المحلة تغزل خيوط الأمل| عجلة الإنتاج «تدور».. وماكينات حديثة لاستعادة الأمجاد

تغـــــــــــزل خيوط الأمل
تغـــــــــــزل خيوط الأمل

افتتاح «غزل 4» الشهر المقبل.. والإنتاج 15 طنًا يوميًا


3 مليارات جنيه أرباحًا متوقعة بعد تطوير منظومة الغزل والنسيج

تاريخ كبير تمتلكه « مصر للغزل والنسيج» بالمحلة الكبرى، إحدى شركات القابضة للغزل والنسيج، التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام يقترب من 100 عام، كانت سمعتها ملء السمع والبصر، بما تنتجه من منتجات عبرت إلى العالمية وتربع القطن المصرى على عرش صناعة الغزل والنسيج، وتم تصدير منتجات الغزل والنسيج والملابس الجاهزة وفوط وبرة وملايات، لكنها واجهت تحديات بالجملة خلال الفترات الماضية، أسفرت عن خسائر كبيرة..

وعانت الشركة- التى يقع مجمع مصانعها بمحافظة الغربية على مساحة 600 فدان أى ما يعادل ثلث مساحة مدينة المحلة على مدار العقود الماضية- من الإهمال الشديد وتهالك المعدات وعدم صيانتها أو استبدالها بمعدات حديثة مثلها مثل باقى شركات القطاع.

بالإضافة إلى عدم القدرة على تسويق المنتجات بشكل صحيح، الأمر الذى كبد القطاع خسائر كبيرة متتالية بلغت مليارات من الجنيهات، وكاد مصير الشركات أن يصل إلى الإغلاق والتصفية لولا تدخل الدولة فى الوقت المناسب ووضع خطة لإعادة إحياء الغزل والنسيج من جديد.

دعم قطاع الغزل والنسيج من جانب الدولة ليس من فراغ فالجميع يعلم جيدا مدى جودة القطن المصرى  الذى لا يقارن بالأقطان العالمية حتى تربع على عرش الأقطان لأكثر من 100 عام وأصبح لدينا خبرة طويلة فى هذه الصناعة وتسعى الدولة المصرية فى استعادة الأمجاد مرة أخرى من خلال التطوير الذى يتم على أرض الواقع، ومن المتوقع تحقيق أرباح تقدر بنحو 3 مليارات جنيه بعد الانتهاء من تطوير مصانع الغزل والنسيج على مستوى الجمهورية بعد عدد من سنوات التشغيل لتنتهى معاناة هذه الصناعة إلى الأبد.

ومع انطلاق خطة التطوير وأعمال الصيانة، وتركيب الماكينات الحديثة، بدت ملامح التغير الجذرى تظهر فى المحلة، وبشائر تظهر إلى النور، بعد تشغيل مصنع غزل 4 بالمحلة الكبرى قلعة الصناعة ضمن منظومة التطوير الجديدة، ومن المنتظر تصدير المنتجات إلى الأسواق العالمية عقب الافتتاح الرسمى للمصنع الشهر المقبل.

الأخبار شهدت التشغيل التجريبى للمصنع الجديد، ووسط أصوات الماكينات رصدنا فرحة عارمة وعمل متواصل، وروح إيجابية لدى العاملين فى إمكانية الانتقال بشركتهم إلى أمجادها السابقة واستعادة عرشها من جديد..

ويتكاتف الجميع من أجل تحقيق أرباح سنوية خلال السنوات القادمة، حتى تصبح الشركة قادرة على منافسة البرندات العالمية بفكر إدارتها ومهارة عمالها التى لا تقارن مع أحد، واللافت للنظر أن الشركة صممت زيا موحدا للعمال تم تجهيزه داخل المحلة بشكل كامل، حتى أصبح الأمل فى تحسن الأوضاع يملأ نفوس العاملين عندما «دارت» الماكينات لأول مرة، ولديهم طموح كبير للمنافسة فى الأسواق من جديد، والتصدير لعدد من الدول الخارجية.

