من أوروبا إلى مصر.. التنمر خـــــــاطف الأرواح

التنمر
التنمر

فى المرج.. قتل صديقه لأنه سخر من طريقة كلامه

محمد طلعت

  يوم بعد يوم تتفاقم ظاهرة التنمر التي تدمر نفسية الأطفال خصوصًا في المدارس؛ حتى أنها قد تدفع البعض للتخلص من حياته أو قد تؤثر على آخرين وتجعلهم يرتكبون جرائم بشعة لشعورهم بالإهانة والاضطهاد، لهذا زادت المطالبات لاتخاذ إجراءات قانونية سريعة ومغلظة ضد المتنمرين بالإضافة لضرورة القيام بمبادرات اجتماعية وهى الأهم لحل تلك الظاهرة التي تهدد الأمن والاستقرار في مجتمعنا.

فقد يصل الأمر بالبعض لارتكاب جريمة بشعة وإنهاء حياة نتيجة للتنمر، وواقعة المرج التي لم يمر عليها إلا أيام قليلة خير دليل على ذلك، فالقاتل اعترف في أقواله أمام النيابة بأنه قتل صديق عمره بسبب تنمر المجني عليه على طريقة نطقه للحروف وتعلثمه في بعض الكلمات، وهو الأمر الذي أحرجه واغضبه خاصة أنه حدث أمام جميع من كانوا في الفرح الذي ذهبا إليه معًا، ليطارده ويقتله باستخدام موس حلاقة كان معه ثم يخفي جثته أعلى العقار الذي يقيمان فيه بالمرج.

حياة انتهت وأخرى في طريقها لنهاية مؤسفة سواء حكم عليه بالإعدام أو حتى بالسجن المؤبد، تلك هى ملخص تلك الجريمة التي قد يقول البعض أنها حدثت كثيرًا وما حدث ليس مبررًا لارتكاب الجريمة لكنها بالتأكيد أحد تلك المؤثرات التي دفعت شاب في مقتبل عمره لقتل اعز الناس لديه وفقا لأقوال الشهود بطريقة انفعالية شرسة لم تكن من صفاته، لذلك بالتأكيد الأمر يحتاج لدراسة معمقة لكيفية تأثير الكلمة السيئة والتنمر على طبيعة الأشخاص.

فالقاتل والمقتول ما زالا طفلين لم يكمل اكبرهما الخامسة عشر من العمر لكن ما حدث لهما يجب أن يكون مؤشرًا على ما يمكن أن يحدث إذا لم يواجه المجتمع ظاهرة التنمر بصورة سريعة وعاجلة، فلا تكفي البيانات الإعلامية للحد من هذه الظاهرة التي تتفاقم يومًا وراء يوم، وفي كل مرة يتم الاهتمام بالامر يوم أو اسبوع كحد أقصى ثم بعد ذلك ينتهي الأمر ونتناسى ما حدث انتظارًا لجريمة أو حادثة مفجعة أخرى تعيد التعاطف والحديث عن خطورة التنمر، لكن عملا مؤسسيًا لإنهاء الظاهرة هو أمر مازال مفقودًا.

مأساة رودينا وملك

الدليل على ذلك مأساة رودينا أسامة التي قد لا يعرفها أحد لكن ما حدث لها أطلق صرخة مدوية قبل عدة أسابيع لعل هناك من يستجيب وينظر لتلك الجريمة التي ترتكب يوميًا في مدارسنا ويعمل على علاج الداء من أصوله.

فرودينا الشابة الجميلة ذات السادسة عشر من عمرها ماتت من القهر؛ فهى لم تعد تستطيع أن تواجه تنمر زميلاتها في المدرسة عليها كل يوم لدرجة أوصلتها للنهاية بتلك الطريقة، حياتها أصبحت جحيمًا لتسقط في النهاية جثة هامدة أمام أفراد أسرتها بعد أن أخبرتهم ودموعها التي كانت تتساقط كشلالات من المرارة والحسرة بما كان يحدث معها في المدرسة. ماتت رودينا وأصبحت قصتها تريند وكان الجميع يتحدث عن التنمر تلك الجريمة التي ترتكب يوميا وأنه يجب أن يتم وضع حد لجريمة التنمر لكن بعد عدة أيام من الوفاة لم يعد أحد يتذكر رودينا أو كيف ماتت واسباب ذلك، لم يعد أحد يتحدث عن التنمر، وكيف نستطيع أن نخلص مجتمعنا وخاصة مدارسنا من تلك العادة القبيحة التي تهدد أمن وأمان مجتمعنا.

