«الببغاء» قصة قصيرة للكاتب عصام قابيل

الكاتب عصام قابيل
الكاتب عصام قابيل

 

جلس نبيه علي كرسيه الهزاز في بلكونة منزله وهو ينظر إلى ببغاءه المتكلم في قفصه الذهبي الذي أهداه له صديقه العربي وكان يفكر تُري هل هذا الببغاء سعيد في هذا القفص هل يعرف قيمته؟

وقطع عليه التفكير صوت جرس الهاتف؛ قام ليرد ويبدو أن المكالمة كانت مبشرة، فقد انفرجت أسارير نبيه وعلت الابتسامة علي وجهه؛ ثم ما لبث أن أنهي المكالمة وصاح علي زوجته وأولاده ونبأهم بسفره غدا؛ أعدت له زوجته حاجاته وثيابه، وجلس يتسامر مع زوجته وأولاده وأوصوه بالهدايا من ذلك البلد الذي سيسافر إليه؟

أعد نبيه عدته ثم تذكر الببغاء الفصيح عاد إليه وسأله ماذا تريد أنت أيضا؟

قال الببغاء في فصاحة: أين ستسافر؟

رد نبيه: إلى بلد كذا

قال الببغاء: أعرفها

ثم استدرك قائلا: اذهب إلى آخر البلدة ستجد هناك شجرة كبيرة نادي علي إخواني الببغاوات وقل لهم إن أخوكم محبوس عندي في قفص من ذهب

تعجب نبيه من هذا الطلب ولم يألو علي شئ

سافر نبيه إلى تلك البلد وقضي مأموريته التي استغرقت أياما، ثم راح يتجول ويتنزه ويشتري لكل من طلب حاجته، ثم بعد أن انتهي تذكر الببغاء؛ سأل علي الشجرة الكبيرة فدلوه عليها؛ راح إلى هناك ووقف تحت الشجرة؛ نادي بصوت عال علي الببغاوات فخرجوا كلهم إليه ونظروا إليه في تعجب وقالوا في صوت واحد: ماذا تريد؟

قال نبيه: أخوكم الببغاء محبوس عندي في قفص من ذهب وطلب مني أن أبلغكم بهذا الأمر.

نظر الببغاوات بعضهم إلى بعض ثم شهقوا شهقة كبيرة وسقطوا علي الأرض جميعهم.

ذُهل نبيه وتقدم إلى احدهم؛ قلب فيه فوجده بلا حراك، فلم ينبث ببنت شفة وعاد أدراجه إلى مكان إقامته وظل ذلك المشهد يسيطر علي تفكيره ويشغل باله حتي عاد إلى بيته

استقبلته زوجته واولاده بالترحاب ومضي يعطي كل واحد ماطلبه منه ثم تذكر الببغاء فذهب إليه متلهفا؛ نادي عليه؛ انتبه الببغاء وهو ينظر إليه

قال نبيه بصوت فيه الشغف والفضول: ذهبت إلى اخوانك وبلغتهم رسالتك ثم سكت نبيه

قال الببغاء: ماذا قالوا لك

قال نبيه : حدث شئ عجيب

قال الببغاء في لهفة: ماذا حدث؟

قال نبيه: شهقوا كلهم ثم سقطوا ميتين

نظر الببغاء إلى نبيه ثم شهق شهقة كبيرة ثم وقع في أرض القفص

جن جنون نبيه؛ ماذا يحدث؛ أريد تفسيرا فتح القفص ثم أمسك بالببغاء ووضعه علي كفه فإذا بالببغاء يطير ويقف علي حافة الشيش

لم يسيطر نبيه علي نفسه وصاح بجنون مشوب بالغضب: قل لي ماذا يحدث؟

ضحك الببغاء بصوت عالي وقال: أرسلتك برسالة إلى اخواني الببغاوات أني محبوس في قفص من ذهب فانصحوني ماذا أفعل فكان الرد

استميت حتي تنال حريتك.