بدون تردد

محمد بركات يكتب: التاسع والعشرون من يونيو

محمد بركات
محمد بركات

فى هذا اليوم التاسع والعشرون من يونيو «2013» منذ عشرة أعوام، كانت مصر قد حزمت أمرها وقررت استعادة هويتها، والتخلص من أسر وتسلط حكم المرشد وجماعته، التى كانت قد تسلطت على البلاد بعد أن سطت على الحكم وقبضت على رقاب العباد، وآخذت فى الدفع بالدولة كلها فى غياهب التخلف وظلمات التطرف.

وكان الشعب قد طفح به الكيل من سوء ما تحمل وشدة ما عانى طوال عام كامل، على يد الطخمة الجاهلة التى وثبت على السلطة فى غفلة من الزمن، فى ظل الأعاصير والعواصف التى هبت على مصر واكتسحت المنطقة كلها بالعنف والفوضى غير الخلاقة، التى أعقبت احداث «يناير 2011».

كان الشعب فى مثل هذا اليوم منذ عشر سنوات، قد عقد العزم على الخروج الجمعى للملايين من أبناء مصر كلها، فى ثورة شعبية جارفة وغير مسبوقة فى تاريخ الأمم والشعوب للتعبير بإرادته الحرة، عن رفضه القاطع لاستمرار جماعة الأفك وعصبة التطرف فى حكم البلاد والسيطرة على مقاليد الأمور بها.

وإذا ما دققنا النظر فيما جرى وكان لوجدنا فيما قرره الشعب بحكمته التاريخية، فى هذه اللحظات الفاصلة من عمر الوطن، هو التعبير الصحيح عن الادراك الواعى بضرورة التحرك السريع والفاعل لإنقاذ الوطن من خاطفيه وإنقاذ الدولة من الضياع، بعد أن كادت تفقد كيانها وهويتها على ايدى الجماعة ومرشدها، وتتحول الى دولة فاشلة.

وفى مثل هذا اليوم منذ عشر سنوات شهد العالم كله إصرار شعب مصر على انقاذ وطنه ودولته، وشهد فى ذات الوقت الإنحياز الطبيعى والتلقائى لجيش مصر البطل لإرادة الشعب، وتأكيده الصارم على أن مهمته الأساسية هى الخضوع التام لإرادة الشعب، وتنفيذ هذه الإرادة.