انتهت قصة رودينا كما انتهت قصص كثيرات قبلها لم يفعل أحد شيئا ولم يعد هناك فعل على الأرض اللهم إلا حملة إعلامية بعنوان انا ضد التنمر أطلقتها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع منظمة اليونيسيف والمجلس القومي للطفولة والأمومة لمحاربة التحرش في المدارس، لكن هل هذه الحملة الإعلانية وغيرها هما الحل لظاهرة التنمر، بالتأكيد ستكون الإجابة بلا لأن الظاهرة مازالت موجودة وتنتشر وتتفاقم كل فترة بصورة أعنف من سابقتها.

وأتذكر قبل فترة جريمة التنمر على فتاة صغيرة بإحدى مدارس الجيزة تدعى ملك، زميلاتها وبعض من أساتذتها تنمرن عليها بسبب شعرها، فتلك الفتاة أصولها نوبية من جنوب مصر وهناك لديهم عادات في تزيين الشعر بطريقة معينة لكن تلك الطريقة جعلتها تعاني من سخرية وتنمر دائمين لدرجة أنها كرهت المدرسة ورفضت الذهاب بعد أن عانت من اكتئاب وخوف كبير نتيجة للتنمر والسخرية خاصة أنه كان يأتي من أساتذتها في المدرسة ولولا شجاعة امها وقيامها بالدفاع عن حقوق ابنتها ما كانت استطاعت أن تعود لحياتها الطبيعية مرة أخرى وتعود لمدرستها، لكن كم ضحية ننتظر حتى نجد حلا لهذه القضية التي لابد أن تكون حلولها اجتماعية قانونية في نفس الوقت.

خطورته اجتماعيًا

تقول يارا طلعت المحامية؛ بأن الدولة اهتمت كثيرا في السنوات الأخيرة بتغليظ عقوبة التنمر واذكر هنا القانون رقم ١٨٩ لسنة ٢٠٢٠ الذي أصدره رئيس الجمهورية بتعديل احكام قانون العقوبات والذي أدى لتغليظ عقوبة التنمر لتصبح الحبس لمدة لا تقل عن ٦ أشهر وبغرامة لا تقل عن ١٠ آلاف جنيه ولا تزيد عن ٣٠ ألف جنيه أو بإحدى العقوبتين وهو الأمر الذي أسهم في الحد من عمليات التنمر التي كانت منتشرة وأصبحت العقوبة رادعًا لكل من تسول له نفسه محاولة التنمر. وتضيف: إلى أن القيادة السياسية وضعت نصب عينيها زيادة حالات التنمر بذوي الاحتياجات الخاصة في الفترة الأخيرة وهو الأمر الذي عجل بخروج قانون مغلظ للمتنمرين على ذوي الهمم بوجه الخصوص؛ حيث تمت إضافة مادة في قانون ذوي الاحتياجات الخاصة نصت على الحبس مدة لا تقل عن سنتين وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد على ٢٠٠ ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين وذلك بعد أن كانت العقوبة حبس سنة واحدة فقط وهو الأمر الذي أسهم بصورة كبيرة في القضاء على التنمر بذوي الاحتياجات الخاصة.

ونوهت المحامية يارا طلعت إلى أن ذلك التعديل الذي حدث في عقوبة التنمر على ذوي الاحتياجات الخاصة كان أول تطبيق عملي هو حبس أحد الأشخاص الذي تنمر على صور لذوي احتياجات خاصة في أحد الأفراح على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن قامت إحدى الفتيات التي تعرضت للتنمر برفع دعوى قضائية واستطاعت أن تحصل خلال شهرين فقط على حكم بحبسه ثلاث سنوات وغرامة ١٠٠ ألف جنيه؛ ليكون بذلك أول حكم مغلظ للمتنمرين وعبره لمن يحاول أن يقلد مثل ذلك الفعل مرة أخرى.

