كتب: أحمد جمال
عقدت أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثى الفتوى احتفالًا لتوزيع شهادات التخرج للوعاظ ممن اجتازوا دورتى «تنمية مهارات البحث والإفتاء» و «تفكيك الفكر المتطرف»، واللاتين عقدتا بمدينة الإسكندرية واستمرت لمدة أسبوعين وحاضر فيها نخبة من أساتذة جامعة الأزهر فى تخصصات مختلفة وبعض الخبراء من خارج الأزهر.
حضر الاحتفال د. نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية و د. حسن الصغير رئيس الأكاديمية وأمين عام هيئة كبار العلماء ويأتى تنظيم الدورتين فى إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بأهمية تأهيل الوعاظ؛ بما يمكنهم من مواجهة الأفكار المضللة والبعيدة عن الفهم الصحيح للدين الإسلامى الحنيف، من خلال برامج تدريبية متطورة، تقوم على اللقاءات المباشرة والتفاعلية نظريًا وتطبيقيًا.
استهدفت دورة تنمية مهارات البحث والإفتاء، التعرف على المنهج العلمى المنضبط لفهم النصوص الشرعية، وتمكين المتدرب من القدرة على التحليل الفقهى والتشريعى للنصوص الشرعية، والإلمام بفقه المقاصد الشرعية، بالإضافة إلى التدريب على تنزيل وتطبيق الأحكام الشرعية على الواقع، حسن التواصل والتعامل مع المستفتيين واشتملت دورة تفكيك الفكر المتطرف على نقاشات متبادلة بين علماء وأساتذة الأزهر الشريف والوعاظ، حول موضوعات عديدة، منها: (التطرف في فهم النصوص: المشكلة والعلاج، أصول التعايش السلمى وثمراته، مقومات العقل الناقد وتفكيك الفكر المتطرف،
كما تم التدريب على فقه المقاصد الشرعية، التوظيف الدعوى لوسائل التواصل الاجتماعي، التأهيل النفسى والاجتماعى للأئمة، وضوابط الفتوى والإفتاء، معالم المنهج الأزهرى، مفاهيم مغلوطة يجب أن تُصحح، سيكولوجية الفكر التكفيرى، فقه الدعوة وملامح التغيير)، وغيرها من الموضوعات التي تستهدف دعم قدرات الأئمة والوعاظ من الناحية العلمية والبحثية في التعامل مع القضايا المجتمعية الشائكة، وذلك انطلاقًا من مسئولية الأزهر الشريف عن تأمين المجتمعات فكرياً وسلوكيًّا، وسعيًا للرد على الشبهات التي تُثار حول الإسلام ومصادره ورموزه وتشريعاته وحضارته وتاريخه العريق.
«وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ»
كما أطلق المجمع حملة توعوية شاملة بعنوان: «وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ» لتحذير الناس من كل سلوكيات الفساد فى المجتمع لما يترتب على هذه السلوكيات من تقويض لجهود التنمية وإضعاف لكل مؤسسات الدولة، وذلك فى إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر بتكثيف جهود التوعية، وبما يتوافق مع رؤية الدولة واستراتيجيتها في تحقيق التنمية المستدامة ومكافحة المفسدين.
وأكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عيّاد، أن الحملة تأتى استجابة لحاجة المجتمع بضرورة القضاء الكامل على كل أنواع الفساد ومنها: الفساد الفكري، الأخلاقي، الإدارى والمالى، فالأمم لا تُبنى ولا تتقدم مع وجود تلك السلوكيات، وهو ما حذّرت منه الشرائع السماوية تحقيقًا لصالح البشرية.
فيما أوضح الدكتور محمود الهواري الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني، أن برنامج الحملة يستمر على مدار أسبوعين ويسعى لتحقيق أكبر قدر ممكن من التواصل مع الجمهور على اختلاف فئاته وشرائحه المجتمعية.
اقرأ أيضًا : «أكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والوعاظ» تحتفي بتدريب ٥١ إماما من ٢٧ دولة