«صباح الخير» قصيدة للشاعر محمد حلمي حامد

 محمد حلمي حامد
محمد حلمي حامد


 

 

 

إلى الكادحين صباح الشبع

صباح الحنان لكل وليد بكى أو رضع

صباح الكفاية حتى نلملم من راحتينا الوجع

سنسعى كما الطير منذ البكور

ونرتق أيامنا في سرور

ويدركنا الكد

نضحك في وجهه أو نثور

صباح الطعام إذا ما أتى لأكف الصغير

يزود به الحر عن عرضه ويقيم الضمير

صباح نزيه بلا واسطة

بغير سماسرة يصعدون مع الأسهم الهابطة

صباح الأمل

صباح العمل

صباح بغير نجوم ولا أشرطة

 

إلى العابرين فضول الكلام

صباح السلام

إلى الراكضين للقمة عيش بغير حرام

صباح إلى كل كف نبيلة

إلى عرق نازل في خميلة

 

صباح الطيور

تحلق تحت السحاب وفوق الشجر

تحب الحياة وتضرب منقارها في الحجر

وتلعب تحت السماء وتحت رذاذ المطر

صباح الشجيرات تغرز في الطين كل الجذور

 يغادرها الطير

تأبى مغادرة الأرض

حتى تزور القبور

وتعزق في الحقل تأكل بالطين حباته

 وتسد الثغور

 

صباح المآذن في كل حي تحوط الكنائس

 صباح الزغاريد ترقص حول العرائس

 صباح البراءات فوق العيون الكواحل

وفوق المجاديف

فوق المحاريث

فوق السنابل

وفوق المداخن فوق المناجل

والأعين الساهرة

تنام عيون الظلام

وتصحو لنا القاهرة

 

لنرقص ثانية في الحطام

لنرقص تحت تلال الغمام

أيا أمة عاشرت أمسها في الليالي الحرام

وقامت ونامت

تعيد القضايا

بنفس الوجوه ونفس الكلام

 سنحيا غدا يومه وضحاه

ونكتب في النور حرف النجاة

ونعبد ربا غفورا رحيما

 هو الله حي ونحن الحياة

 متى يدخل النور في منتهاه

 نشد إليه الرحال

بعينين فيها دموع الصلاة

 

صباح العناء

صباح الكرامة

دون مداهنة أو رياء

صباح يزود النجاسة عن أوجه الأبرياء

 

صباح نبيل بغير حرض

بغير سواد الهواجس يخفق في جانبيها المرض

 يخوض المنايا

بنفس عزيز ودون غرض