إنها مصر

كرم جبر يكتب: الرئيس وإيقاظ عناصر القوة

كرم جبر
كرم جبر

لم يفعل الرئيس فى بلده سوى الخير، و«من يفعل خيراً يلقى خيراً»، لا يتكلم إلا صدقاً، ولا يعد بشيء إلا بعد تنفيذه، ويعلى شأن المصالح العليا للبلاد، حتى لو أدى الأمر إلى فقدان بعض الشعبية التى تأتى على حساب الناس.

كلمة السر كانت التفاف المصريين حول رئيسهم، لما وجدوا فيه بشائر الخير لإنقاذ البلاد وإعادتها إلى قوتها، فخرجوا فى 30 يونيو مؤيدين وداعمين، ولم يخذل الرئيس شعبه، وكانت الدولة فى مستوى الطموح وتحقيق الآمال، ولم يمض  يوم أو ساعة إلا فى العمل والإنتاج، فلم يكن أمام البلاد وقت  تضيعه.

ويحرص الرئيس على تفعيل منظومة الإبداع: المرأة والشباب، والمرأة بالذات لها فى قلب وعقل الرئيس رصيد لا ينفد من التقدير والاحترام، ويرد لها دائماً الجميل ويدفعها لمقدمة الصفوف، وإذا أردت أن تقيس مدى تقدم دولة، انظر لأحوال نسائها، والمكانة التى يشغلنها.

ويؤمن الرئيس إيماناً كاملاً بالشباب، ولأول مرة يضعهم فى مقدمة الصفوف، فيجلسون على يمينه ويساره فى مختلف المناسبات، فيتناقشون ويطرحون الأفكار والرؤى، وتصدر قرارات وتوصيات يجرى تنفيذها على أرض الواقع.

«القوة» هى كلمة السر لاسترداد مصر، التى يحترمها الجميع ويعلمون قدرها ويحترمون إرادتها، وبقدر قوتها تعمل الدول لها حسابا، ففى دنيا السياسة لا حب ولا كراهية، وإنما أعمل لك حسابا أو لا أعمل. 

القوة حكمة وليست استعراض عضلات، وبغير القوة لا يصل الإنسان إلى شيء، والقوة لا تحصل عليها إلا بالقوة، والقوة أن تقف أمام من يتوقع سقوطك.

«مصر» اليوم رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، غير مصر التى تسلمها الرئيس مفككة ومنهارة، وكانت فلسفة الرئيس هى وقف النزيف أولاً، ثم تقوية الجسد المنهك.

لم يكن ممكناً وقف النزيف إلا إذا شعر الجميع فى الداخل والخارج، بأن الوطن لن يسقط رغم أن الأشرار ينتظرون السقوط، ولكن اشتد العود وضعف المتربصون.

الرئيس القوى تسرى عزيمته فى كل أرجاء الوطن، ومصر بالذات لا تكون قوية ومتعافية ونافذة، إلا إذا جلس على كرسى حكمها رئيس فيه ملامح عظمتها ومكوناتها المنفردة.

ولم تكتسب مصر قوتها طوال سنوات حكم الرئيس من المشروعات والإنجازات فقط، وإنما بإعادة إحياء الأمل، واستدعاء عناصر الخلود والكرامة والكبرياء فى نفوس الناس، والتذكير المستمر، بأننا نحيا فى هذا الوطن ويحيا بنا.

وفعّل الرئيس كل محاور إحياء القوة:
فلن يحترمك أحد، إلا إذا كان جيشك قوياً وصلباً وعلى أحدث نظم التسليح والتدريب فى العالم، وشهد الجميع فى الداخل والخارج، بأننا نمتلك واحداً من أقوى الجيوش وأكثرها تنظيماً وتدريباً.

انهيار الدول يبدأ بانهيار جيوشها الوطنية، وانظروا حولكم شرقاً وغرباً، وكان الجيش المصري العظيم هو الصخرة التى تحطمت عليها رياح الجحيم العربي.

القوة التى أيقظها الرئيس هى تعظيم شأن الدول الوطنية، بعناصرها المصرية ذات السمات المميزة، وأهمها الشعب الذى وقف فى ظهر الرئيس أثناء عملية تحرير الوطن.

والشعب الذى لم يشكُ رغم قسوة إجراءات الإصلاح الاقتصادي، وتحمل أهل الصبر التكلفة، وينتظرون انفراج الأزمة ليكافئهم الله على الصبر ويجازى الرئيس الذى لم يفعل سوى الخير.