يُعَد يوم عرفات تاسع أيام شهر ذي الحجة، وهو من أفضل الأيام عند المسلمين إذ أنه أحد أيام العشر من ذي الحجة، فيه يقف الحُجّاج على جبل عرفة، حيث إن الوقوف بعرفة يُعَد أهم أركان الحج، ويقع جبل عرفة شرق مكة على الطريق الرابط بينها وبين الطائف بحوالي 22 كم، وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى و6 كيلو مترات من مزدلفة، وهو المشعر الوحيد الذي يقع خارج حدود الحرم.
وليوم عرفات مشاعر مقدسة ومميزة لدى المسلمين، وهو يوم مشهود، حيث تشهده الملائكة ويؤدي فيه الحجاج أحد أهم مناسك الحج، فتنزل بركات الله تعالى عليهم في هذا الموقف العظيم، فمع شروق شمس يوم التاسع من ذي الحجة يخرج الحجاج من منى متوجهين إلى عرفات للوقوف بها، ويعد الوقوف بعرفة أهم مناسك الحج لقول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم "الحج عرفة".
اقرأ أيضا: صور| لقضاء يوم التروية .. مواصلة تصيعد الحجاج لجبل عرفات
في ذات الإطار يقول دكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن في فضل يوم عرفات أنه قد صح عن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال يهبط ربنا إلى السماء الدنيا يوم عرفة "هبوطا ليس حسيا" بعد الزوال أى بعد الظهر، ويقول الله تعالى للملائكة: «يا ملائكتي هؤلاء عبادي جاءوني شعثًا غبرًا من كل فج عميق، يسألونني مغفرتي ويرجون رحمتي، ولو أن ذنوبهم كقطر المطر أو كزبد البحر أو كرمل الجبل لغفرتها لهم ولمن يشفعون لهم، أفيضو مغفورًا لكم».
وأهل عرفات هم فى أفضل مكان وزمان، ونحن خارج عرفات علينا أن ننشغل بالذكر والدعاء، ونحن "كل أمة الاسلام" داخل وخارج أرض عرفة نتشارك فى التكبير والتسبيح والتهليل والتلبية.
وعن أفضل الأعمال المستحبة في يوم عرفة أكد دكتور كريمة، أن الدعاء والذكر هما أفضل ما يفعله المسلم في هذا اليوم العظيم، متابعا أن النبي صلي الله عليه وسلم أخبرنا "خير الدعاء في يوم عرفة ما قلته أنا والنبيون من قبلي "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يُحيي ويميت وهو على كل شيء قدير".
وأضاف أنه لا مانع أو حرج في الدعاء بخير الدنيا والأخرة، ولا يجب أن نقصر الدعاء على صيغة واحدة، مؤكداً أن "تكون أدعية خير".
ونوه أستاذ الفقه المقارن أننا أمرنا بالاتباع وليس الابتداع، والرسول عليه الصلاة والسلام لم يحدد أو يرتب أعمالا بعينها لهذا اليوم الفضيل، فهو يوم ذكر ودعاء، والدعاء الخير والحسن لله عزو وجل، وليس الدعاء على الغير بالسوء، إلى أن تغرب شمس يوم عرفة.
مشيراً إلى أن صوم يوم عرفة من القربات، وهو سُنة مؤكدة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "صوم يوم عرفة يكفر سنتين سنة ماضية وسنة مستقبلة".
وعن أعمال الخير المفضلة في هذا اليوم فأكد أنه لا مانع بل ومستحب أى عمل خير في حدود الأحكام الشرعية، مثل إطعام الطعام، وخاصة إفطار الصائمون لأسر متعففة.
وعن فضل يوم عرفه قال كريمة قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما رأي الشيطان في يوم أغيظ ولا أحقر ولا أذل من يوم عرفة لما يرى من مغفرة الله لعباده.
