الضفة تودع 5 شهداء وسط دعوات لتصعيد المقاومة

نتنياهو يقرر بناء 1000 وحدة استيطانية جديدة فى «عيلى»

طالبات فلسطينيات خلال تشييع رفيقتهن فى جنين
طالبات فلسطينيات خلال تشييع رفيقتهن فى جنين

عواصم- (وكالات)

شيع الفلسطينيون جثامين 5 شهداء بينهم فتاة صباح أمس فى مناطق مختلفة بالضفة الغربية وسط هتافات تندد بجرائم الاحتلال وتدعو لتصعيد المقاومة . وشيعت طالبات فلسطينيات جثمان زميلتهن سديل نغنغية، خلال مشاركتهن بجنازتها فى جنين ، بعد استشهادها متأثرة بإصابتها برصاص الاحتلال الإسرائيلى، قبل يومين .

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن سديل غسان نغنغية (15 عامًا)، استشهدت متأثرة بإصابتها برصاص الاحتلال خلال عدوانه على جنين. وباستشهاد سديل يرتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلى على جنين إلى سبعة شهداء بينهم طفلان، إضافة إلى إصابة 91 مصابًا منهم 22 بجراح بين خطيرة وحرجة. فى حين يرتفع إجمالى الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام الجارى إلى 174 شهيداً، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. 

فى غضون ذلك ، أعلن رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عقب اجتماع لوزراء الحكومة الإسرائيلية أن اسرائيل ستبنى 1000 وحدة استيطانية فى مستوطنة عيلى التى وقعت فيها عملية إطلاق نار أمس الأول وأدت لمقتل أربعة إسرائيليين. وقالت مصادر عبرية إن نتنياهو ووزير جيش الاحتلال يواف جالانت ووزير المالية سموتريتش اتفقوا على التعزيز الفورى لتخطيط وبناء حوالى 1000 وحدة استيطانية جديدة فى مستوطنة «عيلى» جنوب نابلس فى أعقاب عملية عيلى . كما حرض الوزير الصهيونى المتطرف، إيتمار بن غفير، على حمل السلاح والتصدى للفلسطينيين وتدمير منازلهم.

ودعا بن غفير الذى وصل لموقع عملية مستوطنة عيلى، لتشريع قانون حكم الإعدام على منفذى العمليات الفلسطينيين، وتدمير المبانى فى الضفة وحمل الأسلحة والتصدى للفلسطينيين. وقتل 4 إسرائيليين وأصيب آخرون فى عملية إطلاق نار فدائية، مساء أمس الأول، قرب مستوطنة «عيلى» شمال رام الله، فيما استشهاد منفذى العملية.

وشنت قوات الاحتلال فجر أمس حملة مداهمات واعتقالات فى عدة مناطق بالضفة الغربية، تركزت فى بلدة عوريف جنوب مدينة نابلس، إثر عملية إطلاق النار التى نفذها شابان من أبناء القرية أمس الأول قرب مستوطنة «عيلى»، وقتل فيها أربعة مستوطنين. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن رئيس مجلس قرية عوريف عبدالحميد شحادة قوله إن «قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، وداهمت عدة منازل واعتقلت عددًا من المواطنين».

وينتهج الاحتلال الإسرائيلى سياسة هدم منازل منفذى العمليات التى تستهدف جنودها أو المستوطنين، زاعمة أنها تقوم بذلك لردعهم، لكن منظمات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية تعتبرها وسيلة انتقامية وعقابًا جماعيًا.

وواصل المستوطنون الإسرائيليون اعتداءاتهم على عدد من البلدات الفلسطينية بالضفة الغربية فى أعقاب هجوم مستوطنة عيلى، حيث أضرموا النيران بمركبات وحقول الفلسطينيين، وقاموا بتخريب المنازل وترويع السكان فى تكرار قاتم لواقعة مشابهة من هذا العام الجارى.

وقال فلسطينيون فى اللبن الشرقية وحوارة وبيت فوريك وبورين وبلدات أخرى جنوب نابلس بشمال الضفة الغربية، إن سيارات محملة بالمستوطنين اقتحمت القرى ليل أول أمس، حيث قام هؤلاء بإلقاء الحجارة وإضرام النيران بالسيارات والحقول والمنازل وممتلكات أخرى.

