نزار السيسي يكتب: أين تقطن سعادتك؟!

نزار السيسي
نزار السيسي

■ بقلم: نزار السيسي

..عندما تربط سعادتك بالآخرين وبالمظاهر والشهرة وبالثروة: لن تعيش أبدًا سعيدًا. لقد صادفت التعساء فقط من هذه الطينة سواء الأغنياء منهم أم الفقراء الطامحين إلى ذلك الغنى. السعادة الحقيقية لا توجد سوى في أعماقك، إنها ثمرة الوعي بالبساطة أو البساطة دون وعي.

إيمان عميق بالذات باعتبارها هباء. وثقة في النفس باعتبارها عدما، واستمتاع داخلي بالوجود أكثر مما هو خارجي. ليس ما يحدث الفارق هو أن تكون غنيا أم فقيرا، بل كيف ترى العالم، وكيف تفكر في صمت وكيف تصاحب عزلتك. عزلتك الداخلية الوجودية طبعا حتى وأنت وسط جمع غفير.

‏أما الوعي فمفتاح للسعادة كما هو مفتاح للشقاء أيضا. المرآة نفسها التي تنظر فيها إلى نفسك عابسًا، أو مبتسمًا. تتعلم مع الوقت أن السعادة ليست هي الفرح المستمر، ولا القهقهات والانشراح والحبور ولا إلغاء الحزن، فالواقع بني بيد سرية على المتناقضات التي بعضها يكمل بعضها ‏، السعادة شيء آخر.

لا علاقة لها بفرح ولا بحزن. إنها ثبات الأعماق بحياد ضد سيول الحياة (في كل حال تعيشه أو ظرف يمر بك سواء إيجابا أم سلبا) إغراءاتها وخداعها البصري، مظاهرها المزيفة وسطحها المتحرك الذي لا يثبت على حال.تشبث بقيم الخير والجمال غير المشروطة وبالمحبة والعدالة والحرية.

تعتبر «الثقة» إحدى أسلحتك لتحقيق النجاحات، وتجاوز المحن. والفخ الذي يقع فيه كثير من الناس أنهم يستمدون ثقتهم بأنفسهم من استحسان الآخرين! فيقضي عمره تحت سطوة أحكامهم! الذكاء أن يكون لك بوصلة خاصة، وإنجازات حقيقية، تستمد منها ثقتك. ولا بأس أن تحب استحسان الآخرين لكن لاتجعله احتياج!

أنت المسؤول الوحيد عن توجهاتك تجاه مايحدث، وبناءً على توجهاتك ستبني قراراتك بدون أن تشعر! الحياة مليئة بالمفاجآت وهذا يعني أن التحكم بالتوجهات عملية مستمرة فأتقنها. إذا هبت الرياح سيشتكي المتشائم، وسيتوقع المتفائل هدؤها، أما الحاذق سيعدّل وضع الشراع بحسب اتجاهها!

كن دائماً لنفسك نِعم الصاحب والصديق، وعش حياتك بكل الحب والفرح وكن صادقاً ولو خلف الصدق جرح، فراحة الضمير لاتشترى بثمن... وكن كما أنت وارسم على محياك الأمل وثق بنفسك وتوكل على الله... واعلم بـأنك سراج لن ينطفئ السعادة لقلوبكم.

;