ورصدنا فى أعين العمال التحدى والإرادة لاستعادة أمجاد الشركة التى أنشئت على يد طلعت حرب باعتبارها واحدة من أكبر الشركات التى تعمل فى صناعة الغزل والنسيج على مستوى الشرق الأوسط، ولا تراجع ولا استسلام نحو الوصول إلى العالمية مرة أخرى، فالعمال حرصوا على التعلم الجيد ليس فقط تشغيل الماكينة وإنما صيانتها أيضا، حتى لا يتوقف العمل فجأة عندما يحدث أى ضرر أو طارئ، ويعمل داخل المصنع الجديد 324 فردا فقط نظرا لاستخدام أفضل الماكينات على مستوى العالم حيث يعمل المصنع بماكينات سويسرية وايطالية انتجت عام 2022.

وفيما يخص مكان المصنع الجديد نجد أنه مؤهل وبيئة مناسبة للعمل والإبداع، فالمكان مجهز ومكيف، حتى أنه تم اختيار مدينة المحلة منذ البداية لإنشاء المصانع عليها لأنها بيئة مناسبة من حيث الرطوبة، عكس ما كان يوجد قبل التطوير فلا معدات صالحة للعمل حتى أن المكان كان متهالكا ومتقادما.

ويعتبر مصنع غزل 4، أول مصنع يعمل تجريبيا ضمن خطة طموحة تنفذها الدولة على مدار السنوات الماضية لاستعادة ريادة مصر عالميا فى صناعة الغزل والنسيج، باستخدام الآلات والمعدات الحديثة التى تم توريدها من كبرى الشركات العالمية، ويشمل التطوير جميع المراحل المتعلقة بالصناعة فى كافة المحافظات بداية من زراعة محصول القطن وصولا إلى صناعة الملابس كمنتج نهائى مرورا بالصناعات التحويلية مثل الأعلاف والزيوت وغيرها، وتبلغ مساحة المصنع (24635 مترا مربعا بإجمالى عدد مرادن 71808 مرادن غزل كومباكت، وطاقة إنتاجية 15 طن غزل يوميا.

 وتم توفير 135 ألف قنطار قطن طويل التيلة تكفى لتشغيل المصنع الجديد لحين جنى المحصول الجديد، والتواصل مع القطاع الخاص لتوفير احتياجاتهم من أجود الغزول الرفيعة اللازمة للصناعة بدلا من استيرادها ومراجعة خطة تسويق المنتج الجديد عالى الجودة محليا وعالميا.

أدق التفاصيل

أثناء التشغيل التجريبى لمصنع غزل 4 بالمحلة الكبرى، لاحظنا أن د. محمود عصمت وزير قطاع الأعمال يهتم بأدق التفاصيل، ولا يتهاون عند مشاهدة أى خطأ، وهذا ما حدث بالفعل عند انتهاء الجولة وكان الوزير فى طريقه لمغادرة المصنع وشاهد أحد العمال يقف مستهترا بعض الشيء على الماكينة التى يعمل عليها، ذهب إليه ووبخه بسبب استهتاره.

والملاحظ أن الوزير كان حريصا للاستماع إلى أغلب العمال، واطمأن على سير العمل واستمع إلى شرح تفصيلى من الجميع عن طبيعة عملهم داخل المصنع الجديد، ومدى تمكنهم من تشغيل الماكينات الجديدة بعد التدريب الذى حصلوا عليه داخل المحلة.

 

زى موحد


حرص الدكتور أحمد شاكر العضو المنتدب التنفيذى لشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى على تصميم زى موحد لعمال مصنع غزل 4 تم إنتاجه داخل شركة غزل المحلة، ليكون معاصرا للتطوير الذى يحدث على أرض الواقع.