أما الدكتورة مها حسن استاذ علم الاجتماع فتقول: إن التنمر خصوصًا عندما يتعرض له اطفال صغار في السن يؤثر عليهم وعلى سلوكهم؛ فهؤلاء يصبحون أكثر انطواء على أنفسهم ولا يؤمنون بالمجتمع خاصة إذا استمر التنمر طويلا دون رادع، وهذا الأمر يستمر مع هؤلاء الأطفال الضحايا طويلا ويكبرون ويزداد خوفهم تلقائيا من كل شيء في المجتمع.

وتضيف الدكتورة مها حسن استاذ علم الاجتماع؛ إلى أنه في بعض الاوقات قد تدفع الحالة النفسية السيئة للاطفال الذين يتعرضون للتنمر الدائم لحافة الانتحار كما حدث للفتاة الفرنسية ليندسي التي يتحدث عنها هذه الأيام بعد أن انتحرت نتيجة التنمر بها داخل مدرستها، وغيرها كثيرا من الحالات الأخرى التي تتعرض للتنمر دون وجود رادع مجتمعي.

وتؤكد استاذة علم الاجتماع أن التنمر الجسدي وفقا لدراسات علمية أقل من أن يسبب اضطرابًا نفسيًا للاطفال عن التنمر اللفظي، فذلك السبب الاخير هو أحد اهم أسباب تعرض الأطفال لاضطرابات نفسية تستمر معهم لفترات طويلة وتؤثر على سلوكهم وطريقة تعاملهم مع المجتمع ككل وهو الأمر الخطير الذي يمكن أن يحول هؤلاء لضحايا أو لجناة.

بسبب التنمر على الفيس بوك وانستجرام l ليندسى.. تُنهى حياتها فى فرنسا تاركة رسالة مؤثرة لأمها

مى السيد

 انتحرت فتاة صغيرة فى فرنسا تبلغ من العمر 13 عامًا، بعدما ضاقت بها الدنيا بسبب التنمر عليها من قبل أصدقائها فى المدرسة الواقعة شمال باريس، وهى القضية التي أثارت الرأى العام الفرنسى، ليس بسبب الطريقة المأساوية التى تخلصت بها الطفلة من حياتها، ولكن أيضا بعدما كشفت أسرتها عن استمرار التنمر عليها حتى بعد وفاتها على السوشيال ميديا، وهو ما استدعى قيامهم بإعلان لائحة اتهام طويلة ضد كل من تقاعس عن إنقاذ ابنتها ليندسى، كان من أبرزهم شرطة المدينة وموقع التواصل العالمى فيس بوك، وإدارة المدرسة.

تفاصيل الواقعة، شهدتها مدرسة بادو كاليه، فى مدينة ليل شمال فرنسا، حيث كانت ليندسى دروين تدرس فى الصف الرابع، وخلال فترة تواجدها فى المدرسة كانت مجموعة من زملاء الدراسة وزملائها فى المدرسة المتوسطة يتنمرون عليها منذ شهور مع أصدقاء آخرين لها.

وقبل أشهر، كتبت ليندسى رسالة إلى والدتها تتحدث فيه عن إمكانية انتحارها، بسبب ما تتعرض له من انتهاكات، كانت تصل فى بعض الأحيان إلى التعدي بالضرب بخلاف الإهانات المستمرة، من قبل البعض أشهرهم 3 وهن «إنزا فيلانت» و»فلورا دورييز» و»سيليا»، ولكنها لم تقم بتقديمها لها، وأخفتها داخل غرفتها، إلا أن والدتها اكتشفت الرسالة، وقررت أن تتخذ موقفًا ضدهم، وأخطرت سلطات المدرسة والشرطة بالأمر، ولكن للأسف لم يكن هناك أى استجابة أو تحرك لوقف التنمر الذى استمر ضد ليندسى بنفس الطريقة.

