نهاية الظلام| مصر تنشئ محطات كهرباء عملاقة تعادل 14 ضعف إنتاج السد العالى

الكنز الجديد| الطاقة المتجددة تضيف 10 آلاف ميجاوات للشبكة بحلول 2025

الكنز الجديد
الكنز الجديد

معاناة شديدة كان يعيشها المصريون مع بداية كل صيف، انقطاع متكرر ومتواصل للتيار الكهربائى كان يصل فى بعض الأماكن الى 20 ساعة يوميا، بسبب الحرارة الشديدة وتحت مسمى «تخفيف الأحمال».

فقد كانت مصر قبل 9 سنوات تعانى من عجز شديد فى الكهرباء وصل هذا العجز لأقصى درجاته ليصبح 6 آلاف ميجاوات يوميا فى صيف 2014، الأمر الذى جعل الدولة تستشعر الخطر، وبدأت على الفور تنفيذ مشروعات غيرت المعادلة وبدلت الحال إلى حال آخر، وصنعت المعجزة وحولت العجز إلى فائض، والظلام إلى «نور».

وأصبحت تمتلك احتياطيًا ضخمًا من الكهرباء بعد أن تحول العجز الى وفرة و احتياطى يصل الى 13 الف ميجاوات يوميا وذلك بعد إضافة اكثر من 30 الف ميجاوات كهرباء الى الشبكة القومية ، منذ 2014 حتى الآن ، أى ما يعادل 14 ضعف قدرة السد العالى ، مما جعل مصر مركزا اقليميا لتصدير الطاقة الكهربائية إلى دول العالم ، وأسهم فى زيادة الدخل القومي، وجعل مصر سوقًا جاذباً للاستثمار فى مجال الطاقة..

نرصد فى هذا الملف كيف تحققت المعجزة وكيف كنا نعيش فى ظلام التأخر وأصبحنا الآن نصدر الكهرباء إلى العالم ، وكيف تحول العجز الى فائض ضحم.

الطاقة المتجددة هى الكنز الجديد الذى سيحقق طفرة غير مسبوقة فى مجال انتاج الكهرباء ، وهو بمثابة طوق النجاة لمصر ولكل دول العالم من غول نقص مصادر الطاقة والمواد البترولية عالميا ، ومصر قطعت شوطا كبيرا فى هذا المجال ، تم إصدار إستراتيجية قطاع الطاقة حتى 2035 بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى ، و تم اعتمادها المجلس الأعلى للطاقة واختيار السيناريو الأمثل ليكون هو الأساس والمرجعية لتخطيط الطاقة فى مصر.

تتضمن االاستراتيجية تعظيم مشاركة الطاقة المتجددة فى مزيج القدرات الكهربائية لتصل نسبتها إلى 42 % بحلول عام2035 ، كما تتركز المصادر المتاحة للطاقة المتجددة فى مصر الصعيد ويصل اجمالى المساحات المخصصة للطاقة المتجددة 7637 كيلومترا مربعا ، وتستهدف اضافة قدرات حوالى 90 الف ميجاوات.


وتم تعزيز الاستدامة فى قطاع الكهرباء من خلال تطبيق تقنيات الطاقة المتجددة، حيث تم تنفيذ مشروعات كبيرة لتوليد الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية، مما أسهم فى تنويع مصادر التوليد وتقليل اعتمادية مصر على الوقود الأحفوري، وتم بناء مزارع رياح كبيرة فى رأس غارب وغرب النوبارية، وتم تنفيذ محطة كهروضوئية عملاقة فى بنبان.

وبلغت القدرات من طاقة الرياح 1630 ميجاوات، وبلغت القدرات من الطاقة الشمسية حوالى 1770 ميجاوات حيث تمت إضافة حوالى 76 ميجاوات من تشغيل محطة شمسية بنظام الخلايا الفوتوفولتية بكوم أمبو قدرة 26 ميجاوات ومحطة شمسية بنظام الخلايا الفوتوفولتية بالزعفرانة قدرة 50 ميجاوات ،
وتبلغ القدرات الحالية من الطاقة الكهرومائية2832 ميجاوات ، وبنهاية عام 2025 ستصل اجمالى القدرات المركبة من الطاقات المتجددة الى حوالى 10 آلاف ميجاوات ، ويصل اجمالى الاستثمارات 50 مليار دولار ، منها حوالى 35 مليار دولار لقدرات باجمالى 28 الف ميجاوات تم توقيع مذكرات تفاهم ، كم ان هناك مشروعات جارية لزيادة القدرات الانتاجية.

واستهداف ١٠ آلاف ميجاوات من الطاقة المتجددة بحلول ٢٠٢٥ ، وتبلغ استثمارات مشروعات الطاقة المتجددة للقطاع الخاص تحت الانشاء حوالى 4،4 مليار دولار وتعمل وزارة الكهرباء على تنفيذ استراتيجية الطاقة حتى عام 2035 والتى تهدف إلى تحقيق توازن بين مصادر الطاقة المتجددة والأخرى التقليدية، وتعزيز الاستدامة البيئية وتحقيق التحول نحو اقتصاد صديق للبيئة، وتأتى هذه الخطوة فى إطار التزام مصر بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعتبر الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر من أهم الأسس لتحقيق هذا الهدف، حيث تعتمد على مصادر طبيعية متجددة ولا تسبب انبعاثات ضارة للبيئة.

ومن المتوقع أن تسهم هذه الإستراتيجية فى تحقيق تحول كبير فى قطاع الطاقة بمصر، حيث ستزيد نسبة الطاقة المتجددة فى مزيج القدرات الكهربائية إلى 42% بحلول عام 2035 .

إقرأ أيضاً|المحطات النووية: تنفيذ الصبة الخرسانية الأولى لمفاعل الضبعة الثالث في الربع الثاني من 2023