقط الاستيلاء على الحكم وتحقيق مخططاتهم الدموية وتحويل نظام الحكم إلى أحادى مغلق قائم على السمع والطاعة، فهم لا يعرفون مفهوم الدولة ومؤسساتها.


وأضاف أن مفهوم الفشل معروف عن الإخوان على مدار تاريخها، ومن يعارض فشلهم يستخدمون ضده العنف والرصاص، وبالتالى ما حدث خلال تواجدهم بالحكم منطقى بأن نجد أزمات طاحنة دون حلول أو محاولة لمعالجتها، لأن ذلك ليس فى حسبانهم من الأساس، حتى أوقفهم الشعب فى 30 يونيو وأنهى حكمهم الأسود.