وأوضح مسئول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس ، أن اعتداءات المستوطنين أسفرت عن إصابة 34 مواطنا بالرصاص الحى والمعدنى المغلف بالمطاط وبالحجارة والاختناق بالغاز المسيل للدموع، كما طالت 140 مركبة للمواطنين، بينها إحراق مركبة إسعاف ومركبة لمواطن من حوارة.

بدورها، وصفت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اعتداءات المستوطنين على القرى الفلسطينية بـ»جريمة حوارة جديدة» بعد توسيع مليشيا المستوطنين وعناصرهم ومنظماتهم الإرهابية المسلحة من دوائر هجماتها واعتداءاتها ضد المواطنين الفلسطينيين المدنيين العزل وممتلكاتهم ومزروعاتهم».

وأكدت الخارجية الفلسطينية، فى بيان لها أمس، أنها تتابع إرهاب مليشيا المستوطنين ومنظماتهم المسلحة على المستويات الأممية والدولية ، وتواصل رفع التقارير الدورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتبذل جهودها مع الدول لحثها على اعتماد منظمات المستوطنين التى ترتكب الجرائم بحق الشعب الفلسطينى على قوائم الإرهاب.

ويعيش فى الضفة الغربية من دون القدس الشرقية، نحو 2.9 مليون فلسطينى، بالإضافة إلى أكثر من نصف مليون مستوطن إسرائيلية فى مستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولى، حيث تحتل إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ عام 1967.

وفى الجولان السورى المحتل، أصيب العشرات من الأهالى أمس بجروح متفاوتة بينها خطيرة واختناق، إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلى أصحاب الأراضى المستهدفة بالاستيلاء والمتضامنين معهم.

واندلعت مواجهات بين أصحاب الأراضى وقوات الاحتلال، بعد أن حاصرت عناصرها الأراضى ومنعت أصحابها من الدخول إليها، منذ أول أمس، إذ أفاد شهود عيان باعتقال ثمانية أشخاص.

حيث قامت قوات الاحتلال بتطويق المنطقة بمشاركة طائرات وباستخدام الخيول، وحالت دون وصول مركبات الإسعاف إلى الجرحى، قبل إخلاء المصابين تدريجيًا بواسطة مركبات الأهالى.وأعلنت الفعاليات الشعبية فى الجولان السورى المحتل، عن إضراب عام وغضب، أمس فى قرى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنيا، ردا على ممارسات سلطات الاحتلال «التعسفية والإجرامية».

فى وقت سابق اعتدت قوات الاحتلال على الأهالى الذين احتجوا دفاعًا عن أراضيهم الزراعية المستهدفة بالمصادرة، من أجل إقامة مشروع توربينات الهواء، وذلك إثر اقتحام ممثلين عن الشركة الإسرائيلية المسؤولة عن المشروع للأراضى، معززة بقوات من الشرطة. ونصب التوربينات العملاقة فى قرى الجولان، يأتى بموجب قرار صدر عن حكومة الاحتلال الإسرائيلى بهذا الشأن، وموافقة هيئات التخطيط الإسرائيلية. وقوبلت المحاولة الأولى لبدء أعمال نصب التوربينات، فى ديسمبر 2020، بمقاومة من الأهالى الذين اعتبروها «إعلان حرب» على قراهم.

من ناحية أخرى، وبحسب موقع تايمز أوف إسرائيل، فإن المغرب قرر إلغاء خطط استضافة الاجتماع الوزارى الثانى لـ»منتدى النقب»، الذى كان من المقرر عقده يوليو المقبل، ردا على إعلان إسرائيل عن خطط للتوسع الاستيطانى فى الضفة الغربية.

ونقل الموقع عن مسئولين أمريكى وإسرائيلى، قولهما إنه كان من المقرر فى الأصل عقد اجتماع وزراء خارجية مصر والمغرب والإمارات والبحرين والولايات المتحدة وإسرائيل، خلال شهر مارس الماضى، لكن تم تأجيله عدة مرات وسط التوترات المتصاعدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وكذلك الانزعاج بين المشاركين العرب بشأن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتشددة. ووافقت الرباط الأسبوع الماضى أخيرا على عقد الاجتماع الشهر المقبل. وقال المسئول الأمريكى، الذى تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الأمر كان محسومًا تمامًا وكانت القمة ستُعقد فى منتصف يوليو، لكن بعد الإعلان الإسرائيلى عن التوسع الاستيطانى الأحد الماضى خرجت العملية عن مسارها مرة أخرى.
 

إقرأ أيضاً|استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 62 فى عدوان جديد بالضفة