تنمر إلكترونى

كانت الطالبة ليندسى، تعاني من التنمر ليس داخل حرم المدرسة فحسب، بل امتد إلى صفحاتها على السوشيال ميديا، خاصة الانستجرام، حيث كان المتنمرون يواصلون دومًا كتابة التعليقات السيئة عنها، وهو الأمر الذى أدخلها فى حالة من الاكتئاب، ودفعها للتفكير فى الانتحار، ولم تكن الرسالة الأولى التى اكتشفتها والدتها سوى البداية.

مع مرور الأيام، ومع تقاعس الشرطة والمدرسة عن وضع حد للتنمر الذى تتعرض له الطفلة ليندسى، كانت فكرة الانتحار تتمكن أكثر وأكثر منها، وفى النهاية وصلت إلى قرارها اليائس، بل وعقدت العزم على تنفيذ ذلك داخل غرفتها، ولكن قبل ذلك قررت كتابة رسالة، إلى والدتها لتودعها الوداع الأخير.

رسالة مؤثرة

قالت ليندسى فى رسالتها المؤثرة والتى كتبتها قبل انتحارها بلحظات؛ «والدتى العزيزة، إذا كنتى تقرأين هذه الرسالة، فمن المحتمل أن أكون قد ذهبت، أنا آسفة لأننى فعلت ذلك، لكننى لم أستطع تحمل الإهانات صباحا ومساءً بعد الآن، والمضايقة والتهديدات، لا يمكننى تحمل الأمر بعد الآن وأريد إنهاءه، لكن لا شيء سيوقفهم لأنه على الرغم من كل ما حدث، فإنهم يريدون دائمًا إيذائى، آسفة يا أمى، لقد ذهبت للانضمام إلى أبى». 

فى مساء يوم 12 مايو، وداخل جدران غرفتها بمنزل العائلة فى بلدة يزيد عدد سكانها عن 8000 نسمة بمنطقة «فيدين لو فييل» بشمال فرنسا، قتلت ليندسى نفسها، وتخلصت من حياتها، إثر ألم التنمر، الأمر الذى أثار ضجة واسعة فى فرنسا، وقيام الحكومة بالتدخل فى الأمر، خاصة عقب المؤتمر الصحفى الذى عقدته والدتها بعد وفاتها بأسابيع، والتى كشفت فيه عددا من الأمور حول تفاصيل الجريمة.

استمرار التنمر

رغم مرور أسابيع على وفاة الطفلة ليندسى منتحرة، لم يتم تقديم أى متهمين للنيابة على إثر وفاة الطالبة بسبب التنمر، وهو الأمر الذى دفع والدتها للتحرك قضائيًا ضد كل من قصر فى حق الطالبة، مؤكدة أنها لو كانت حصلت على المساعدة أو الدعم، ربما كانت ليندسى موجودة، حيث قالت: «إذا قام الجميع بعملهم لحماية ليندسى، فستكون على قيد الحياة الآن».

كانت الأم قد حذرت المدير والشرطة، الذين لم يوقفوا الأشخاص الذين وصفتهم بـ البلطجية العنيفين، كاشفة عن أن طفلتها الضحية كانت قد طلبت المساعدة من المدير أكثر من مرة، لكنه فضل اختصارها وتقليل الحقائق، وهو ما دفع ليندسي للانتحار وترك العالم بكل ما فيه بسبب هؤلاء المتنمرين.

وأكدت والدة ليندسى؛ أن الضحية فى رسالتها الأخيرة طلبت من أحبائها الانتباه إلى «مايليس» صديقتها المقربة، لأنها كانت تشعر بما ستعانيه صديقتها، حيث أنه وبعد ثلاثة أسابيع من انتحار ليندسي، لا تزال «مايليس» وفقا لوالدتها هدفًا للإهانات ورسائل الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعى، كاشفة عن وجود فتاة ثالثة تعاني من نفس الأمر وعلى وشك الانتحار تدعى اوشينا، حيث تعانى من التنمر من نفس المجموعة بالمدرسة.

ووفقا لوسائل إعلام فرنسية أكدت والدة ليندسى؛ أنها حاولت فعل كل شيء، لكن لم يكن لدينا أى مساعدة، وتم التخلى عنهم تماما، ولم يكن لديهم أى دعم، لا قبل ولا أثناء ولا بعد الحادث، مشيرة إلى أن ابنتها كانت ضحية الإهانات المتكررة منذ بداية العام الدراسى وحتى وفاتها.

