رشوان: الحوار الوطني قائم على تفاعل جميع الآراء وليس الاشتباك

مطالبات بوصول الخدمات الثقافية للقرى وتفعيل دور قصور الثقافة

ضياء رشوان يستمع لرؤية الأحزاب في لجنة الثقافة والهوية الوطنية اليوم
ضياء رشوان يستمع لرؤية الأحزاب في لجنة الثقافة والهوية الوطنية اليوم

أكد الكاتب الصحفي ضياء رشوان، المنسق العام للحوار الوطني، أن الحوار الوطني قائم على أساس التفاعل بين جميع الآراء، وليس الاشتباك، جاء ذلك خلال الجلسة النقاشية الخاصة بلجنة الثقافة والهوية الوطنية اليوم الخميس؛ لمناقشة مستقبل الثقافة في مصر، وسبل تعظيم الاستفادة من المؤسسات الثقافية المصرية.

◄ القعيد: نحتاج لوقفة حقيقية.. صبحى: إعادة القراءة كسلوك شعبي

وأشار المنسق العام للحوار الوطني إلى أن الحوار عقد ٤٤ جلسة نقاشية سابقة، لم تشهد أىٌّ منها تشاحناً أو خروجاً عن ضوابط الحوار، بل اختلاف فى الرؤى فى سياق من الاحترام والتفاهم، مؤكدًا أن أساس الحوار هو التفاعل بين الحاضرين وليس الاشتباك.

وأكد مقرر لجنة الثقافة والهوية الوطنية بالحوار الوطني د. أحمد زايد أن مناقشات اللجنة خلال الجلستين السابقتين كانت مثمرة للغاية، وأشار إلى ضرورة تفعيل دور المؤسسات الثقافية ووضع سياسات ثقافية فعّالة.

كما أكدت د.هانية شلقامى، مقرر مساعد المحور المجتمعي، على أهمية الثقافة باعتبارها المحتوى المعنوى للتنمية والمواطنة والتقدم، ما يستدعى بلورة عدة رؤى تثرى هذا البناء المعنوى الذى يحتاجه كل المصريين.

وأشارت إلى أن الهدف هو إرساء علاقات سوية تنتج محتوى إعلاميًا وصحفيًا ومجتمعيًا وشعبيًا وحكوميًا قادرًا على المحافظة على الهوية المصرية وقوى مصر الناعمة.

وخلال المناقشات أكد المشاركون أهمية وصول الأنشطة الثقافية لكل القرى المصرية، إلى جانب الاهتمام بالأنشطة الثقافية فى المراحل التعليمية المبكرة لجميع الطلاب.

قال الروائي يوسف القعيد إن الثقافة فى مصر تحتاج إلى وقفة حقيقية، على الرغم من أنها تقوم بدورها بشكل جيد لكنها تعانى من نقص التمويل وانتشار الأمية فى المجتمع المصري.

وأشار إلى أن الثقافة لا تصل للقرى المصرية إلا بالصدفة، سواء العروض السينمائية أو المسرحية، مؤكدًا فى الوقت نفسه أن وزارة الثقافة تقوم بجهود جيدة للاضطلاع بدورها، لكنها تحتاج إلى مزيد من الدعم المالى وتطوير قدرات كوادرها البشرية.

وأوضح أن الثقافة تمثّل رهانًا على العقل والهوية ومصير الوطن، مشددًا على ضرورة اتخاذ موقف حقيقي وحازم تجاه الأمية لما تمثله من خطر على المجتمع المصري، وتفعيل وصول الثقافة إلى القرى المصرية.

وأكدت النائبة فاطمة سليم، عضو مجلس النواب عن حزب الإصلاح والتنمية، أن هناك الكثير من الناس يعتبرون قضية تطوير الثقافة هامشية، على الرغم من أن الثقافة هى قاطرة وبوصلة تقدم المجتمعات.

