«بحجم شعرة الإنسان».. علماء يطورون مجهراً جديداً لفحص مناطق الدماغ بطريقة دقيقة 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

طور فريق دولي بمشاركة معهد "لايبنيز" الألماني للتقنيات الضوئية، مجهر داخلي جديد فائق الصغر، بملاحظات متعمقة لطيفة للغاية ويوفر إمكانية فحص مناطق الدماغ بتفاصيل كبيرة ودراسة بداية وتطور الحالات الشديدة لأمراض الخلايا العصبية.

ووفقا لما ذكرته مجلة "ميديكال إكسبرس" عن الباحثين، أنه من المتوقع أن تساعد الأداة علماء الأعصاب في تحديد استراتيجيات جديدة لمكافحة هذه الحالات المعقدة.


 
لا تزال الأمراض العصبية مثل التوحد والصرع والزهايمر ومرض باركنسون غير مفهومة جيدًا، لذلك فإن الوقاية من هذه الأمراض أو علاجها أو التخفيف من حدتها تشكل تحديًا كبيرًا.


من أجل فهم أسباب وأصول هذه الأمراض بشكل أفضل، ولتطوير العلاجات المخصصة ومراقبتها، من المهم فك ودراسة كيف تتصرف الخلايا العصبية المصابة، والتي توجد بشكل متكرر في هياكل عميقة جدًا من الدماغ، وداخل الجسم.

ويبحث علماء الأعصاب في هذه الحالات في نماذج حيوانية صغيرة ويستغلون تقنيات التنظير الداخلي طفيفة التوغل لدراسة هياكل الدماغ العميقة.

يعتبر المنظار الداخلي رفيع مثل شعرة الإنسان، بقطر 110 ميكرو متر مما يتيح الحصول على صور بعمق غير مسبوق للأنسجة وعلى المستوى تحت الخلوي، هذا لا يسمح فقط بالبحث في هياكل الدماغ العميقة والتي كان من الصعب الوصول إليها سابقًا، ولكن أيضًا لدراسة الاتصال العصبي ونشاط الإشارات للخلايا العصبية الفردية في الدماغ بدقة.

وأوضح البروفيسور الدكتور توماش زيمار، رئيس قسم أبحاث الألياف وبحوث التكنولوجيا في "لابنيز" أنه "يوجد في قلب نظام التنظير الداخلي ألياف زجاجية ضوئية فائقة الرقة تعمل كمسبار، وباستخدام التصوير المجسم الرقمي يمكننا استخدامه لتصوير الخلايا والأوعية الدموية الفردية بدقة عالية وخالية من التشويه".


واستغل الباحثون أيضًا نوعًا جديدًا من مسبار الألياف، وهو ما يسمى بمسبار الرؤية الجانبية، والذي يسمح بمراقبة النسيج العمودي على محور الألياف. وبهذه الطريقة، يكون النسيج الذي يتم تصويره أقل إجهادًا وتلفًا من خلال إدخال المنظار الداخلي في الأنسجة مقارنة باستخدام المجسات التقليدية.