بلاغات متعددة

من جانبه قال محامى الأسرة، بيير ديبويسون: إن وسائل التواصل الاجتماعى كانت غير موفقة على الإطلاق فى السماح بانتشار خطاب الكراهية، حتى بعد وفاة الطالبة، مؤكدًا أنه بعد وفاة ليندسي استمرت الإهانات فى الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعى وما زالت تفعل ذلك، مشيرًا إلى منشورات على موقع إنستجرام مملوكة لفيسبوك، تبتهج بانتحار الفتاة المراهقة. 

وبحسب المحامى، فإن المجموعة الأمريكية العملاقة للسوشيال ميديا تعتبر مذنبة بارتكاب «انتهاك كامل» لالتزامها بتعديل ومراقبة المحتوى المنشور على منصاتها، معلنا عن تقديم أربع شكاوى جديدة ضد مدير المدرسة، وضد إدارة أكاديمية ليل، التابع إليها المدرسة وضباط الشرطة الذين جمعوا الشكوى بالفعل منذ أشهر ولكنهم متهمون بعدم فعل أى شيء، وضد فيس بوك كشركة أم لإنستجرام، كأحد وسائل التواصل الاجتماعى التى يستخدمها المتنمرون لتعذيب ليندسى وأصدقائها.

تحرك واسع

عقب تصريحات والدة ليندسي؛ تحرك الرأى العام الفرنسى ضد المتقاعسين عن إنقاذ ليندسي، وخرجت مسيرة بيضاء لإحياء ذكرى ليندسى دروين من قبل عائلتها وأحبائها وأصدقائها، وهو ما دفع الأمور للتحرك؛ حيث تم فتح تحقيق قضائى من قبل المدعى العام فى بيتون، وأسفر التحقيق القضائى عن توجيه لائحة اتهام لأربعة قاصرين بتهمة «التحرش بها داخل المدرسة الذى أدى إلى الانتحار وشخص بالغ بتهمة التهديد بالقتل».

كما أكد المتحدث باسم الحكومة أوليفييه فيران؛ أن أسرة ليندسي بحاجة إلى إجابات وعلينا أن نقدمها لهم، مطالبًا أولياء الأمور والسلطات والطلاب بالإبلاغ عن المتنمرين على الفور، كما قال وزير التعليم الفرنسي؛ أن ما حدث لليندسي يعتبر فشلا جماعيا، لافتًا إلى أن ردود الفعل لم تكن كافية لإنقاذ ليندسى.

وأيضا تحول سور المدرسة التى شهدت أحداث التنمر إلى ساحة كبيرة لتقديم العزاء فى ليندسي؛ حيث يذهب المواطنون إلى هناك ووضع باقات الزهور على جدران المدرسة، كنوع من المشاركة الوجدانية فى القضية التى ما زال ينتظر المواطنون تطوراتها لمعرفة مصير المتنمرين.

تسببت قضية ليندسي، فى عودة تفاصيل الجريمة البشعة التى تعرضت لها الطالبة إليشا إلى الأذهان من جديد، وكانت بطلتها فتاة فى عمر الزهور تدعى أليشا الطالبة بالمدرسة المهنية، والتى تعرضت لأبشع أنواع التنمر والقتل، على يد أصدقائها، الذين قاموا بتسريب صورها على السوشيال ميديا، بعد اختراق هاتفها، بل وعملوا كمينا محكما لها عند أعمدة جسر نهر السين وما أن وصلت تعديا عليها بالضرب المبرح، ولم يرحما توسلاتها وقاما بإلقائها فى النهر وهى مازالت على قيد الحياة.

وعقب أشهر من الجريمة أسدل القضاء الفرنسى الستار عنها، وحكمت المحكمة على المتهمين الشاب والفتاة بالسجن عشر سنوات بتهمة قتلهما المراهقة اليشا. 

اقرأ أيضًا : 6 خطوات لتعليم طفلك كيفية مواجهة ظاهرة التنمر


 

;