واقترحت تفعيل دور مراكز الشباب بكافة أنحاء الجمهورية، وضخ استثمارات فى النشاط الثقافى بمصر، وتوفير مكتبة فى كل مراكز شباب الجمهورية، وإطلاق مبادرة مكتبة مدرستنا لكل قرية لفتح منفذ ثقافى للمواطنين بالقرى الريفية، وتشجيع نشاط القراءة فى العملية التعليمية ورصد درجات أعمال سنة لهذا النشاط، ودعم النشاط المسرحى فى كل الأحياء ومراكز السينما المستقلة.

وقال حسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، إن الهيئة تعمل على تفعيل التراث الثقافي الإعلامي منذ بداية العمل الإعلامى الإذاعى فى مصر.

وأكد أن الهيئة تستهدف الحفاظ على هذه المواد الوثائقية المهمة، ودعا لضرورة دعم هذه الجهود للحفاظ على التراث الإعلامى والإذاعى.

وقال الفنان محمد صبحي، فى كلمة مسجلة، إن الحوار الوطنى يمثل خطوة واعية للأمام في مصر فى ظل الظروف الحالية، موضحاً أن الهوية تتضمن الموروثات المجتمعية لكل فرد، وأكد ضرورة إبراز عظماء مصر.

ولفت إلى وجود تحديات تواجه النشاط المسرحى والسينمائي، من بينها تقلص عدد المسارح ودور العرض السينمائي وإغلاق أخرى دون عروض.

وأوضح أن التمسك بالجذور والثوابت ليس تخلفًا، بل هو ضرورة وأمر أساسى مهما بلغ التقدم التكنولوجي، وشدد على ضرورة التوقف عن قولبة الفن فى قوالب جامدة، والخروج به إلى آفاق أوسع تستهدف تعديل سلوك المواطنين.

وأشار إلى ضرورة إعادة القراءة كسلوك شعبى وثقافة شعبية، من خلال الاهتمام بالكتب الورقية والصحف الورقية وإعادة التليفزيون المصري إلى مكانته الحقيقية التى يستحقها.

وأعرب عن أمله فى أن يسهم الحوار الوطني فى إطلاق مشروع ثقافى يهدف إلى تعديل الثقافة والسلوك المصرى.

بدورها أكدت الفنانة نهال عنبر أهمية ثقافة الطفل والاهتمام بالقراة وإجراء مسابقات بين الطلاب فى المدارس.

من جانبه قال الفنان خالد الصاوي إنه من الضروري الاهتمام بمفهوم الهوية المصرية، مؤكدًا ضرورة الاهتمام بالتاريخ المصري بكل حقبه، والتعريف بها وزيادة الوعى بها، مشددًا على ضرورة إيجاد أدوات ثقافية جديدة، مقترحًا إنشاء المعهد المصري للهوية الوطنية.

بدوره، قال الفنان أحمد سلامة إنه من المهم الاعترف بأن التطور التكنولوجى جعلنا فى مجتمع ديجيتال، مؤكدًا ضرورة التفكير فى أدوات تمكن الثقافة من الاستفادة من هذا التطور الرقمي، للاضطلاع بدورها والحفاظ على هوية الأجيال المقبلة وفكر وقيم المجتمع المصري.

من جانبه أكد أمير رمسيس، مدير مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ضرورة تفعيل دور المهرجانات السينمائية والفنية، مشيرًا إلى ضرورة الاستفادة من تجارب الدول الأخرى مثل تجربة فرنسا مع مهرجان كان.

وأشار إلى أن مهرجان القاهرة السابق حقق رقمًا قياسيًا فى عدد الحضور الذى وصل إلى ٤٥ ألف تذكرة دخول، فى حين أن مهرجان برلين على سبيل المثال سجل فى آخر دوراته ٤٢ ألف اعتماد، بعيدًا عن التذاكر المباعة.

بدوره، قال عماد خليل، رئيس اللجنة الاستشارية العلمية والفنية لمنظمة اليونسكو لاتفاقية 2001، ممثلًا عن مكتبة الإسكندرية، إن المؤسسات الثقافية فى مصر يجب أن تكون موجهة للعامة وليست للمثقفين، موضحًا: هناك أسلوب رئيسى متبع فى العالم أجمع وهو أن تذهب المؤسسات للناس وليس أن تنتظرهم ليذهبوا إليها.