إنها مصر

أيام لا تنسى!

كرم جبر
كرم جبر

لو سألنا أنفسنا: كيف تكون أحوال البلاد «لو» استمر الإخوان فى حكم مصر؟

الإجابة صعبة لأننا نتخيل المستحيل والمستحيل يتلخص فى كلمة واحدة «الانهيار»، وعشنا عام ضياع الدولة أثناء حكمهم، وفى سنة واحدة فقط كانت البلاد تصعد بسرعة كبيرة إلى الهاوية.

ولم يمتد الانهيار إلى المرافق والخدمات والسلع الضرورية لحياة الناس فقط، وإنما شمل أيضا مكونات الهوية الوطنية، ومحاولات طمسها واستبدالها بهوية الجماعة.

وانتحرت الجماعة بأطماعها، وسلحت عناصرها بقوة وهمية لإيهام الناس بقدرتهم على السيطرة على البلاد، وأفاقت من أوهامها على ثورة المصريين فى 30 يونيو.

سنة صعبة جثمت على صدورنا كالأحجار الثقيلة، كان فيها الوطن على حافة الحرب الأهلية والشعب على شفا الانهيار، ولولا خروج الملايين ووقوفهم خلف السيسى، لكان المعزول وأهله وعشيرته والقتلة والإرهابيون، هم الآن حملة الأوسمة والأنواط والنياشين ولصوص الانتصارات والتضحيات، وأعلن المرشد الأعلى بديع التفريط فى أجزاء من سيناء، وتنصيب البلتاجى مسئولا عن الأمن القومى، وترشيح خيرت الشاطر رئيسا للبلاد فى الانتخابات القادمة.. ولكن شاء الله أن يُكتب لمصر عمر جديد.

بدأ العد التنازلى للنهاية فى 6 أكتوبر 2012، عندما ركب المعزول محمد مرسى سيارة الرئيس السادات المكشوفة وطاف بها استاد القاهرة للاحتفال بذكرى النصر وكأنه من صنع النصر، ويرفع يديه لأهله وعشيرته مختالا، وحوله قتلة السادات من أعضاء الجماعة الإسلامية يجلسون فى الصفوف الأولى، عبود الزمر وصفوت عبد الغنى وطارق الزمر ونصر عبد السلام.

بينما لم يحضر الأبطال الحقيقيون من ضباط القوات المسلحة.. وترحمنا على القائد الشهيد فى قبره والقاتل يحاول سرقة نصره، ويعلن قيام دولة الإخوان وتنصيب نفسه بطلا للعبور الثالث.. أما العبور الأول فهو 25 يناير، والثانى وصولهم إلى حكم البلاد.

ووضع المصريون أيديهم على قلوبهم، خوفا على الجيش، وهو المنقذ وخط الدفاع الأخير لاستعادة مصر وتحريرها من أعداء هم عليها أكثر قسوة من إسرائيل..

وأطل الأمل فى 28 أبريل 2013 فى حفل ذكرى تحرير سيناء فى جامعة المستقبل الذى لم يدع له من حاولوا سرقة انتصار أكتوبر، وانطلقت الصيحات بالدموع الساخنة لأوبريت «فى حب مصر»، ويقولون لوزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى: «مصر أمانة فى رقبتك، اوعوا تسيبوا مصر، بلدنا بتضيع، أخوك الشهيد بيقولك خلى بالك من مصر»، والسيسى يهدئ روعهم ويقول لهم «اوعوا حد فيكم أو فى مصر كلها يقلق على مصر.. إيدينا تتقطع لو اتمدت عليكم».

ولم تمتد أيادى أبناء مصر المخلصين إلا لبناء مصر وتعميرها وليس حرقها وتخريبها.